ترامب
**
شعر
صبري الصبري
***...
(ترامبٌ) فاز فارتقبوا (ترامبا)
أيشعل في تخوم الأرض حَرْبَا ؟!
أ(دونالدُ) قد أتى بالخوف يسري
كريح عاصف الأنواء هَبَّا ؟!
يدمَّر كُلَّ شيء دون كَفٍّ
يكفكف للغريم الضخم دُبَّا
ويحجب من يشا جهرا ويبني
جدارا يمنع الجيران جَنْبَا
ويطرد من أتى لهمُ ويطوي
مجالا للورى بالأنس رَحْبَا
ويجعل بالثرى روضا خصيبا
أمام المسلمين الآن جَدْبَا
وينشر عنفه نشرا حثيثا
يصب بلاءه بالناس صَبَّا
وينثر فكره بالكره نثرا
ويخلع من صدور الخلق قَلْبَا
لخوف شابهم من فرط هول
تغلغل قاتلا شوقا وَحُبَّا
ويعطي من يروم سلاح قتل
ويمنع عن ضعاف الناس حَبَّا
ويفتك بالملا فتكا شنيعا
ويبدأ فيهم سلبا ونهبا
أم الأقوال في حين انتخاب
تكون بوقعها زورا ونصبا ؟!
أعالم كوننا رهن لشخص
تَبَدَّى جهرة بالغاب ذئبا ؟!
توعَّد صارخ التهديد دنيا
ليرعب هائجا شرقا وغربا
تَقَنَّعَ وجهه بقناع زيف
فأرسى في مراسي البغض ريبا
وأعلى في خضم الهمس ظنا
يجلجل باسطا عسرا ورعبا
يخفِّض من خلال القول قدرا
لبعض شؤوننا خسفا وسحبا
يدحرج وهمه فينا لتبقى
هواجس ذهنه دهسا وكربا
يسب بلهجة رعناء قوما
بإمعان السباب الفظ سبا
وإنا لا نرى الأقدار إلا
مشيئة ربنا وهبا وسلبا
يوافي من يشا عزا ومجدا
ويعطي من يريد الخير وهبا
فلا نخشى الدوائر من أناس
نرى فيهم بلاء الشر شبا
تعاظم سعره وازداد حرقا
يكب وجوههم في النار كبا
أنخشى أمة الأدواء تجثو
أمام السقم لا يرجون طبا ؟!
تهاوي شأنهم بالإفك حتى
تزوجت النسا قردا وكلبا
فلا يلفون للإسفاف قبحا
ولا يجدون للعورات عيبا
ولا يحمون للأرحام حقا
ولا يرعون للأعراض قربا
وزاغوا بالدجى زيغا فظيعا
تخلل في جموح الفسق شعبا
تعامى بالهوى حتى تلاشى
ضميرٌ لا يرى اللذات ذنبا
فعفوا إنكم أرباب عسرى
فلسنا نرتجي بالخسر كسبا
ليحكم أمركم (باراك) يمضي
ويأتي آخر قد عبَّ عبا
لينهل من كؤوس الكبر نخبا
ويشرب من سراب القهر شربا
ليبدو في غرور الكبر جهرا
صفيق القول فيكم أو تَخَبَّا
فلن نخشى ظلوما قد تَوَلَّى
على ظلم الخلائق قد تَرَبَّى
فإن يقيننا في الله يُهْدِي
سكينة أمننا قلبا وَلُبَّا
بالاطمئنان بالإيمان نحيا
وفينا نوره الصافي استتبَّا
فإنَّا قد عبدنا في خشوع
مع الإخبات بالإخلاص رَبَّا
إلها واحدا فردا عظيما
يوافينا رحاب الأمن خصبا
ويحمينا من الأشرار دوما
ويعطينا رخاء العيش عذبا
عليه تَوَكُّلٌ منا جميعا
فإنا قد قصدنا الله حسبا
يبدِّل ربنا الإعسار يسرا
يسهّل بارئُ الأكوان صعبا
فلن نرجو (هيلاري) قد تلاشت
ولن نخشى بأمريكا (ترامبا) !