(من ايميلي)
فاروق شوشة يؤكد بنفسه إفساده , وتدميره للوعي المصري والعربي
ضياء الجبالي

في الحوار الذي أجرته معه شبكة الأخبار العربية محيط .. وبغباء ٍ منقطع النظير ,
أكد فاروق شوشة , دوره المشبوه في إفساد , وتدمير الوعي المصري والعربي ؛؛
بل إنه وبصفاقة وبجاحة متناهية .. يتباهى ويتفاخر بذلك ..
الكل يعلم بالطبع حجم دور الإعلان الموجَّه , والإعلام التأثيري في الشعوب والأفكار .. والذي يدفع المعلنون من أجله المليارات , في سبيل الترويج لسلعهم وخدماتهم وأنفسهم وتوجهاتهم .. وذلك عن طريق الإعلان المرئي والصوتي , والذي قيل أن له عمل كعمل السحر في النفوس ..
وتلك المقدمة فقط لكي تدركوا حجم الدور الذي لعبه فاروق شوشة في إفساد وتدمير الوعي المصري ومن ثم العربي , والذي أكده لكم بنفسه , بغـبائه , وغرور صفاقته ..
ولما كان الشعب المصري قد تعرَّض لجرعات إشعاعية ثقافية إعلانية مكثفة , طوال هذا العصر , والتي جعلته في الحالة المرضية الراهنة من الغياب عن الوعي , منوما ً تنويما ً فكريا ً فيما يسمى بحالة اللاوعي الذهولي , التي جعلت المواطن المصري يرى المصائب بأم عينه , ويدركهها بعقله , ويلعنها بقلبه , ثم يجبن ويصمت ويخرس عن رفضها !!

هذا وطبقا ً لنص ما ورد من حديث فاروق شوشة لشبكة الأخبار العربية محيط , والتي أجرته معه الصحفية الأستاذة / مروة حمزة
فها هو فاروق شوشة يؤكد وبنفسه , دوره المشبوه في إفساد وتدمير الوعي والفكر المصري والعربي .. وذلك في الحوار الذي كان عنوانه شاعر الرومانسية فاروق شوشة : المرأة ملهمتي
أولا ً : وإنطلاقا ًمن اختياره وإقراره لعنوان حديثه المنشور والمتكرر .. والذي يؤكد فيه تسميته المتكررة لنفسه .. بمسمى : شاعر الرومانسية ,
نبدأ بمناقشة حيثيات إدعائه الأول المزعوم والكاذب : بأنه شاعر .. فـبالرغم من تسخيره لكل وسائل الدعاية والإعلام العربية لكتاباته .. الأمر الذي وعلى مدار تاريخ الأدب العربي , لم يتح لغيره مثله .. تلك الوسائل التي لو أتيحت لأي كاتب في الوجود , وكان لديه أدنى ذرة من الموهبة , لجعلته أديبا ً. إلا أنه من المعروف أنه قد فشل فشلا ً ذريعاً في أن يصبح شاعرا ً.. وذلك لأن العبرة ليست في كمِّ أو حجم المؤلفات التافهة , التي قد تعدُّ أيضا ً تأكيدا ً دامغا ًعلى الفشل الذريع للكاتب, بدلاً من تأكيد موهبته ..بدليل وجود العديد من الشعراء والأدباء النابغين الذين أثروا الأدب العربي , ولم ينشر لهم سوى مؤلف واحد .. أكد موهبتهم .. وعاشت قصائدهم وكتاباتهم رغم رحيلهم ..
في حين , أن كل كتابات ومطبوعات المذكور الخمسة عشر , ومع الأسف الشديد , أكدت كونها ليست أكثر من مجرد حبر قد شوه صفحات بيضاء , كصورة من صور المال السائب , والذي زاد من أعباء نفايات التاريخ , وبما يعد ُّ من قبيل التعذيب النفسي للقرَّاء وللمشاهدين .. وبما يؤكد فشله الذريع كشاعر أو أديب أو حتى كاتب , نظرا ً لعدم توافر عنصر الصدق النفسي الأساسي اللازم لنجاح الأدب ..
