قانون مساواة الصهيونية بالعنصرية وإلغاؤه
منقول
قانون مساواة الصهيونية بالعنصرية وإلغاؤه
رفض اليهود إدانة هيئة الأمم المتحدة لهم بكون الصهيونية شكلاً من أشكال التمييز العنصري واستمروا منذ صدور قرار هيئة الأمم المتحدة بهذا الصدد في 10/11/1975 يعملون بكل جهد بغاء القرار، حتى استغلوا الظروف الدولية التي تمخضت عما سمي بالنظام العالمي الجديد ومرحلة السلام التي طرحت وتداعى لها العرب كتداعي الذباب على الشراب، بينما تصلب (العدو الصهيوني) ليفرض ما يريده من آراء وتوجهات منها (إلغاء القرار المذكور) وما زال يطالب بإلغاء (المقاطعة العربية) بل وإلغاء (الجهاد ضد الصهاينة) كما جاء في (خطاب شامير) في مؤتمر مدريد . وحصل إلغاء القرار بمساواة الصهيونية بالعنصرية بقرار من أمريكا كما هو معلوم، فما قصة القرارين ؟ وهل الصهاينة ليسوا عنصريين كما يزعمون أم أن الحق والواقع أنهم عنصريون بلسان حالهم ومقالهم ؟
قصة قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية
لم يأت القرار رقم 3379 الذي قضى بأن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية من فراغ فقد قررت هيئة الأمم شجب التمييز العنصري فيما يسمى بحقوق الإنسان، وأكدت الهيئة ذلك حينما شجبت العنصرية القائمة على التمييز باللون والجنس والعرق.. في الدورة 22 حيث قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اعتبار الفترة من 10/12/73 حتى 10/12/83 حقبة مكافحة التمييز العنصري حيث طلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي المنبثق عن الأمم المتحدة بأن يتولى مساعدة الأمين العام في مسؤولية تنسيق النشاطات والبرامج المضطلع بها خلال ذلك العقد على أن يقدم تقريراً سنوياً للجمعية العامة عن الحالة المختصة بهذا الشأن في نهاية كل دورة.
واستغلت الدول العربية هذا التوجه في مكافحة التمييز العنصري فاتفق على أن يتقدم مندوب الصومال بمشروع القرار (بمساواة الصهيونية بالعنصرية) . ولما شعر الصهاينة بالمشروع حرص مندوب أمريكا (دانيال مونيان) ومندوب العدو الصهيوني (حاييم هيرتزوك) على الاشتراك مع اللجنة مع مستشارين ورجال الإعلام وتمت محاولات لإفشال المشروع وإثارة الخلافات حول الجانب التنفيذي منه وصياغته إلا أنها لم تنجح . واستمرت المناقشات عدة أيام وسط جو محموم ومحاولات استقطاب واضحة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وصدر القرار رقم 3379 في 10/11/1975 بتأييد 70 صوتاً مؤيداً و 29 صوتاً معارضاً و 27 صوتاً ممتنعاً وغياب 15 عضواً وكان يوماً مشهوداً في هيئة الأمم إذ ثارت ثائرة ممثل العدو الصهيوني وتصرف المندوب الأمريكي بصورة أكدت عمق الصدمة الأمريكية من نتيجة التصويت.. وقام مندوب أمريكا واحتضن مندوب إسرائيل مواسياً له أمام الوفود وأدلى بتصريحات غير دبلوماسية تصور عمق الصدمة(1) . وقد مارست أمريكا وإسرائيل طوال 16 عاماً ضغوطاً كثيراً لإلغاء القرار حتى تم لهم ما أرادوا على ضوء المستجدات الدولية فكان قرار الإلغاء الصادر في 10/6/1412 والذي أيده 111 دولة وعارضه 25 دولة وامتنع عن التصويت 13 ولم تشارك 17 دولة.
ومما يؤسف له أن بعض الدول العربية امتنعت عن التصويت وكأنهم لا يعرفون عنصرية إسرائيل وما يعانيه شعب عربي مسلم من مظالمها واضطهاداتها وبالفعل كان إلغاء القرار سابقة عجيبة في قرارات الأمم المتحدة وبخاصة وأن إلغاء القرار لهم يضع في اعتباره ما كان يجب على (إسرائيل) أن تتخذه من إلغاء القوانين العنصرية التي ما زالت سارية المفعول وتطبق بكل صفاقة على الفلسطينيين(1) .
هذا هو القرار الوحيد الذي ألغي في كل تاريخ الأمم المتحدة
منقول