الحصار 2

في سما عينيك أغرقْ
وبزيتون المحار الحرّ
حين الشمس تعلو فوق أجفان الروابي
أتمزقْ
كلما أمطرتِ من شَعرك فجراً
يتجلى فيّ عجزي
ترعد الدنيا بأعصابي فأصعقْ
كيف ضُمّتْ في ذراعيك جسورٌ
تحمل الأنباء عن حب مقدسْ
كيف علمت العذارى
أن في خديك قمح لا يُدَنّسْ
كيف ألهبتِ النجومْ
وسَقيتِ المجد أزهاراً نمتْ فوق الغيومْ
كيف صار البرتقالْ
سيداً في الحرب ما بين التلالْ
كيف عانقت المحالْ
كيف أشعلت بأفكاري مضامين السؤالْ
صرت في قلبي وميضاً
وبأعناق الأعادي صرتِ غزه
صرت زلزالاً عنيفاً في خلايا خوفهم لا يستكينْ
رعبهم كابوسهم
هل تعرفينْ
أنت أنثى علّمتْ كل الغزاة الطامعينْ
أن غصن الياسمينْ
قد يهزّ الأرض هزّا
حجبوا عنك الدواءْ
واستباحوا في الشرايين الدماءْ
سرقوا من نسغ خديك الغذاءْ
مزّقوا حتى الرداءْ
ولو اسطاعوا لقاموا
بانتزاع الغيث من حضن السماءْ
ثم قالوا أن من هذا الدمارْ
والحريق المرّ في حلق الحصارْ
سوف يُعْلون البناءْ
كذبوا فالحقد يعلوهم كذيّاك الحذاءْ
غزة الأبطال هيا
حطمي الأسوار من صخر وفولاذ وحقدْ
علميهم أن صلب الأنبياءْ
سيزيد الدين إصراراً وعِنْدْ
علميهم أن جرحاً نازفاً من صدر طفلٍ
يملأ الدنيا انفجارات ورعدْ
أشعلي النار على أبوابهمْ
ولتحمليهم جثثاً ماتت من الرعب خلاياها
وخانت كل عهدْ
هكذا الثورة تدمي كل شيطان ووغدْ
جبهة العرب أسميكِ
ليبقى في سماء العرب شيء مرتفعْ
فالنسور استوطنت أعشاشها تحت الترابْ
والجيوش استُهلكَتْ ما عاد فيها مخلص أو مندفعْ
غزة الأنثى وعنوان الرجوله
يا شموخاً زان أشجار البطوله
يا حريقاً حين يعلو وهجهُ
يهتزّ جوف الأرض كالنار الجميله
ثورة الحق ستحظى ذات يومٍ
بانفعالات القبيله
ثورة الحق ستحيى كل يومٍ
رغم أنف المعتدينْ
ثورة الحق ستبقى ياسميناً
في زمان الكوكايينْ
ثورة الحق اشتعال دائم عبر السنينْ


محمد إقبال بلو 12/1/2010