ثانيا ً : ومع تأكيد حقيقة فشله الذريع , بزعمه الباطل , وإدعائه الكاذب .. بوصف وتسمية نفسه أولاً .. بشاعر , أو حتى كاتب .. ورغم معارضة المطبلين ,
إلا أنه وإحقاقاً للحق ينبغي التأكيد على نجاحه المنقطع النظير .. في إثبات موهبة ً وعبقرية أخرى .. حيث أنه قد نجح وبالفعل نجاحا ً مبهرا ً, في تأكيد مسماه الخداعي , بوصفه الثاني لنفسه .. كرومانسي ..
حتى أن نجاحاته الرومانسية .. لم تقتصر فقط على حدود نفسه .. بل تخطت موهبته وعبقريته في نشر الرومانسية , إلى تحويل معظم مشاهديه و متابعيه وأعوانه وتلاميذه وقرائه .. من خلال وظائفه ومناصبه المحتكرة , لأكثر من ثلاثين عاما ً .. إلى رومانسيين حقيقيين .. وحتى بات معظم وأغلب شعبنا المصري بل والعربي أيضا ً .. من الرومانسيين , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. فأي نجاح تريدون أكثر من ذلك لبؤرة الرومانسية المصرية العربية ؟؟؟؟؟
لذلك وجب أن نخضع رومانسيته الخداعية المعلنة , للدراسة والبحث والتحليل :
ومن منطلق كافة تفسيرات ومعاني إصطلاح الرومانسية المائع .. وذلك من الشاعرية , الحالمة , الغرامية , العشقية , العاطفية , المسالمة ,,,
( أ ) فهل اختار فاروق هذا الوصف لنفسه ؟ صدقا ً أم صدفة أم إعتباطا ً ؟ أم أن ذلك الإختيار يمثل وبالفعل ستارا ً مُسبقا ً , لمكره في تهربه من مواجهته أو مطالبته بإعلان موقفه تجاه أيٍّ قضية من قضايا أمته ؟؟ حيث جعل من ذلك ردا وجوابا ً مُسبقا ً وخبيثا ً , لمنع سؤاله عن تجاهله وصمته عن جميع ما يحدث لأمته من مصائب مصيرية .. إستنادا ًلإدعائه لوجوده الملائكي المرفرف تحليقا ً في برجه الرومانسي العاجي ؛ دون شوشرة أو تشويش ؛ ليتحفنا بعجائب كتاباته اللوذعية ؟ في حين .. أن الساكت عن الحق , هو شيطان أخرس ؟؟ وإذا لم يكن كذلك فقولوا له أن يُسمعنا صوته في مناصرة جميع قضايا الشعب والوطن والدين , وكما يفعل الشرفاء .. لا الأدعياء ؟
(ب) وبناء ً على التدهور والتردي الفكري والثقافي للوعي المصري في العصر الراهن ؛؛ وفي نفس فترة سنوات احتكاره الأزلي لمناصب الثقافة الإعلامية المصرية ؛؛ وبناء ًعلى نجاحه الباهر في تحويل معظم الشعب المصري إلى الرومانسية , حتى بات معظم الشعب المصري وبالفعل رومانسيا ً؛؛ وكما هو واضح فعليا للجميع ؛؛ بل وللعالم بأسره. تتأكد حقيقة كونه يمثل .. بؤرة نشر وترويج للرومانسية التدميرية اللعينة .. وبما لايدع أدنى مجال ٍلأدنى شك ؛ كما يتبين لنا جليا ً وكوضوح الشمس , التأكيد الكامل والتام , لما قلناه ونقوله ,عن حجم دور الفساد والإفساد الذي لعبه ويلعبه فاروق في تدمير الشعر والأدب والثقافة والوعي المصري .. وذلك ليس فقط بإقراره الشخصي لرومانسيته الخادعة , وإنما أيضا بتأكيد الدمار الراهن , بالنتائج الدامغة , والواضحة حتى للأعمى,
