بغداد يوم الكريهة
شعر: عبد اللطيف غسري

عَودَة السؤدد الهاربِ الهاتـفِ **** تتأتى للفارس العـــــــــــــــــــارفِ

قرأ التاريخَ فلمْ ينســَــــــــــــهُ **** وتمثله بنُهىً هــــــــــــــــــــــاد فِ

وتفيأ ظل الفخر بــــــــــــــــه **** واستوطنَ في ظله الــــــــــــوارفِ

وتملكه الهُزْءُ من رجـــــــــــلٍ **** من خيالٍ فوق المدى خائـــــــــفِ

مُظهرٍ ضَعفهُ كاشفٍ ظهـــــرَه **** للحر وللسيل الجــــــــــــــــــارفِ

صرخة من أخيه الفراتي لـــــمْ **** تجدِ الرد من قلبه الواجـــــــــــفِ

لا نداءُ العروبةِ حركـــــــــــــه **** لا، ولا نالَ من عقله العـــــــازفِ

وكأن به موصولَ العمـــــــــــى **** لم يرَ الدم من جرحه النــــــازفِ

أيها السر الخبْءُ في صـــــــدره **** ضقتُ ذرعاً بمكنونك الواقـــــفِ

هُزّهُ، أَلْقِ في روعهِ همســـــــــة **** تتحدث عن حلمه الطائـــــــــــفِ

بغدادُ استغاثتْ فقالت لنــــــــــــا **** صِرْتُ في مِخلبِ الكاسرِ الخاطفِ

وجحافلُ بوشٍ ببوابتـــــــــــــــي **** تزرعُ الرعبَ في جلدِيَ الناشـفِ

أو ترسلُ من كل دبابـــــــــــــــة **** حِمَمَ الموتِ أو مدفعٍ قــــــــــاذفِ

أنا تاريخكمْ كيف تنسوننـــــــــي **** أنا عنوانُ مجدكمُ السالـــــــــــــفِ

كيف ترضَوْنَ بالموت لي وبشـ **** ـارونَ يسخرُ من ألمي القاصـــــفِ

أيها العربي الذي ضحكـــــــــتْ **** شمسُ الأرضِ من بدرِه الخاســـفِ

وتباكتْ بطاحُ القدس مــــــــع الـ **** ـجولان على نوره الكاســـــــــــفِ

قد كبا بكَ مُهْرُ الزمـــــــــان فأخـ **** ـبرني عن مدى الخطر الزاحـــفِ

عن حِماكَ الذي يُستباحُ وعـــــــنْ **** منتهى الوابل القادم العاصـــــــفِ

هل مداهُ احْتراق البساتيـــــــــن أمْ **** قتلُ غِر على شهوةٍ عاكــــــــــفِ

موسمُ الجني في أرضنا مُنتــــــــهٍ **** وعناقيدُنا في يد القاطــــــــــــــفِ

وفلولُ الثعالب في الليــــــــــل تمـ **** ــتد من بغدادَ إلى الطائـــــــــــــفِ

شبعتْ وتمطتْ كمـــــــــــــــا يتمـ **** ــطى البومُ على عشه التالـــــــــفِ

فالتزَمْنا الصمتَ وما هكــــــــــــذا **** يُخصف النعلُ في عُرف الخاصـفِ

وعجزْنا عن اسْتلهام غـــــــــــــــدٍ **** من أمسٍ لنا تالدٍ طــــــــــــــــارفِ

حتى اكتشفَ المعتدي موطــــنَ الـ **** ـداء فينا على ضوئه الكاشـــــــــفِ

واقتفى كل واهنةٍ مــــــــــــــــن قـ **** ـوانا بمسباره الماكر الواصـــــــفِ

نسفتْ عزنا منه جائحــــــــــــــــة **** مادتِ الأرضُ من وقعها الناســــفِ

وطيورُ الحمى نتفتْ ريشَهـــــــــا **** واستوى المنتوفُ مع الناتـــــــــــفِ

فتغير طعمُ الشـــــــــــــذى وعبيـ **** ــرُ الأقاحي في أنفنا الراعــــــــــفِ

صارَ حظ الربى النجديـــــــــةِ أن **** ترحلَ الوُرْقُ عن سفحها الراجــف

والفتى العربي يواصـــــــــــلُ كفـ **** ـكفة الدمعِ من جفنه الــــــــــذارف

هذه صرخة الحر إن لم تجـــــــــدْ **** غيرة في دم الفارس الزائــــــــــفِ

فإذنْ حسبُه أن ذكـرَ الحقيـ **** ــقةِ قد كانَ في نِيَةِ الحالــــــــــــــــــــــفِ

المغرب
2003
ْ ُ