وهاهى ذي تُداعــــبني الأغاني
وهاهي ذي ملائكةُ التمنّي
تُقَبِّــلُ جبهتي في كــلِّ آن
وتهدِمُ فى فــــؤادي صرحَ حُزْنٍ
بناه اللهوُ فى وادى التــــفاني
وإذ ببشائر الرحـــــــــمن تَتْرى
تَعُــمُّ بخيرها قلـــــبَ الثواني
فيصبحُ كلُّ شيء فى خـشــــوعٍ
وينبضُ عمرُنا نبضَ اتِّـــزانِ
وتغـــــــمرنا خصالُ الخير حتى
كأن الكونَ كُـــــوِّن من حــــنانِ
سألتُ الأرضَ , ماذا كلُّ هذا !!!
فقالت ذاك مبعوثُ الأماني
يقول لمُسْلِمىَّ أتيت ضيفاً
كـريماً فيَّ هفهفةُ الجـِـنان
أُبَعثرُ فوقــــــكم رحماتِ ربِّي
وأزرع فيكــــمو قُــدسيَّ شاني
*********
أيا شهراً رآنا فاصطفانا
بك البركاتُ صُبَّت فى الأواني
بك ازددنا ارتفاعاً واندفاعاً
إلى وادٍ سماويِّ المكان
بك الآياتُ تَــلثُم كلَّ صوبٍ
وتُمطرُنا شفاهاً للتهاني
فذاك صيامُنا أثرى عُــقولا
سمتْ فازدانَ بُستانُ اللسان
وذاك قيامُنا ، للهِ قُمْنا
ألا واللهِ نعم الخصلتانِ
وتلك حروبُنا فيها انتصرنا
على الأَعدا لِطُهْرٍ في الجَنان
أيا فضلاً تخطَّى كلَّ فضلٍ
وبالعسل المصفى قد سقاني
لقد صوبتُ صوْبَ الزيفِ سهمي
ففزتُ علي شياطين الهوَانِ
أراك قد اتكأتَ على كـِـياني
فهاأنذا على المُثلى أراني
تعالى اللهُ !! كيف سناك هذا
توغل فى عــــروقي واحتواني؟!!
وألبسَني رداءً من رضاءٍ
وهدهَدني وحــبَّبَ لي أواني
لئن كُنَّا نُعاني ما نُعاني
فإنَّا في النهاية لن نعاني
*******
وإذ بالروح تصْعدُ في انتعاشٍ
لبارئـــِــها فتقبلُ جــــــنتانِ
فواحدةٌ بها ما فوق ظني
وواحدةٌ بها حورُ الجِنان
وأفضلُ منهما مرآكَ ربِّي
فها أنذا أراكَ كما تراني