(ج ) إن المتابع لفاروق شوشة يكاد يمل من تكراره لإسطوانته المشروخة المرأة ملهمتي .. ولما كانت أولى الحقائق الفطرية , وأعظم البديهيات .. هو استئثار المرأة بالمنزلة الأولى والأهمية الفائقة .. لدى كل الرجال عامة , وليس فقط لدى الشعراء أو الأدباء ... فلماذا كل هذا التكرار التأكيدي المفرط والمضاعف والمبالغ فيه بإعلان عشقه للنساء ؟ ولحجم دور المرأة في حياته ؟! وكأنه قد أتى بإنجاز ٍ لم تأت به الأوائل ؟ كقيس وكثير وعنترة مثلا ً ؟ أم تراه يقول ماعجزت كتاباته أن تثبته ؟ وهل يحتاج الرجل السويُّ للتشدق بعلكةِ تكرار حديثه عن علاقته وعشقه للمرأة مرارا ًلتأكيد رجولته ؟؟ أم أنه يحاول إقناع نفسه , أوإقناع الغير بذلك ؟؟ وهل نظرية اختصار الكون إلى المرأة والغرام والجنس هي نظرية رومانسية ؟ أم نظرية حيوانية ؟؟
( د ) ومن المعروف بداهة .. أن الرومانسية الأدبية عند الكاتب أو الإعلامي .. يقابلها في حياة الشعوب الكادحة والمطحونة , مرادفات أخرى تفسيرية وتوضيحية مقابلة تتمثل في : السلبية , والإنهزامية , والإنبطاح , والخنوع .. مع الرضا ً بالظلم , والفقر, والإستعباد ,,,,, وهذه هي في الحقيقة الأهداف والنتائج الغير معلنة والتي حققها فاروق في مصر بنشره لمذهبه الرومانسي ..
( هـ ) فإذا سلمنا جدلا ً , بأن فاروق شوشة هو .. شخص رومانسي , يعشق المرأة كما لم يعشقها غيره ( كما سبق في : ج ) ... ولكنه فقط وتشبعا ً برومانسيته , فليس له أيَّة علاقة بوطنة ( وكما ورد في د ), ولا بشعبه , ولا بظلم أبناء شعبه , ولا بسجنهم , ولا بتعذيبهم , ولا بحقوقهم المشروعة , ولا بتهويد قدس , ولا بسجن وحصار مليون ونصف مسلم في غزة , ولا بديكتاتورية حكم , ولا بالإستبداد , ولا بالإحتكار , ولا بالسلب , ولا بالنهب , ولا بكل المبادئ والقيم والمثل ,,, ليكتفي برومانسيته , فقط لإتحافنا بأردأ الكتابات .. فهل يجوز أن يسمى ذلك بالشاعر ؟ أو الكاتب ؟ أو المفكر ؟ أو حتى بالرجل ؟؟ أم تجدر تسميته بأسماءٍ وصفات ٍ أخرى ؟؟؟ وهل المطلوب أن يقتدي به كل المفكرين والشعراء والأدباء ليصبحوا مثله رومانسيين أيضا ً؟؟ أم أن هذا يعتبر إفسادا ً يستهدف تكميم وإخراس أصوات وأفواه الشعوب , من المفكرين والشعراء والأدباء , عن أدائهم لأمانة رسالاتهم الواجبة في إحقاق الحق ؟؟

ثالثا ً: ثم وما دامت الرومانسية ؟؟ تعنى ضمنيا ً البعد عن الواقعية .. فهل كانت رومانسية فاروق بالفعل سلوكا ً ومبدأ ً شخصيا ً واقعيا ً ؟؟ أم كانت رومانسيته الشخصية أيضا ً محض ادعاء خداعي كاذب ؟ وسياسة تستهدف تحويل الشعب المصري والعربي فقط إلى كيان ٍ رومانسي ؟؟
( 1) فأين رومانسية فاروق المزعومة , من واقعيته الدكتاتورية التي يطبقها وذلك باحتكاره الأزلي لجميع مقدرات الثقافة المصرية ؟ فهل جمعه واحتكاره لجميع وظائف ومناصب الفكر والثقافة , ولأكثر من ثلاثين عاما ً ؟؟ يعتبر أيضا ً أمرا ً رومانسيا ًً؟؟ أم إستعماريا ً مأساويا ً؟؟
( 2 ) وبناء ً على نجاحه المنقطع النظير في إحكام قبضته على الشعر والأدب والثقافة والفكر .. العناصر المكونة للوعي المصري المتردي ,, مع نجاحه الباهر في تحويل معظم الشعب المصري إلى شعب رومانسي صامت ساكت .. تجاه جوعه وفقره واستعماره واستعباده ..
