رسالة من بعضي إلى بعضي
إلى كل سوري يرى بأخيه السوري بعضًا منه
متكاملا ً معه في سمفونية الخلق , والإبداع
أتـقـتـلـُني ؟ وما ذنـبي بـذاكا ؟
كأنَّ اللهَ لـمْ يـَخــلـِقْ ســواكا !
تُجرّمُـني بأنـّي غـــــيرُ لون ٍ
وهل نخـتارُ ؟ أم قدرٌ هُناكا ؟
وهل ديني وميلادي ولوني؟
سوى التـّقدير ِمن ربٍ بَراكا
وما وزري بجنس ٍلستَ منهُ؟
ولا عـِرق يُحـبِّـذهُ هـَـــواكا
ورِثتُ الاسمَ والعنوانَ حُكمًا
وإقـليمَ الـولادة ِوالمَـــــلاكا
أبي لمْ يقـترفْ في ذاكَ إثـمًا
ويا عجبي! فهلْ تعفو أباكا
ألا تــَدري بأنَّ الكــونَ طـُـرّا
صَنيعة ُخالق ٍشاءَ الحِـراكا
ولوشاءَ السّكونَ لما افـترقنا
شعوبًا تـتـّقي فاظهرْ تــُقاكا
****************
أتذبحُ طفلتي وتـَحُـزُّ بعضي
بساطور الجهادِ ومن دَعـاكا
فمن أعطاكَ صَكـّـًا في دمائي
لتـَحسبني أجـيرًا في حِماكا
تسوقُ لـرأيك الآياتِ جَـمعًا
تؤوّلـُها لتـُرضيَ من حَباكا
بتكفيري تـُحابي عرشَ عُهر ٍ
وتـُبرِمُ قاطعًا فتوى قـَضاكا
كأنَّ اللهَ قــــــد ولا ّكَ خـَتمًا
وفـوّضكَ الجنائِنَ واجتباكا
عليك سؤالـهُ إن كنتَ عـبدًا
لماذا فاتـني لمّا اصطـــفاكا
فكيف تـَسِنُّ في حقـّي الفتاوي
كأنَّ العرشَ تحكمهُ عصاكا
وتشترعُ القضايا عن رفاتٍ
وشرعُ الله جهرًا قـد نـَهاكا
تـُراشقـني بأحجار ٍوتـنسى
زجاجًا قـــاتمًا يكسو بـِناكا
ألاتدري إذا غربلتَ بعضًا
سيسردُ في مناخِـلهِ ثـَراكا
أتقبلُ أن أقارعُـك الفـتاوي
ونزرعُ غابة ًتـُؤتي الشِّراكا
حَصادَ جهنـّم ٍتـَبغي مَـزيدًا
وتأكلـُني وتشربُ من دِماكا
أتحكمُنا الرّفاتُ وقد هَـدتنا
رسائـلُ نوره مَلأتْ سماكا
أتمَّ محمدٌ عـيسى وموسى
مكارمُ خُلقهِ سُنـَنٌ تـُحاكى
فيا حزني على نـَشءٍ تبنـّى
عِظامَ القوم ِمُذ أشرعتَ فاكا
بنشر ثقافةِ السّكـين ِكـُفــــرًا
ولن يَرثوا بها إلا ّ العِـــراكا
تـُكبـِّرُ للجهاد بحرق داري
وغزة َهاشم ٍصارت وراكا
أتحْسبُ في مُجالدتي انتصارا
وغولُ الأرض يُبْشِرُنا الهَلاكا
سيبلعُ شمسَنا وجـِـرارَ حرفٍ
(لهَرْمِشْدونهِ) نـَصبَ الشـِّباكا
يَسودُ مُفـرِّقـًا بـيني وبـــــيني
ويغصبُ رايتي أيضًا لِــواكا
خمــــيرُ فطيرهِ بدمي سيطهو
وتـَتـبعني فـلا تـَـنحرْ أخـاكا
تـريدُ سياسة ًهَـيَّا إلــــــــيها
وبالحُسنى لنَـقـْـنعَ في رؤاكا
فـَـلو دامتْ لـتـيجان ٍتـَـولـّوا
لما صارتْ بيــوم ٍمُـبـْتـَغاك
***********
تعالَ نرى كعينيِّ المَعرّي
بناقـوس ٍومِـئـذنةٍ تـَشاكى
سنابلُ ضيعتي لاخيرَ فيها
إذا ماعانقت عِشقـًا رَحاكا
فلاهَطلتْ عليَّ ولا بأرضي
سحائبُ لا تُهاطلُ في رُباك
أمدُّ العينَ في صدق وشوق
وإنساني يرحِّب في لـِقاكا
أشاطرك الأمانة والأماني
هلا بادرتني كرَمًا يداكا
فسوريا بخط ِّالشَّمس سطرٌ
عتيقُ جِرارها ألِفي وياكا
وكم دالـَتْ عليها من قرون ٍ
وظلـَّتْ بُردة ً تقِـنا الفِكاكا
أتخرقـُها وترفو ثوبَ غربٍ
ودفء خيوطها بردًا وقاكا
فـَرادة نَسْجِها من كل لون ٍ
بحكمةِ ناسج ٍوشَّى وحاكا
فلا تعبثْ بهاتيك الخوابي
ودعنا نلتـقي دومًا هـناكا
حسن ابراهيم سمعون/ سوريا