مآثرُ تاريخٍ بشعريَ أرْويهــــــا
تُسَطَّرُ منْ أرْقى المعــــــاني قوافيهــــــا
لمجْدٍ مديــدَ الدَّهْر تــــاهَ بأمَّتي
وتاريْخهــــــــــا عبْر العصور وماضيها
جموعٌ لقحْطـــانٍ و بالعزِّ قابلتْ
أسودٌ لعدْنانٍ شموخـــــــــــاً تساويْهـــــا
رجالٌ ومنْ أصْلابها قدْ تحدَّرتْ
صناديْدُ حطَّتْ في رباهــــــا بواديْهـــــا
هي الأمَّةُ الغرَّاءُ زادتْ فصاحةً
وطافتْ فحولُ الشِّعْر فخْرَ فيافيْهــــــــــا
وأضْحى أصيْلُ القوم يدْنو بنورِهِ
وقدْ أشْرقتْ شمْس الهدى في أراضيْها
أتاهــــا نبيُّ الحقِّ بالحقِّ مرْسلاً
رسولاً بأخلاقِ الحنيفِ سمــــا فيهــــا
عليك صلاة الله يــــا علم الهدى
أيــــــا فخرَ أقوامٍ إلى الله هاديهـــــــا
وحلَّتْ بها أرْزاقُ ربِّي زواخراً
كنوزاً بشهْر الصوم جـادتْ غـواديـهـا
وفيهـــــــا كرامٌ خادمونَ و ثلّةٌ
لحجــــاج بيتِ الله هبَّتْ سواقيْهـــــــــا
ونحْرٌ بأضْحاها فمنه تسايلتْ
بحورٌ وتفْديْها دمـــــــاءُ أضاحيْهـــــــــــا
وهاماتُ فرْسٍ بالفتوحِ تصاغرتْ
و سِيقتْ لهـا عيْسٌ وفيها حواديهـــا
وكلُّ دعـاةِ الشَّرِّ زالتْ وسلَّمتْ
مفــــاتيحَ ملكٍ و القُصورَ نواصيْهــــــا
فسادتْ جنانَ الأرْضِ حتَّى زهتْ لها
عروشُ ملوكٍ عندَ أقصى أقاصيها
وأضْحتْ أزاهيْرُ الرَّوابي نواظراً
و فاحتْ رياحينٌ بعطْرِ أقاحيْهـــــــا
وجاد عليهـــــــــــا ربُّها بمواهبٍ
وحلَّ عليهـــا الأمْنُ يؤوي أهاليهــا
وعمَّ السَّلامُ الأرضَ يأمن خائفٌ
وحتَّى مفاحيص القطا في براريْهـــا
ولكنَّ أوغاداً أشاعوا فسادهـــــــا
و دارَ زمامُ الأمْرِ في شرِّ أيديهــــــا
علوجٌ بكيلِ الذُّلِّ راحتْ تسودهـــا
وصارتْ بغير الشَّرْع تقضي قواضيها
و لا يلبثُ الواشون أنْ يفْسدوا الوفا
فنادى بنصرِ اللهِ دمـــعُ مآقيْهـــــا
تعيثُ ذئابُ الشَّر تمْضي ببأسهـــا
و نحنُ قريرو العينِ ملءَ لياليهــا
أفيقوا بنو قومي الجهادُ مناديــــاً
فلبُّوا نداءاتٍ تطيــــبُ معاليْهــــــــــا
يهودُ عتتْ في القدْسِ تهْتك ستْرها
وأنْتمْ رضيْتمْ بالهوانِ الَّذي فيهـــــا
فويْلٌ لظلاَّمِ الأســــــــودَ إذا علا
زئيْرٌ لهــــــا دوَّى بشُمِّ أعاليْهـــــــا
تجوبُ الفيافي من بعيدِ مرامهـــــا
لتنهشَ أكْبـــــادَ اليهود أعاديْهــــــا
وللدِّينِ أشْرافٌ وبالرَّوحِ عـــاهدوا
و للأمَّةِ الغرّاءِ روحٌ ستفديْهـــــــا