في معرض مقتنيات أثرية.. سورية أرض الأبجدية الأولىمعرض حوار الحضارات الذي افتتح في المتحف الوطني بدمشق بتنظيم من المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع منظمة اليونيسكو والوكالة الإسبانية للتعاون والتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "ايسيسكو"، شكّل فضاء واسعا للدلالة على العلاقات الثقافية والإنسانية بين شعوب العالم، و دلت المعروضات التي قدمت فيه على دور سورية الحضاري منذ العصور القديمة، حيث تمتعت بموقع هام بين الحضارات وكانت وما زالت ملتقى للثقافات والإبداع والعلاقات التجارية في العالم . وجرى فيه تقديم 62 قطعة أثرية من عصور تاريخية مختلفة، تبدأ من عصر البرونز مروراً بعصر الحديد والعصور الكلاسيكية والإمبراطوريات العديدة التي مرت على سورية، وانتهاء بالعصر العربي الإسلامي وعهوده.
ومن أهم القطع الأثرية المعروضة الأبجدية السورية، وتماثيل للمرأة التدمرية ومعروضات من اللازورد تعود الى الألف الثالث قبل الميلاد، عليها كتابات ورسوم وآثار من العاج والفخار والحجر والطين والخشب والخزف والنسيج القبطي المصري والصيني، وجدت في مواقع حضارات قامت بسورية قبل الميلاد مثل مملكة ماري وإيبلا وأوغاريت وعمريت ودورا اروبوس، بالإضافة لمخطوطات قديمة مكتوبة بالخط العربي.. عن أهمية المعرض قال الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة " كلمة حوار الحضارات هامة ونعيشها في الماضي والحاضر، سورية أرض الحضارات، أرض المحبة والسلام كانت وستبقى، ليست المسألة في حجم المعرض بل في دلالته.. العيش المشترك والتسامح " الدين لله والوطن للجميع " المحبة داخل الوطن تشكل جزءاً من الموزاييك للإنسانية جمعاء.
نحاور من أجل الحوار، نعتزّ بكرامتنا لكننا لا نخرق القانون الدولي ولانمارس العدوان على أحد، ما يميز سورية بين الأمم هو حوار الحضارات، وهذا المعرض هو صفحة من سجل نفتحه بجهود مديرية الآثار والمتاحف ويحمل رسالة عميقة".
ويؤكد المعرض - كما قال الدكتور نضال حسن - عمق الوعي وانفتاح العقل على الآخر في بناء الحضارة الإنسانية لتسودها قيم التسامح .
قراءة اللقى تدل على علاقة سورية بالعالم قديما وحديثا، شرقا وغربا، علاقة بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو يشكل فرصة للاطلاع على الإبداعات القديمة والقيم الفنية.
فالمعرض -كما قالت منى المؤذن- يحكي قصة سورية الحضارية عبر القطع المعروضة، و قد اختارت اليونيسكو سورية كونها منطقة هامة منذ العصور القديمة، هنا تلتقي حضارة مابين النهرين، ومنطقة الأبجدية الأولى قبل الميلاد، والإمبراطورية الرومانية والفارسية ومملكة تدمر، دور سورية هو الانفتاح على العالم "
وكشف المعرض – كما قال الدكتور عبد المنعم عثمان المدير الإقليمي لليونسكو – العلاقات البناءة " لروح التعددية الثقافية والانفتاح والتعاون المتبادل، ولا يمكن أن نأمل بناء أطر مشتركة دون تقارب للثقافات، تعرض المتاحف الصور التي ترغب الأمة التعبير عنها ودون أي تحيز سياسي، فدور المتاحف محوري لقراءة التاريخ من خلال التفاصيل المشتركة، وتم هذا بفضل المديرية العامة للآثار والمتاحف ومنظمة اليونيسكو، وهو دليل على دور قوي لسبل التعاون بين الشعوب ووضعها في خدمة الجميع مما يمهد لطرح الموضوعات المشتركة بين الأمم والشعوب".
وهذا ما أكده - ناو هاياشي دينيس ممثل اليونيسكو – بقوله إنه تم اختيار مجموعات المتحف الوطني بدمشق لأنها تناسب بشكل جيد هدف اليونيسكو، الذي يركز بشكل واسع على الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب، توجد في المعرض قطع مهمة تعبر عن هذا الهدف مثل أبجدية أوغاريت، والعديد من القطع تعبر عن الفن المحلي، وتعكس في الوقت عينه أنماطاً وأشكالاً من الثقافات الأخرى ومنها المصرية والإغريقية الرومانية، والقبطية والبيزنطية التي استقرت في سورية أو فيما يجاورها منذ عصور مختلفة، وقد صمم المعرض بطريقة تتيح للزوار تثمين كيفية تفاعل الثقافات والحضارات مع الثقافة السورية وكيفية التأثير عليها، وكيفية أن المساهمة في عملية التغيير التاريخي تستغرق وقتا طويلاً.
جازية سليماني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=1045&a=92706