بسم الله الرحمن الرحيم
كلُّ الورى تحتَ الثَّرى نُزَلاءُ
د.ضياء الدين الجماس
إن التواضعَ رفعةٌ ودهاءُ .... ذاكَ التكبُّرُ ذلَّةٌ وغباءُ
لا تمشِ مشْيَةَ خيلَةٍ فوقَ الثرى .... فالنازعات تذوقها الجبَناء
بئسَ الهوانُ يذوقه متكبر ... كالشوك تُنزَع روحه الجرباء
مهما عَلَا فمصيره في وهدة ... حنشٌ أتاه وعينه حمراء
يأتي يداعبه ويؤنس روحه ... دار اللعين أنيسه الرقطاء
وتفسخ اللحم الدنيء بسمها ... والأرض تأكله وذاك قضاء
"قارونُ" ظن بنفسه ملك الدنا.... لكنما انخسفت به الدهماء
متجلجلاً أعمى يجسُّ ظلامها .... وكنوزه من حوله كأداء
فالتِّبْرُ كَبّله بنار جُنونِه .... ضحكت عليه جُنونُهُ البلهاء
إبليسُ راوده ليكسر أنفه ... بئس النفوس ذليلة رعناء
مهما عَلَوْتَ فلن تدوم مؤبداً .... كل الورى تحت الثرى نُزَلاء
هي حكمة قد خطها "متكبر".... نِعْمَ "الحكيم" تجلّه الحكماء
والكبرياء رداؤه بجلاله ... نِعْمَ "العظيمُ" تهابه العظماء