مهرجان بامبلونا أو سان فيرمين
كل عام والعالم على موعد مع سيد مهرجانات العالم عشرات آلاف الفرنسيين والأمريكيين والنيوزيلنديين والأستراليين وغيرهم من الأوروبيين ومن كافة أنحاء العالم على موعد مع المهرجان الذي كرمه الكاتب الأمريكي أرنست همنغواي بروايته فييستا أو العيد أو المهرجان
مصارعة ثيران ومسيرات عملاقة ومهرجان للأطفال ، كل ذلك حتى منتصف 14 تموز من كل عام وخلال أسبوع ، وبنهاية المهرجان يقوم المحتفلون بتكريم القديس فيرمين ، راعي بامبلونا ، والذي ولد في عاصمة نافار وتوفي في كاتدرائية أميانس شمالي فرنسا.
يتم استهلال مهرجان بامبلونا في ساحة بلدية سان فيرمين واطلاق صرخة ( فيفا سان فيرمين) أي عاش سان فيرمين وعلى جميع المحتفلين ارتداء القمصان البيضاء والفولار الأحمر، ثم ينطلقون لماراثونهم الشهير.
فيما تجري الثيران في شوارع مرصوفة بالحجارة بين 2000 إلى 3500 عداء وسطياً يجرون أمامها وخلفها وحولها وتخلف هذه العملية من الجري بين 200 و300 جريح سنوياً ، 3% منهم إصابتهم خطيرة ، وحتى هناك حالات موت لبعض الثيران التي تجري وراء الشباب ، ومنذ عام 1911 إلى يومنا هذا قُتِلَ 15 شخصاً ، آخرهم شاب إسباني ابن 27 عاماً إثر إصابات بالغة بالرقبة عام 2009
سيتذوق الشباب الأدرينالين الحقيقي مع هذه الثيران المرعبة والخطيرة فهذه التجربة تبدأ كل صباح من الساعة الثامنة على شارع يمتد ل848.6 متر أي حوالي الكيلومتر والخوف من السقوط بين أقدام الثيران أو التعرض لقرونه الخطيرة والتي تخلف الإصابة ، ويعود تاريخ هذا التقليد إلى القرن التاسع عشر وتتم تجربة الثيران أولاً بالسير على طول الطريق للتعرف عليه ، قبل المشاركة بالمصارعة والجري.
الشباب والكحول والمخدرات وكل تلك المحاذير دفعت المنظمين على تقديم خدمة آي فون مجانية وباللغة الانكليزية لمساعدة المبتدئين في مواجهة الثيران وخروجهم سالمين من السباق والمصارعة مع الثيران في حال السقوط ، وارسال تلك التعليمات طوال أسبوع المهرجان.
في هذا العام أصيب عداءان إصابة خطيرة أحدهما فرنسي وآخر أسترالي وكلتا إصابتهما بالفخذ الأيسر وحالة الاسترالي وصفها الأطباء بالمستقرة أما الفرنسي فقد دخل قرن الثور في فخذه 5 سم وهي إصابة بالغة لكنها ليست قاتلة.
أما يوم الأحد فقد وصل عدد الإصابات إلى عشرة نتيجة الدهس والتدافع أمام الثيران والسقوط بين أقدامها ومع ذلك لم تصل إلى درجة الخطورة ووصفها المنظمون بالسريعة والنظيفة
يجلب هذا النوع من المهرجانات إيرادات غير متوقعة من الأموال لمدينة بامبلونا الإسبانية وللدولة الإسبانية التي تعاني من أزمة مالية وارتفاع بمعدلات البطالة بين الشباب تصل إلى 21% ، في مدينة عدد سكانها 200 ألف نسمة ، وقد وصل عدد زوارها والمحتفلين بمهرجاناتها إلى مليون ونصف محتفل عام 2010
ترجمها عن الفرنسية : محمد زعل السلوم
المصدر : لوفيغارو الفرنسية