سمير عنجوري في عشتار
أعتمد على الحركة ...ولا أحب المشهد الساكنقدم الفنان /سمير عنجوري / معرضاً فردياً في عشتار/عبّرَ فيه عن قصص اجتماعية وتاريخية استمدها من ذكرياته وقراءاته، وحوّلها إلى مشاهد بصرية متجانسة مع الجماليات اللونية، ركّز في تصوير دمشق القديمة على المحور الاجتماعي وإظهار العلاقات الحميمية، التي تربط سكان الحارة... وبرع بتجسيد ملامح الوجه، والتركيز على لغة الجسد... ودقة الخطوط المحددة للهياكل... والجدير بالذكر أن للفنان عنجوري مقتنيات في كل دول العالم...
على هامش معرضه الأخير، التقته «البعث» وكان هذا الحوار:
< لماذا اخترت الجانب الاجتماعي من دمشق موضوعاً للوحاتك؟
<< القسم الأكبر من معرضي خصصته لدمشق، رسمت حاراتها، أزقتها منازلها من الناحية الاجتماعية، فجسدت صوراً متعددة لاجتماعات رجال الحارة في الساحة، أو المقهى أو فناء المنزل الكبير، وهم يتسامرون ويضحكون وبأيديهم النارجيلة.... أحببت أن أدوّن في الرسم قصة التلاحم والحميمية والتعاون، هذه القيم والمعاني الجميلة تربطنا بتراثنا والماضي الجميل، وتشكل رمزاً لمعالم الحارة الدمشقية بكل جزئياتها. وفي الوقت ذاته الحياة الاجتماعية تدل على الحركة والصخب، وأنا أحب اعتماد الحركة في اللوحة كعنصر أساسي، وأبتعد عن السكون وتصوير المشهد الذي لا حياة فيه. أركز بالدرجة الأولى على حركة الجسد، وتعابير الوجه، ولغة اليد. وبما أنني من حيّ القيمرية ،فقد عشت هذه التفاصيل واختزنتها بذاكرتي، وحوّلتها إلى حوار بصري بين الشخصيات، وتركت ريشتي تصف الفضاء الخارجي والتراث، من حيث الطراز المعماري والأزياء والمعالم العامة... أستطيع أن أقول: إنني صوّرت دمشق من وحي ذكرياتي وقراءاتي في المرحلة ما بين 1920- 1960.
< يبدو أنك مولع بالتاريخ، والعودة إلى الماضي، ما الذي يغريك في الماضي ؟
<< التاريخ جزء مهم في حياة أي شعب ، أنا مولع بعوالم التاريخ القديم من حيث الطراز المعماري، والأزياء المختلفة، حياة السلاطين بالقصور الفاخرة، والثراء التراثي... فنقلت مشاهداتي وقراءاتي إلى لوحاتي، وصوّرت لوحات متعددة، تعود إلى عصور قديمة مستوحاة من العصر الأموي والعباسي، رسمت القصور والسلاطين وسهرات المجون والنساء، وكل ما يتعلق بالمظهر العام من حيث الديكور (الستائر- السجاد- الأعمدة - الأريكة- الأواني- اللباس... ) واستخدمت الألوان التي أحبها ( الأحمر- الأخضر- الأزرق- مشتقات الأصفر) لأزيد من الجماليات البصرية الموجودة آنذاك.
< ماذا يعني البورتريه لك؟
<< في منحى آخر أردت تخصيص جانب معين للوحات المعاصرة، عبر بورتريهات لوجوه معاصرة، بعضها بصورة جانبية ، وبعضها الآخر بالوضع الأمامي. واعتمدت على الحركة في تعابير الوجه، ونظرة العين، والمنحى العام للوجه... وأرى أن رسم البورتريه يدل على براعة الفنان في نقل مكنونات الذات إلى الملامح، وبالتالي إلى المتلقي....
< الألوان الصارخة تشغل حيزاً واسعاً في لوحاتك، هل هي تقنية أم حالة يفرضها الموضوع ؟
<< أن أرسم بأسلوب واقعي تعبيري، وأترك حرية التقنية للموضوع، فبعض المواضيع تحتاج إلى سطح أملس، وبعضها يحتاج إلى كثافات لونية وخطوط عريضة. عامة، استخدمت الرصاص والحبر الأسود في لوحات دمشق القديمة، لتحديد الهياكل العامة، وفي بقية اللوحات اعتمدت على الزيتي والمائي. وكما قلت، أحب الألوان الصارخة، لإظهار الجماليات البصرية، معتمدة على تدرجات اللون، وتناوب الظل والنور ، ففي لوحاتي يوجد تجانس بينها .
< بعض الفنانين يبدؤون بالواقعية ويميلون نحو التجريد... فهل أنت منهم؟؟
<< 80٪ من لوحاتي وفق المسار الواقعي التعبيري، باستثناء لوحة واحدة رسمتها بأسلوب تجريدي، وعبرت فيها عن دورة المياه، وفكرة الحياة والموت...
ويوجد في داخلي طموح لأتابع بمنحى جديد، بأسلوب تجريدي... فكما قلتِ إن كثيراً من الفنانين بدؤوا بالواقعية التعبيرية ثم مضوا نحو التجريد....
حوار : مِلده شويكاني