أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل :
أبو مصطفى العراقى
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
سؤال :◄
أغلب الحوارات فى القرآن الكريم بصيغه الماضى ؟

جواب :◄
نذكر بعض الأمثله ومنها يتضح سبب إستعمال صيغه ( الماضى )

سؤال :◄
ما اللمسة البيانية في استعمال صيغة المضارع مرة وصيغة الماضي مرة في قوله تعالى ( من كان يريد الآخرة ) و ( من أراد الآخرة ) ؟
• استعمال ← فعل المضارع مع الشرط يكون إذا كان مضمون أن يتكرر .
• أما استعمال ← فعل الماضي فالمضمون أن لا يتكرر أو لا ينبغي أن يتكرر . • كما نلاحظ أيضاً في قوله تعالى
• ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد )
• ينبغي تكرار الشكر ← لذا جاء بصيغة الفعل المضارع ( يشكر )
• أما الكفر فيكون مرة واحدة ← وهو لا ينبغي أن يتكرر
• فجاء بصيغة الماضي في قوله ( كفر ) .

كذلك في قوله تعالى
• ( من قتل مؤمناً خطأ )
• المفروض أن القتل وقع خطأ و المفروض أن لا يتكرر
• أما في قوله تعالى
• ( من يقتل مؤمناً متعمداً )
• هنا تكرار للفعل لأنه قتل عمد.

قال تعالى ( إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) محمد )
• هنا سؤال متكرر لأن سؤال الأموال متكرر فجاء الفعل ← بصيغة المضارع،
• وقال تعالى ( قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) الكهف )
• السؤال حصل مرة واحدة فجاء ← بصيغة الماضي.

إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع
• للفعل ( جاء ) مطلقاً في القرآن كله ولا صيغة فعل أمر ولا إسم فاعل ولا إسم مفعول وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي ،
• أما فعل ( أتى ) فقد استخدم بصيغة المضارع.
• من الناحية اللغوية :◄
• ( جاء ) تستعمل لما فيه مشقة
• أما ( أتى ) فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر

قال تعالى في سورة النحل
• ( أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {1})
• وقال تعالى
• ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) )
• هنا أشقّ لأن فيه قضاء وخسران وعقاب.

وكذلك في قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110))
• وقوله تعالى ( وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) )
• تكذيب الرسل شيء معهود
• لكن الإستيئاس هذا شيء عظيم أن يصل الرسول إلى هذه الدرجة
• فهذا أمر شاق لذا وردت كلمة ( جاءهم ) في الآية الأولى
• أما في الثانية فالتكذيب هو أمر طبيعي أن يُكذّب الرسل لذا وردت
• ( أتاهم ) وليس ( جاءهم ) .

توجد ظاهرة في آيات التسبيح في القرآن كله .
• إذا كرّر ( ما ) فالكلام بعدها يكون على أهل الأرض .
• وإذا لم يكرر ( ما ) فالكلام ليس على أهل الآرض
• وإنما على شيء آخر.
• في سورة الحشر وفي سورة الصفّ ← تجد الكلام عن أهل الأرض
بينما في آية أخرى في سورة الحديد ← ليس الكلام عن أهل الأرض
وإنما هو عن الله تعالى. وكذلك في سورة النور
• هذه قاعدة عامة في القرآن .. والتعبير القرآني مقصود قصداً فنياً .
• وهذا في مقام التسبيح ولم أتحقق من هذه القاعدة في غير مقام .

نلاحظ :◄
• أنه كل سورة تبدأ بـــ ( سبّح ) ← بالفعل الماضي
• لا بد أن يجري فيها ذكر للقتال في كل القرآن
• أي سورة تبدأ بـــ ( سبّح ) ← فيها ذكر للقتال
• والمبدوءة بـــ ( يسبح ) ← ليس فيها ذكر للقتال أبداً .

أمثله :◄
• سورة الصف ← ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ
• كل التي تبدأ بــ ( سبّح ) لابد أن يجري فيها ذكر القتال .
• هذه الآية في سورة الحديد
• ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1))
• ( لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
• ليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بــ ( سبح )
• إلا ويجري فيها ذكر للقتال
• وليس هنالك سورة في القرآن تبدأ بــ ( يسبح )
• إلا لم يذكر فيها القتال .
• هذا توجيه للناس في الحاضر والمستقبل أن يتركوا القتال ، أن لا يقاتلوا،
• هو توجيه لما يقول ← ( يسبح ) المضارع يدل على الحال والاستقبال
• لم يذكر القتال وكأنما ← هو توجيه - والله أعلم - للخلق
• في حاضرهم ومستقبلهم أن يتركوا القتال،
• أن لا يتقاتلوا فيما بينهم،
• أن يتفاهموا،
• أن يتحاوروا،
• أن يتحادثوا،
• أن تكون صدورهم رحبة،
• هذا أنفع لهم من القتال،
• الماضي ماضي ذهب

♣ لكن ( يسبح ) كأنه توجيه لعباده.
• الرابط بين القتال والتسبيح :◄
• التنزيه عما لا يليق
• والقتال لا يليق
• كما قالت الملائكة
• ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )

♣ هذه الأمثله .. على سبيل المثال .. وليس الحصر
• حسب السياق و المقصود من الآيه فى موضوع السوره
• لكن ليس حصراً كل الحوارات بصيغه الماضى
• فلكل موقف ولكل سياق نسق
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• أعتذر من حضراتكم عن التطويل .

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي