الطين
--------------------------------------------------------------------------------
لو فُضَ لي سرُ السرابِ
ولو أُضيئتْ عتمةُ
الدربِ الكفيفِ
تضوّعتْ أفْقاً
تباشيرُ الشّموسِ
وما صرخْت
مذ دحرجتْ في شهوةِ
الّليلِ البهيمِ
نواةَ خلْقٍٍ
بيضةُ الطّينِ النّديِّ
تعاظمَ الصّلصالُ فيَّ
عروقَ نارٍ
تكتسي وجهَ
الرّياحْ....
منْ صحوةِ الأقمارِ
منْ لونِ السّنا
وعبيرِ سوسنةٍ
تمُوجُ بعطرِها
قُبلُ الغيومِ الباكياتِ
على أديمي
هكذا
ألقاً رُسمْت ..
تتكسّرُ الأصفادُ عنّي..
مشرئبّاً بينَ زغردةٍ
وطلقْ.....
يتساقطُ الطّينُ البريءُ
أطير في دنيا تلوثها الرغائب
والرياءْ....
من صلبَنا المدفونِ في قعرِ
السماءْ
من خلْقَنا المجبولِ من طبعِ
الهواءْ
كانت ترفرفُ فوقنا
كلُّ البداياتِ الخجولةِ
مأتما
فصقلْتُ سيفي منْ خضوعِ
النّزوةِ الحمقاءِِ
رأسََ أخي
قَطعْت......
هل عشّشتْ فينا تعاليمُ الإلهِ
أو تعازيمُ السّناءْ..
ضاعتْ دروبي مذْ
خُلقتُ وتهْتُ في وضحِ
الضياءِ
فمنْ أنا...
هلاّ عرفْت؟
هلاّ عرفْت؟!