بقلم - أ.د / محمد سعد عبد اللطيف التاريخ : 16-05-2009
أن الكسل والراحة مهمه لأنها تنشط روح الخلق والإبداع والتفكير بشرط أن تكون الجرعة مناسبة .. مع الأخذ في الاعتبار أننا نعيش في مجتمع يعشق قياس الزمن وتقسيمه بدقة . وقد لا حظت أنة في بعض الأحيان أن الكسل أمر مطلوب ويفتح أعيننا علي أشياء جميلة.. .. من الأمراض التي استحدثت حاليا (مرض السرعة) فالتعرض المستمر لضغط الوقت يسبب المرض ويصيب الشخص بالعصبية والتوتر ونفاذ الصبر وتضطرب ضربات القلب تحت وطأة السرعة .. ودائما يكون الإحساس بأن السرعة التي تتحرك بها ونعمل بها غير كافية ... فـ ترتجف الجفون ... وترتعش الأيدي ..
يصاحب ذلك أحساس الشخص بحالات من الخوف تعقبها حالات من المشاعر العدوانية والاكتئاب ثم فشل عمل وظائف الجسم ... وعادة الحالات التي قمت بالتعامل معها هي الحالات التي لم تنتبه لخطورة نمط حياتها الأ حينما يرقد علي سرير المرض ...
ثم يبدأ التفكير في أحداث تغيير في أسلوب الحياة والبحث عن إنقاذ الصحة . ... في مجتمعنا نلمس قيمة كبرى للمال فأذا ما انتقل أرث لأحدنا يمثل ثروة فأنة يقضي وقتا طويلا في التفكير لكيفية استثمارها بأفضل عائد – أما أذا طرحنا سؤلا علي الشخص نفسه : فيم تريد أن تمضي بقية عمرك ؟ قليل من نجد لدية الإجابة ورغم أن المال والثروة يمكن مضاعفاتها .. فأن الوقت يتضاءل ويتناقص ولا رجعه له ولا يمكن مضاعفته ولكن يمكن استثماره فإذا أدركنا هذة الحقيقة .. تبدأ نظريتنا للحياة في التغير ..
ذلك أن معظمنا يعتقد أن هناك الكثير من الوقت متوافر ..ذلك غير صحيح .. فالعمر محدود .. وأمامك أن تقضية في طاعة أو معصية فالطاعة .. طاعة لله في جميع أعمالك وتصرفاتك ولا يمكن ممارسة هذه الطاعة الا من خلال توازن صحي مع تحديد أولويات الحياة والأهم فالمهم ... ولكن عليك باختيار اللحظة المناسبة كي نتمتع بالكسل والهدوء ...
فحين تزداد الضغوط بصورة بالغة فالمفيد الجلوس في شمس الصباح في حديقة عامة بعيدا عن الملوثات والضوضاء ونمارس تمارين التنفس العميق أو نذهب للساحل ونستمتع بالرمال والبحر ونمشي بدون حذاء ويمكن كذلك أن نتعلم من السلحفاء أن التأني وعدم التعجل يطيل العمر ويضفي علينا الصحة والحيوية كذلك فعلينا مراعاة كيفية استهلاكنا لطاقتنا والالتفات للوقت الراهن الذي تعيشه والمناسب لعمرك مع العلم أن ليس المطلوب ادخار الطاقة ولكن المطلوب أن نحصل علي أفضل جودة مقابل الطاقة المنفقة سواء في العمل أو في وقت الفراغ وعموما فقد وجد أن الأشخاص الكسالي والملتزمين بنظامنا الغذائي فأنهم يتمتعون بالهدوء الداخلي ويعيشون فترة أطول صحيا. كنت وأنا صغير أتساءل عن معني القوة الحيوية وتدفقها منذ أن كان عمرى ستة عشر عاما حيث كنت ممارس متفوقا للعديد من الرياضات وقد وجدت أن هناك فارق جوهرى بين حاله الهمدان الناشئه عن مسلسل الأحلام المكسورة وحالة التوهج المولودة في لحظة الأنسجام الدافئ ..
ظللت أبحث طوال العمر عن الفرق بين الحالتين السابقتين فوجدت أن " الهمدان الذي يشعر بة الشاب حين يفشل في تحقيق حلم صغير سببة مادة كميائية يفرزها الجسم لحظه أنكسار الحلم ..
بينما التوهج الذي يشعر بة جسم الشاب لحظة السعادة أو الفوز أو النجاح سببه أيضا مادة كميائية أخري يفرزها الجسم لحظة تحقيق الانتصار ولكن السؤال هل من الممكن أن يتناول الأنسان تلك المادة فتحدث له حالة التوهج بشكل مستمر؟؟ مستحيل لأن هناك فارق كبيرا بين المادة الكميائية المخلقة بالمعمل وبين ما يفرز بصورة طبيعية بالجسم لأن المادة الكميائية الطبيعية داخل الأنسان تتميز بما يسمية العلم بالقوة الحيوية وهذه الخاصية غير موجودة في المادة المعملية ..