فهل كونه استطاع وبمهارة كبرى أيضا ً أن ينجح في جمع ونهب كل ثرواته وملياراته الطائلة , المادية والرأسمالية المستغلة .. يعتبر أيضا ً من الرومانسية ؟ أم من الإنتهازية ؟؟ الخداعية التضليلية ؟؟
( 3 ) ثم ألم يسنَّ فاروق شوشة وفعليا ً , ولمثقفي ومفكري مصر سـُنـَّة فوائد ومميزات إتباع مذهب رومانسيته السارقة , والتي تعني في حقيقتها الرأسمالية المادية المنتفعة , والتي اقتدى بها فعليا ً العديد من مثقفي ومفكري , بل وحتى مناضلي مصر ؛؛ من بعض ضعاف النفوس المعروفين , والذين تم إقناعهم , ومن ثمَّ تجنيدهم أجمعين .. ليتحولوا فجأة , ومن شرفاء ٍ مناضلين .. إلى العمل كرومانسيين ؟؟ وسط ذهول المشاهدين .. لتحوُّل العديد من المدافعين ..عن حقوق الشعب , وفجأة , إلى مطالبين , بل وقابضين .. لأثمان رومانسيتهم الشوشية ؟؟ أسوة به ؟؟ في قول آمين لغير رب العالمين ؟؟
( 4) بل أين رومانسية فاروق شوشة المزعومة في تراجيديا الإرهاب الفكري والثقافي , ضد جميع الشعراء والأدباء المصريين , بالتحكم في جميع مقدراتهم المعيشية المصيرية , بالمنع , والحجر , والحظر , والملاحقة , والشللية.. وذلك في كافة ومختلف وسائل النشر , والذي يمارسه وببراعة منقطعة النظير .. تحت ستار ملائكيته الخادعة والمضللة ..تجاه من لا يرضخ لشروط إستبداده وإملاءاته , بما يخدم أغراضه وأهدافه الرومانسية ؟ التهديدية والتدميرية ؟
( ح ) وحيث أن العالم كله ينظر باستغراب وتعجُّب وذهول .. كيف تم تحويل الشعب المصري , ومن ثم العربي .. لمثل هذا الكيان الٍرومانسي المتخاذل ؟؟!!
وهاهو فاروق شوشة يؤكد لكم , وبصراحة ووضوح , لدوره وسياسته الرومانسية ..
مع تأكيد نجاحه الباهر , في تحويل معظم شعب مصر إلى الرومانسية الشوشية ..
فقد بات السؤال الأهم والأعم والأشمل , والذي يطرح نفسه ..
وبعد نجاحه في تحويل وتجنيد معظم مفكري ومواطني مصر .. لمذهبه الرومانسي ..
مَن الذي سوف يدافع إذن عن شعب مصر ؟ وحقوقه ؟ وظلمه ؟؟
هل ترون أو تنصحون .. أن نستورد لمصر , التي كانت من قبله ِ, أمَّ النخوة , ومهد الإباء , ومنبع الرجولة والبطولات والتضحيات .. رجالا ً, واقعيين ؟ من فنزويلا , أو تركيا , أو إيران , أو جنوب لبنان ,,؟؟ أم ننتظر حتى إبادة الندرة من مجاهدي مصر الأوفياء .. نيابة عنا ؟ والذين لا يتبعون مذهب رومانسية شوشة ؟؟
وهل رأيكم أن نترك فساد فاروق وإفساده المؤكد والواضح للأعمى , ونتجاهل الأمر ؟ وذلك لإتاحة الفرصة له لكي يكمل ما بدأه من دفن شعب مصر , في رومانسيته اللعينة ؟؟
أم أن الأحق والأجدر أن يأخذ فاروق شوشة رومانسيته التدميرية ويذهب إلى الجحيم ؟؟؟

مأساة شعب ووطن .. تتمثل في بؤرة فساد وإفساد تُسمَّى بشوشة .. يجدر اقتلاعه بسهولة بالمطالبة بتنحيته عن جميع وظائفه ومناصبه ؛ وبإعلان الرفض لرومانسيته المشبوهة والمغرضة والكاذبة , وذلك لمن يريد أن يُنقذ مصر , والدين , والوطن .. من هذا التردي والخراب والدمار الذي سعى المذكور لتحقيقه منذ سنين , وأوشك على الإحتفال بإتمام مكائده ومخططاته , التي تستهدف فناء مصر ..
