بمناسبة اليوم العالمي لدعم الشعب الفلسطيني في الداخل
فلسطينيو الداخل و عنصرية اسرائيل
د.غازي حسين
أعرب فلسطينيو الداخل المحتل عن رفضهم الشديد للقوانين العنصرية التي تفرض على المدارس العربية لتعليم مبادئ الصهيونية والرواية الصهيونية لإقامة الكيان الصهيوني واغتصاب فلسطين العربية، وترحيل العرب منها وتهويد القدس بشطريها المحتلين.
أكد المدرِّس عبد الخالق إبراهيم من الداخل الفلسطيني على أنه لا يحق للكنيست أن يقر مثل هذه القوانين وأن يفرض نوعية التعليم على الفلسطينيين، وأنه لا يمكن تطبيق مثل هذا القرار بحق المدارس العربية لأنها لن توافق على ذلك.
وقال الشيخ كمال الخطيب،: إن هذه القوانين تتمثل في سن قانون النكبة ومنع أحيائها، وقانون الجنسية وسحبها لمن لا يقر بالولاء للدولة العبرية وإدانة من لا يعترف بالصهيونية ويهودية الدولة، وقال إن ما يجب أن يدرسه أبناؤنا هو مبادئ وأسس الانتماء الديني والوطني والقومي لشعبنا الفلسطيني وسيكون ذلك في بيوتنا ومؤسساتنا وحياتنا اليومية.
ويعتبر قانون المواطنة من أخطر القوانين العنصرية ويجسد أبشع أشكال العنصرية والتمييز العنصري والتطهير العرقي، لأنه يعرِّض الكثير من العائلات الفلسطينية إلى خطر الترحيل والإبعاد وسحب الجنسية، حيث يتضمن أيضاً أن «إسرائيل» هي الوطن القومي للشعب اليهودي، وبالتالي حمل المواطنين العرب على الاعتراف بيهودية الدولة، وهكذا يشجع إقرار مثل هذه القوانين على تصاعد دعوات ترحيل عرب أم الفحم والطيبة وقرى عارة والنقب إلى دويلتهم الفلسطينية التي تزمع «إسرائيل» إقامتها لخدمة مصالحها واستمرار وجودها.
ويستهدف القانون الجديد أن يكون طرد عرب الداخل سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية لإخلاء فلسطين من سكانها الأصليين بذريعة انعدام الولاء لدولة اليهود، وكان الدكتور إسرائيل شحاك قد كشف في كتابه «الديانة اليهودية وتاريخ اليهود» ممارسات «إسرائيل» العنصرية بحق الشعب الفلسطيني. وجاء بعده المؤرخ إيلان بابيه من جامعة حيفا ووثق في كتابه «التطهير العرقي في فلسطين» عمليات الترحيل والتطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عام 1948، وانضم إليهما أبراهام بورغ الرئيس السابق للكنيست من خلال كتابه الجديد «الانتصار على هتلر» الذي قارن فيه أوجه التشابه بين النازية والصهيونية.
وطالب في كتابه المذكور إلغاء قانون العودة اليهودي، وإلغاء تعريف «إسرائيل» بأنها دولة اليهود. ويعترف في الكتاب بوجود الفاشية في «إسرائيل».
وعاد إيلان بابيه وأكد في محاضرة له أنه في اللحظة التي أعلنت فيها أن فلسطين أرض مخصصة لليهود، بدأت الصهيونية كمشروع استعماري مستمر حتى اليوم. وقال: إن الفكر الصهيوني قام على طرد شعب بأسره من وطنه. وتحولت خطة الترحيل إلى عملية تطهير عرقي لطرد المواطنين الأصليين من وطنهم.
وأكد الخطيب على فشل هذه المحاولات سلفاً ولن يكتب لها النجاح ولن نتجاوب معها لأنها تتنافى مع قناعتنا، فالحركة الصهيونية حركة عنصرية كانت سبباً في معاداة شعبنا.
وأوضحت شمطوف عضو الكنيست الهدف من قانون التعليم وقالت إنه: بموجب قانون التعليم يجب تعلم المبادئ التي جاءت في إعلان إقامة دولة «إسرائيل» وقيمها كدولة يهودية وديمقراطية، وتعليم تاريخ «إسرائيل» ودولة «إسرائيل» وتوراة «إسرائيل» وتاريخ الشعب اليهودي وتراث «إسرائيل» وأعرافها وتقاليدها.
وأكد عضو الكنيست عباس زكور بان فلسطينيي الداخل المحتل سوف يتصدون لكل هذه القوانين ولن يتركوا أي منبر يتاح لهم للحديث عن عنصرية القائمين على مثل هذه القوانين بالإضافة إلى فضح عنصرية الدولة.
تهدف القوانين العنصرية التي صدرت ولا تزال مستمرة بالصدور إلى ترحيل العرب وصهينتهم وفرض الأسرلة عليهم وتهويد القدس وبقية فلسطين، حيث صدرت العديد من القوانين التي تقيد حرية الرأي والتعبير، للحد من توجيه النقد والإدانة لعنصرية الكيان الصهيوني، ولجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ووأد حق مقاومة الاحتلال.
ويوضح صدور هذه القوانين أن «إسرائيل» تتجه أكثر فأكثر إلى الفاشية وإلى نظام عنصري أسوأ من ألمانيا النازية والأبارتايد في جنوب إفريقيا.
فازدياد التطرف الديني لرجال الفكر والسياسة والدين، وازدياد الأطماع في المجتمع الإسرائيلي بالأرض والمياه والثروات العربية، وانتشار الاستعمار الاستيطاني في الأوساط اليهودية قاد ذلك كله إلى تصاعد العنصرية تجاه العرب. فالمستوطن اليهودي استعماري عنصري طفيلي يعيش على سرقة الأرض والمياه العربية ومعاداة مصالح شعوب المنطقة وخدمة مصالح الإمبريالية الأميركية والصهيونية العالمية.
إن الكيان الصهيوني كيان استعمار استيطاني متوحش، والعنصرية والفاشية والعسكرية السمة الأساسية البارزة فيه، وقام على أنقاض الشعب الفلسطيني، لذلك يتوحد الشعب الإسرائيلي وقادته والمؤسسات الدينية والسياسية فيه على مرتكزات أساسية ومنها التفوق العسكري للاستمرار في اغتصاب الأراضي والممتلكات والحقوق الفلسطينية والعربية وعرقلة الوحدة العربية، وزعزعة وحدة المجتمعات العربية بنشر الفتن الطائفية والعرقية البشعة كما حدث في العراق بعد الاحتلال الأميركي.
لقد انبثقت مواطنة الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل من بقائهم في وطنهم بعد احتلاله أنهم سكان البلاد الأصليون، وليس من واجبهم التكيف مع طابع «إسرائيل» الصهيوني، ومحاولة تحويلهم إلى وطنيين إسرائيليين هي تزوير للتاريخ وتجني على الحقيقة وتشويه للشخصية الحضارية وتفكيك للتماسك الأخلاقي. إن أي عربي فلسطيني يعتبر نفسه وطنياً إسرائيلياً هو حثالة بشرية، هو الذي يتماهى مع قمع شعبه، ومع من صادر البلاد وشرد العباد، ويمارس الهولوكوست مستغلاً الهولوكوست النازي لتبرير الهولوكوست على شعبه الفلسطيني.