المحرقة...
في كل يوم تحلم أحلاماً جديدة , يحق لها وقد دفعت ثمنها 20 سنه غربه,ليكوّن عملا محترما في الوطن.
قد ملت تلك المراحل من شد الحزام على الجيوب , وآن أوان الراحة.
سؤال بات يقلقها رغم قناعاتها الورعة, ما هذا الفارق المادي بين تلك الإخوة؟ولماذا تلك الرؤية المادية للأمور وجميعهم يدخلون مسجدا واحدا؟هل تغير العالم ام تجمدت العواطف ام هذا ضريبة حضارة لم نألفها بعد؟.
أبعدت عن عقلها المتعب عناء التفكير وهزت رأسها موافقة ,تكرر مقولته الشهيرة : دعي أمر الخلق للخالق.
مازال ينحت في الصهر ومازال الصخر صخرا.ومازالت تشتهي سيارة تقودها, تنزه صغارها كما كان يفعل كل فرد في عالمهم العائلي ماذا ينقصها لتكتمل أحلامها؟لم تعد قادرة على قبول منتهم في توصيلها أيام الاجتماعات ومااقلها ,يجتمعون على مأدبه من جهود مشتركه وينقطعون عن التواصل زمنا غير قليل!
بدأ الأولاد يتغيرون وتظهر شعيرات ذقونهم الصغيرة,وأنوثة بناتها أصبحت رائعة.
ومازلت مراكب أقرانها تقلهم في كل اجتماع ومازال شعورها المتناقض هاجع في اللاشعور يؤرقها.
العمل يسرقه منها ويحرمها من سفر سياحي حلما به معا,يكحلان حياة أترعت توفيرا وتخطيطاً.
كانت تمازحه كلما انفردا يبعضهما:
--ألحق بي قبل أن أموت وفي نفسي شيء من حلم.العمل لن ينتهي ولا طموحاته نحن فقط من سننتهي. مازلت تعدني بسفر سياحي وأحلامي كبرت كثيرا وفي كل سنه أكبحها لظروف العمل المربكة.
-الأحلام لا تنتهي يا امرأة وكلي ربك في كل شيء ما أنا إلا واسطة في هذه الحياة.
-والسيارة؟
-حسبنا الله ونعم الوكيل ..اطلبيها من ربك هل قصرت؟غيرك محروم اللقمة.أنت في خير وتطمعين؟.
ابتلعت لسانها وسلمت أمرها لله . فهو أهلها ومصيرها وكل ما بقي من عمرها بات بأمانته.
لا حيلة لها أبدا آه لو أملك نقودا تكفي كنت غمرته وأسعدتهم بطريقتي واستطعت البوح أكثر.
جاءها ذات يوم ممتعض الوجه منتفض البدن .شاحب الملامح.
سوف نبيع البيت بأقصى سرعه, فنقود العملاء والشركاء يجب أن نؤمنها عبر شهرين لا غير.
-........................
أم فراس 2 نيسان 2008