هذا ولا تتنتظروا المعجزة السماوية لإقصاء فاروق شوشة .. فإن كان عزله ممكناً الآن لكم وبسهولة , فلن يتاح وبالطبع بعد فوات الأوان .. وقد أكد الله في محكم آياته " إن الله لا يغير ما بقوم ٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " وصدق العزيز الحكيم ..
واللَّهمَّ قد بلَّغت .. اللَّهمَّ فاشهد ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
ضياء الجبالي

===============================

( نص الحوار الذي أجرته شبكة محيط مع فاروق شوشة )

شاعر الرومانسية فاروق شوشة : المرأة ملهمتي
يتميز الشاعر المصري الكبير فاروق شوشة بأسلوب دافئ ولغة عذبة سهلة في دواوينه الشعرية ، وهي خمسة عشر ديوانًا شعريًّا ، فهو صاحب الخبرة والتراث ، عشق الشعر فعشقه وأعطاه كل ما في وجدانه رغم انشغاله في عمله الإعلامي ، حيث كان رئيساً للإذاعة المصرية ، ومن أشهر أعماله الإذاعية برنامج لغتنا الجميلة ، وبرنامج الأمسية الثقافية .
محيط ـ مروة حمزة
ومنذ البداية يستطيع المتأمّل في شعر فاروق شوشة أن يضع يديه على سمات أساسية وبصمات بارزة منها رحلته في البحث عن الحب والعشق ، مثل ديوانه أحبك حتى البكاء و العيون المحترقة، والمرأة هي أساس شعر فاروق شوشة ، فكتب لها إلى مسافرة ، ولؤلؤة في القلب ، وهئت لك و سيدة الماء ، والجميلة تنزل إلى النهر ،
وقد التقت شبكة الأخبار العربية "محيط " شاعرنا القدير وأدارت معه الحوار الآتي :
محيط : في البداية هل يمكن أن تحدثنا عن محاولاتك الإبداعية الأولى ؟
في الواقع إنك تعيديني إلى زمن بعيد ، مازلت أذكره ، وكانت أول محاولة لي وأنا طالب في المدرسة كتبت مسرحية وعرضتها على أستاذي فأدهشه الأسلوب ، وقامت المدرسة بعرضها مقابل 17 جنيه حصلت عليهم وكان وقتها مبلغ كبير ، وكانت في نفس الفترة تشغلني فتاة في قريتي وأحببتها وكان لها دوراً كبيراً في إلهامي بقصائد الغزل .
ومن هنا كانت المرأة هي أساس شعري.. ، وهي مصدر الإلهام ، ولا يمكن تصور عالمي الشعري خارج دائرة المرأة ، فالمرأة في حياتي أماً وزوجة وابنة.. وأنا محاط بالمرأة في كل صورها.. وهذه العلاقة تغذيني طيلة الوقت بكثير من المشاعر النبيلة والتي تشكل مادة أساسية في الإبداع الشعري.
محيط : معنى هذا أنه في هذه الفترة لم تكتب سوى قصائد الحب والغزل لبنت القرية ؟
إن كتابتي لقصائد الغزل كانت تعد بمثابة المرحلة الثانية لي بعد المسرحية الشعرية التي كتبتها للمدرسة ، ثم كانت المرحلة الثالثة وهنا يأتي الإجابة على سؤالك ، وكنت أكثر نضجاً عندما التحقت بالجامعة وهنا اتجه قلمي ووجداني إلى القصائد الوطنية والاجتماعية ، وهكذا حتى أصبح لي بصمتي الشعرية الخاصة ، ولم أعد أكتب في الغزل فقط بل توسعت مداركي وقراءاتي وأصبح قلمي أكثر حرية في الكتابة .
