كتب عمرو سالم:
أين دمشق ...
كلّ ما نراه حولنا لا يليق بنا ولا ببلدنا ...
تحدث السيد وزير النفط عن لجان المحروقات التي يراسها السّادة المحافظون. وهو صادق فيما قاله ...
وقد راينا بعض المبادرات في بعض المحافظات لتيسير الأزمة ...
فأين محافظة دمشق؟
ماذا فعلت لتخفيف الازدحام القاتل على البنزين والخبز وغيرها ...
ألا تستحقّ دمشق اقدم عاصمة في العالم ان تهتمّ بها محافظتها ...
وان تعشقها محافظتها؟
ليس قدرها ان تكون اسوار جامعاتها بسطاتٍ مقرفةٍ مدعومةٍ بلا سببٍ او مبرّر ...
وليس قدرها ان يكون السير على شوارعها المرصوفة بالحجر كما السير على الارض المفلوحة ...
وليس قدرها ان تكون كابلات الكهرباء موصولةً مثل الصّوف المشربك وتحرق كلّ فترةٍ منها قطعة ...
وليس قدرها ان كلّ زاوية من زوايا ارصفتها الجديدة، لم تختم بحجرها لان من نفّذها وباع حجرها لا يعرف كيف تختم الزوايا ...
ولا قدرها ان يتحوّل بردى إلى صرف صحّي مكشوف ...
وليس قدرها ان يهدم بولفار الفورسيزن
وساحة المالكي
ونادي الشرق
وفندق سميراميس وغيرها ثمّ يترك بلا بناء ولا إنهاء ...
ولا ان يترك ازدحامها موجعاً مقرفاً ...
ولا ان تتحولّ المحاضر غير المبنيّة او المكتملة مكبّاتٍ للزبالة ...
ولا ان تكتسي ابنيتها بالسّواد والشحّار وتصبح اسطحتها مستودعاتٍ للخردوات المصدّية ...
ولا ان تصبح ارقى او أقدم شوارعها مرتعاً لتشفيط سيّارات الزعران الفخمة ...
حرام أن يُتنكّر لهذه المدينة الأعظم التي كانت عاصمةً للعالم في يومٍ من الايّام ...
لا مبرّر لإهمالها ولاستوطاء حيطها كما نقول بالعامّيّة ...
من لا يعشقها ويعشق زفتها وترابها وارصفتها وقططها وزوايا ارصفتها وأهلها، لا يمكن ان يخدمها ولا يليق بها ...
اعطوها ما يستحقّ من إجلالٍ وحبًّ واحترام ...
فهي ملجؤكم وملاذكم ومحشركم ومنشركم ...
عمرو سالم: تزول الدنيا قبل أن تزول الشام...