الأغلاط والأخطاء
سعد عطية الساعدي
منشور في عدة مواقع عربية
الغلط عموما وفي أكثر تقديره وأسبابه هو من تعمد وقصد وإن كان من أسباب تدفع وتسبب أو تنتج الغلط ويبقى في كل حالة تقديره لسببه أو لظرف حدوثه فيحسب على صاحبه بالقول كان أو بالفعل والحركة والعمل والتخطيط كونه تعمد من دافع تسرع أو تعصب أومن نقص خبرة أو سفه وبكل هذه الأسباب لا يمكن أعتبار الغلط هو أمر قائم بذاته ودون عمد عامد وفعل فاعل كمفهوم ودلالة على أنه يفرض نفسه على فاعله وسببه وكأنه هذا الفاعل معفى من اتيان الغلط بل هومسؤول عنه بحجم الغلط وكيفته وأينه وضرره أو إسائته هو ناتج إرادة وفعل وسلوك
اما الخطأ فهو من ناتج السهو والاشتباه وهو عموما بل كليا ليس أتيانه برغبة وعماد متعمد كما في أغلب الغلط .
الخطأ ليس هدفا مقصودا كما يفعل في الغلط المبيت أو المتعمد كل بحسبه أي أن أسباب الغلط فعلية وأسباب الخطأ ظنية أو سهوية وهذا فرق دقيق ولكنه مميز بالفرق كل وأسبابه ونتائجه ومن الفرق بينها يعذر الخاطئ على خطأه أين كان طالما الخطأ ليس بقصد وعمد ولكن بالمقابل لا يعذر صاحب الغلط لأمرين هما
أولا .. لكونه غير مقبول ولا لائق أصلا بغض النظر عن السبب والغاية والقصد
ثانيا. .. كونه مرفوض إن كان متعمدا وفيه إساءة على مقصود معين أو على جمع بالتعميم
ومن الأهمية الألتفات هنا إلى أن كل من الغلط والخطأ هما ليسا من أصل الحقيقة أو فيها مستحيل وإن كانا في دقائق المفردات فالحقيقة عين الصدق والصواب وتتعارض معهما ولهذ يشخص الغلط والخطأ تشخيصا حقيقيا ليكون مرفوضا أو يعاب ولا يؤخذ بهما إطلاقا بحاكمية الحقيقة