محيط : هل الإعلام عبر عن الشعر بشكل جيد ؟
في فترة من الأوقات كان الإعلام خير معبر عن الشعراء ، والجمهور البسيط عرف الشاعر من الإذاعة والتليفزيون وليس من الكتاب لأن شريحة كبيرة لا تعرف تقرأ ولكنها تردد الأشعار من خلال الإذاعة ، وخاصة في أوقات المحن والحروب التي مر بها وطننا كان للإعلام دور كبير في إبراز شعر المقاومة الذي أثر في وجدان الناس وقاموا بترديده .



محيط : ما مدى استفادتك كشاعر من الإعلام ؟
الإعلام أفادني في أنه جعلني شاهداً حقيقياً أرى وأطلع على الكثير ، فأنا عملت رئيساً للإذاعة المصرية وقدمت برامج كثيرة منها برنامج لغتنا الجميلة وعندما تجاوزت هذه الدائرة الوظيفية أحسست أنني بدأت التحليق بحرية تامة بعيداً عن أية هتافات داخلية تصدني .
محيط : وهل الشعر في الوقت الحالي في مأزق بسبب انصراف الجمهور عنه ؟
الشعر مازال له قراءه بدليل أن في معرض الكتاب يصل مبيعات الدواوين الشعرية لميلون نسخة مباعة ، وهذا رقم خيالي بالنسبة لإقبال الجمهور عليه حتى رقم كبير أكبر من إقبالهم على الأفلام في السينما ، فلا توجد قصيدة حقيقية إلا وتصل إلى جمهورها المستهدف ومهما قيل عن كتابات وعن ضيق أفق في ظل بعض الأوضاع في بلدان عربية تصادر وتحجب وتمنح فهذا كله على امتداد تاريخ الشعر لم يمنعه من الوصول والتدفق .
محيط : كنت أميناً عاما لمجمع اللغة العربية ، فكيف ترى حال اللغة العربية ؟
للأسف إن المأزق الحقيقي يتمثل في الأمية التي نعيشها الآن ، وهو مستوى اللغة العربية على ألسنة الناس وأقلامهم وفي داخل العملية التعليمية في المدارس والجامعات ، فاللغة العربية تتعرض لمخاطر وذلك من جراء إهمالها وغزو اللغات الأجنبية لنا وعلى ذلك لابد من قيام مؤسسات المجتمع المدني بوضع الدفاع عن اللغة العربية ضمن أولوياتها عبر تنظيم العديد من المؤتمرات الجادة لحماية لغتنا العربية .
محيط : هل تقرأ أعمال الشعراء الشباب ، وما رأيك فيه ؟
إن المحاولات الشعرية التي يكتبها شباب الشعر اليوم محاولات جيدة فيها إضافات جديدة وفتح لأبواب المغامرة وإحساس جديد لمعنى التجربة الشعرية ، ولكن بشكل عام يقابل هذا نقص في الوعي اللغوي وعدم الحفاظ على تراث الشعر العربي ، ومشكلة بعض الشعراء اليوم تبرز في اغترابهم الثقافي والمعرفي بعد أن أنساق تعبيره عن إبداعاته في بيئاته، فالخطر على الشعر الآن لا يجيء من خارجه ، أي من الفضاءات المحيطة به، ومن علائقه الاجتماعية ، أو وضعه في مقارنة مع أجناس أدبية أخرى، إنما هو خطر يجيء من داخله .
محيط : في تصورك هل الجمهور يميل أكثر للفنون المرئية أم للرواية والشعر والفنون المكتوب عموماً ؟
أتصور أن الدراما المرئية تأتي في مقدمة اهتمامات الناس ، ثم الرواية لأنها قابلة بدورها للتحول إلى دراما تليفزيونية .. وهذا يفسر إزدهارها ، وأخيراً جمهور المتلقين الذين هم أبعد ما يكونون عن الشعر.. ورغم هذه الحقيقة ورغم انصراف الجمهور عن النص الشعري ، إلا أن ذلك لا يمنع أن دواوين الشعر تباع أكثر من غيرها في معارض الكتاب وتحقق أرقاماً خيالية ومعنى هذا أن مازال الشعر يحتفظ بجمهور كبير يهتم به ويقرأه .