وللعلم فأن القوة الحيوية لا يمكن أنتاجها في المعامل في صورة كبسولة أو حقن .. من أجل تلك الكلمة ( القوة الحيوية ) فقد تخصصت في هذا العلم – كما أنني هاوى الفلسفة في دراسة الكيمياء الحيويه .. وقد وفقنى الله ونلت درجة الدكتوراه في الكمياء الحيوية وكانت مفتاحى لدراسة فلسفة النفس البشرية بجميع أبعادها مثل علم الكيمياء الحيوية .. التشريح .. تركيب الخلية الحية وميكانيكة عمل ورد فعل هذة النفس وتفاعلها مع البيئة علم الغذاء والتغذية وصناعات الأغذية علم النبات والحيوان علم الحركة والرياضة علم النباتات الطبية والبرية علم الكيمياء والعقاقير وكثير من العلوم الأنسانية أيضا والعلوم النفسية وهو نادرا ما تجدة في أحد العلماء في عصر التخصص الشديد وعصر الرفاهية وتغريب المجتمع وأمركتة .
فحينما نرى الخلية البشرية الحية تحت الميكروسكوب فنجد أنها تختلف تماما في الشكل والحركة والتفاعلات عن الخلية المأخوذة والمدروسة من الموتي والتي تعلم عليها طلبة كليات الطب وهو ما يختلف علمي عن علم الآخرين فالعلم عندي بحث عن الطاقة والقوة والحيوية للأحياء ودراسة هذة الخلية الحية وما يمر عليها من تغيرات واستجابات وردود أفعال لحالة الحزن والفرح والتوتر والقلق والبهجة والهزيمة والأنتصار ...
وقد وجدت أن الأنسان المقهور يتجمد عند درجة معينة من القزمية في العديد من جوانب حياتة – أما الأنسان الذي يملك قدرة التعبير عن نفسة بطريقة أيجابية وسليمة وحضارية فهو ينمو بشكل أفضل وبمستوي صحي أرقي من الأنسان المحبوس داخل القيود وهي أحد الأسس المستخدمة في علاجنا للمرض هو تحرير هذا الأنسان المقهور المريض من القيود التي تكبله وما يفرضة علية المجتمع لتحويلة لمريض رغما عن أرادتة ووفر له جميع وسائل المرض ويسرها له وقيدة بها – ولذا فقد نجح منهجنا في علاج جميع الحالات المرضية بنسبة 100% لمن استجاب لنا في تكسير وتحطيم القيود التي بلتة بأسم الحضارة والرفاهية وأول الطرق التي تحركك من هذا القهر هو أن تقول رأيك وأن تعبر عن نفسك وأن تعمل ما يروق لك ويكون برنامج حياتك ملتزم بنظام غذائي صحيح مناسب لسنك وعملك ورياضة خفيفة .
أن مشاعر الحرية والأنطلاق والقوة الحيوية هي الوحيدة التى تجعل صاحب التسعين عاما قادرا علي خوض تجربة عناق مكتملة مع أى أمرأة جميلة وتجعل المرأة ذات الثمانين عاما تمارس حياتها العاطفية بمنتهي الحيوية والقوة وليس هناك من العقاقير ما يحقق هذة المشاعر وأيضا فليس هناك أدوية للتخلص من الأكتئاب البشري .. ولكن علمنا يختلف عن كيماويات الآخرين ...
فنحن منهجنا يصرف من صيدلية الجسم البشري التى أودعها الله في داخلنا وكان علية كأحد العلماء أن اكتشف هذة الصيدلية وأنهل منها وقد كانت لي تجارب مع المرض أثبتت هذة الحقيقة بنجاح منقطع النظير ... أن الجسم لدية القدرة علي أنتاج مضادات الأكتئاب .. التي يمكنها أن تنتصرعلي المرض وعلي أى عرض من أعراضة حتى لو كان هذا المرض هو السرطان ...
حيث يوقظ الأنسان القوة الحيوية داخل الجسد .. وتلك القوة الحيوية تحتاج الي تغذية متعددة الأوجة .. تغذية لا تقتصر علي نظام غذائي فقط ولكن لنا برنامجنا المناسب علي المستوى النفسي والسلوكى والرياضي والفلسفي والعقائدى بحثا عن العلاج والابداع والشباب والحيوية .. بأستخدام المنهج المحدد بواسطتى لكل حاله لضبط الأنسان وجعلة متناغم مع لحن نسيج الكون كله . من تجاربي الخاصة:- ولحصول الشاب علي الحيوية الدائمة فهناك جزء هام يخص تكوين الأسرة لا تتكون أبدا برؤية فتاه جميله يقيس الرجل تفاصيلها الأنثويه – فلا توجد أمرأة تختلف عن آخري من هذة الناحية الا ببضعة مميزات هنا أو هناك – ولكن هناك اختلاف بطبيعة الحال بين خصوصية أى أنثي عن الأخرى ..
هى خصوصية تهبها لسماء وتصقلها البيئة والتجربة .. وتورثها الجدات والأمهات والخالات والعمات وكذلك الجارات والصديقات تضيف الكثير من الحنكة والتدريب والدراية – وبحكم القهر التاريخي للأنوثة يتحول الرجل الي مجرد لعبة بزنبرك بين ابتسامة شفتين أو غمزة العينين أو صد الوجة بكرمشة أو لوى البوز أو استدعاء (النكيدين فورت بلكس) وهو صناعة المرأة أنة النكد الذي يجعل الرجل الحكيم يفقد لبة ويخرج من هدومة.

* أستاذ الكمياء الحيوية– أستشاري التغذية الصحية - جامعة القاهره
saadhealthcare@ hotmail.com