مرسي نقيض حسني في فلسطين
د. فايز أبو شمالة
الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي هو النقيض السياسي والموضوعي للمخلوع محمد حسني، لأن مرسي وحسني ضدان لا يلتقيان، ولا يوجد منتصف طريق يجمع بين خطين سياسيين مختلفين، ولا قاسم مشترك بين منهجين متعارضين في كيفية إدارة شئون الدولة، فلا حسني يستطيع أن يغير سياسته، وأسلوبه في العمل، ولا مرسي بقادر على أن يهادن ويساوم على مبادئ وقيم الثورة التي انتخبته رئيساً للشعب المصري، ولا حسني يقبل بالتشاور، ويرتضي بالشعب سيداً للقرارات المصيرية، ولا مرسي يقبل أن يلاقيه في منتصف الطريق، ويسلم إرادة الشعب بالتدريج إلى يد شخص واحد، ولا حسني يقبل أن يغضب قادة إسرائيل، وأن يربك أمنهم المقدس، ويوقف التنسيق الأمني مع جهاز المخابرات الإسرائيلية، ولا مرسي بقادر على أن ينطق بشفتيه اسم "إسرائيل"، ولا يقبل دينه الإسلامي أن يسلم أرض المسلمين لليهود.
لا ذنب للدكتاتور حسني مبارك غير انحرافه عن خط الثورة، والتفافة على طموح الشعب، ومن ثم توظيفه للسلطة لأغراض عائلية؛ أسهمت في تنمية طبقة طفيلية فاسدة، استغلت الشعب المصري، وأقامت علاقات إستراتيجية حميمة مع إسرائيل وأمريكا.
ولا فضل للدكتور محمد مرسي على الشعب المصري غير تقوى الله، وزراعة الأمل في نفوس المصريين، والعمل الجاد على تخليص المجتمع من النفايات السياسية التي خلفها نقيضه، والعمل على تطهير مؤسسات الدولة والدوائر الرسمية من الشخصيات الفاسدة المدمرة التي باعت أرض مصر، وسماءها، وماءها، وهواءها، وثرواتها لعدو الشعب المصري.
فإذا كان المخلوع حسني لا يمثل تاريخ مصر ولا حاضرها، ولم يكن يحاكي إلا مصالح 5% فقط من مجموع الشعب المصري؛ فلم يكن ينطق باسم طلاب الجامعات، والأساتذة، ورجال الجيش، ورجال الأعمال والموظفين والعمال والكتاب والفلاحين والأطباء والمهندسين والحرفيين، فهؤلاء هم مادة الشعب المصري التي أهاناها الدكتاتور محمد حسني، وهؤلاء هم مادة الشعب نفسها الذين يمثلهم الدكتور محمد مرسي، ويحاكي مصالحهم، وينطق باسمهم، وما زالوا يمارسون أعمالهم، ويقومون بمهماتهم الوظيفية بشكل أفضل من السابق.
فإذا كان المستحيل هو تحقق المصالحة بين المخلوع حسني، وبين الرئيس مرسي، فإن الممكن هو أن تتحقق المصالحة الفلسطينية بين أطياف الشعب الفلسطيني وشرفائه بعد انزياح ما نسبته 5% من القيادة الأزلية، أولئك هم أشقاء المخلوع حسني، وأولئك هم الذين أذلوا القضية الفلسطينية، وما عدا ذلك، فإن المستحيل هو تحقق المصالحة بين حركات المقاومة الفلسطينية الذين تعودوا أن يلتقوا مع الإسرائيليين في ميادين القتال، وبين قيادة السلطة الفلسطينية الذين تعودوا أن يلتقوا مع الإسرائيليين على موائد التنسيق الأمني مقابل المال!.