محيط : ما رأيك في مسابقة شاعر المليون التي قدمتها شاشة أبو ظبي الفضائية وتسابق فيها أكثر من 700 شاعر وشاعرة من مختلف أقطار الوطن العربي ؟
لا أراها ولكن هي محاولة جيدة لإحياء الشعر ، إن كانت تقوم على أسس موضوعية وتهدف إلى تحسين الذوق العام ، ولكني هنا أحب أن أضيف أن للنهوض بالشعر فمن المهم تضافر جهود المؤسسات التعليمية والتربوية ووسائل الإعلام العربية في تحقيق الذيوع والانتشار في عصر الاتصال الشفهي والمرئي .



محيط : هل ترى أن الإنترنت هو سبب في ابتعاد الشباب عن قراءة الكتب ؟
الكتاب عمدة الثقافة، والصديق الذي نرجع إليه في النهاية.. وسيظل دوره قائماً.. ولن يتنازل عن موقعه.. وأعتقد أن الوسائل الأخرى التي تشد انتباه الناس واهتمامهم، هي وسائل لتأكيد رسالة الكتاب، بل أحياناً تزيد من انتشاره ، فمثلاً ما من رواية تحولت إلى مسلسل درامي أو فيلم سينمائي إلا وأعيد طبعها واستنفذت نسخها من الأسواق عند توزيعها ، فمعنى هذا أن القارئ شغوف على قراءة الرواية أكثر من رؤيتها كفيلم ، وهذا حدث مع روايات نجيب محفوظ ورواية الأيام لطه حسين .
محيط : لماذا انقرض في العصر الحالي جيل الشعراء الذي يتفاعل معه الجمهور ويتغنى بأشعاره مثل فاروق شوشة وفاروق جويدة والأبنودي ومن قبل عمالقة الشعر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ؟
هم موجودين ولكن هؤلاء يكتبون لأنفسهم فقط ، وهم ليسوا مبدعين .. فهم يكتبون أشياء غير مفهومة تحتوي على ألفاظ ومعان مغرقة في الغموض لا تبوح بسرها لأحد.. كل ذلك بدعوى التجديد والأصالة ، فأصبح شعرهم لا طعم له لا يستسيغه الجمهور وبالتالي لا يتغنى به كما تغنى بأشعارنا وقصائدنا .
محيط : هل توافق على القول بأن وجود شعراء الأغاني الهابطة سبب تدني الذوق العام ؟
أنا معك ، فالشعر هو أحد الفنون يؤثر ويتأثر ، ولكن لا نطلق عليهم شعراء فهم بعيدون كل البعد عن هذا التعريف ، وما يقولونه ليس شعراً على الإطلاق .
بطاقة تعارف
ولد الإعلامي والشاعر الكبير فاروق شوشة في قرية الشعراء بمحافظة دمياط عام 1936م ، ويرجع سبب تسمية القرية بهذا الاسم لوجود شعراء الربابة الذين يتغنون بالأبطال الشعبيين ، وحفظ فاروق شوشة القرآن في كتاتيب القرية وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في دمياط، ثم التحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة . وعمل فاروق شوشة بالإذاعة المصرية مذيعًا ومقدمًا للبرامج ،وظل يتقلب في المناصب الإذاعية حتى أصبح رئيسًا للإذاعة المصرية عام 1994م ، وقد شغل هذا المنصب حتى عام 1997م بعد بلوغه سن المعاش بعام ، ومن أشهر أعماله الإذاعية والتليفزيونية كتابته وتقديمه للبرنامج الإذاعي اليومي لغتنا الجميلة وبرنامج الأمسية الثقافية .
ولفاروق شوشة خمسة عشر ديوانًا شعريًّا هي : إلى مسافرة ، العيون المحترقة ، لؤلؤة في القلب، في انتظار مالا يجيء ، الدائرة المحكمة ، لغة من دم العاشقين ، يقول الدم العربي ، عشرون قصيدة حب ، هئت لكِ ، سيدة الماء ،وقت لاقتناص الوقت وجه أبنوسي ،الجميلة تنزل إلى النهر ،مختارات شعرية ، وأحبك حتى البكاء ، وله أربع مجموعات شعرية للأطفال هي : حبيبة والقمر، مَلَك تبدأ خطوتها، الطائر
ضياء الجبالي
من ايميلي