رَسائِلُ وَجدٍ !!
..
رَسائِلُ وَجدٍ مِنْ بَرِيدِ حَنِيني=أُحَمِّلُها - فَوقَ اشتِياقِي - أَنِيني
لَعَلَّكِ تَختارِينَ أَلَّا تُحَطِّمي=هَشاشَةَ حُلمٍ فِي جَماجِمِ طِيني
أَقُولُ لَكِ : ( الأَحزانُ شَقَّتْ حَشاشَتي=وَ أَنتِ كَوَسمِ النَّارِ فَوقَ جَبِيني
وَ تَحتَ شَغافي ؛ بَينَ رُوحي وَ مُهجَتي=وَ خَلفَ حَرِيقٍ مِنْ هَشِيمِ يَقِيني
أُجَرِّبُ ما خَلَّفتِ لِي مِنْ مَرارَةٍ=كَأَنَّ شُؤُونَ الغَمِّ بَعضُ شُؤُوني
وَ تَعصِفُ بِي ذِكرَى عَشِيَّاتِ هَمسِنا=فَتَضرِبُني بِالصَّمتِ فِي كُلِّ حِينِ
إِذا كُنتِ تَشتاقِينَ - مِثلِي - فَدَلِّلي=عَلَى أَنَّكِ القَلبُ الذِي يَحتَوِيني
وَ أَنَّكِ - مِثلِي - فِي هُمُومٍ وَ حَسرَةٍ=إِذا بِتِّ فِي لَيلِ ادِّكارِكِ دُوني
أَمِنْ قَسوَةِ التَّغرابِ وَ البُعدِ أَدمُعي=تَرَقرَقُ ؟ أَمِّنْ فَرطِ ضَعفي وَ لِيني ؟
أَمِ القَلَقُ الفَتَّاكُ أَفنَى تَجَمُّلي ؟=فَثارَ عَلَى الوِجدانِ غُولُ ظُنونِ !
هُنالِكِ - لَو تَدرِينَ - عَكسُ الذِي هُنا=فَأَنتِ بِدِينِ اليُسرِ ! وَ العُسرُ دِيني !
هَجَرتِ ؛ فَصارَ النَّاسُ حَولي عِصابَةً=يَوَدُّونَ قَتلي وَ اجتِثاثِ وَتِيني
يُرِيدُونَني أَمضي إِلَى غَيرِ رَجعَةٍ=كَأَنِّيَ ما أَهدَيتُهُمْ زَيزَفُوني !
أَنا مُنذُ أَنْ أَدرَكتُ عِطرَ بَلاغَتي=نَفَحتُ حُرُوفَ الشِّعرِ بِالياسَمِينِ
فَكُنتُ - بِلا استِئذانَ - أَرمي بِحِقبَتي=لِتَدمَغَ ما صاغُوهُ عَبرَ قُرُونِ
قَصَمتُ بِبَيتٍ مِنْ قَصِيدي مُتُونَهُمْ=وَ عِثتُ بِبَيتِ آخَرٍ بِالبُطُونِ
وَ لَكِنَّهُمْ - تَبُّوا - يَعِيبُونَ فِتنَتي=لِيَنتَقِدُوني فِي جَمِيعِ فُنُوني
هَواجِسُ سُخطي وَ اختِلاطاتُ غَضبَتي=يُحَرِّكُها مِنْ كُلِّ بُدٍّ جُنُوني
فَكُوني صِمامَ الرُّوحِ ؛ وَ استَجمِعي القِوَى=فَأَنتِ أَنا . إِلَّمْ تَكُوني ؛ فَكُوني )
|