هل هو مسلسل"الدماء"؟!! و"مثقفات"يطالبن "الملكة"بالسفور!!!!!!!
أخي أبا أسامة السلام عليك – وعلى أعضاء المجموعة الكرام – ورحمة الله وبركاته .. لعلك تذكر حديث الشيخ أحمد القطان إليك – عبر برنامجك "سوانح الذكريات" – عما فُعل بعبد الكريم قاسم .. وقال أن ذلك قد يكون "عقوبة"لما فعل بالأسرة المالكة في العراق .. وقد تم تقتيل النساء وهن يمسكن بالمصاحف !!!تذكرت ذلك وأنا أطالع كتاب(الملكة عالية : " 1329هـ / 1911م – 1370هـ / 1951م") .. فوجدت التالي :بعد انتهاء حركة رشيد عالي الكيلاني – سنة 1941 – يرى المؤلف أن الملكة عالية شهدت شهادة قاسية ضد من قاموا بالحركة،مما تسبب في (نصب المشانق)،والذي يهمني هنا قوله لقد حاولت أم الشهيد يونس السبعاوي بعد أن حطم شبح الإعدام أعصابها،وهي امرأة متقدمة في السن،أن تعمل شيئا لإنقاذ ولدها الوحيد،رغم أنه – أي السبعاوي – أوصى عائلته بعدم مراجعة أحد،فسعت إلى مقابلة عبد الإله،إلا أنه رفض مقابلتها،فأسرعت إلى مقابلة أمه ((نفسية)) مقابلة صغيرة،قالت خلالها :أنت أم قبل أن تكوني أميرة،لك ابن واحد شأنك شأني،تعرفين مبلغ تعلق الأم بولدها الوحيد،فكيف إذا كان ذلك الولد قد رزقت به بعد أن فقدت ثلاثة عشر ولدا،ناشدتك باسم الأمومة أن تبادري إلى إنقاذ ولدي من حبل المشنقة الذي ينتظره. ولكن هذه الكلمات المؤثرة التي تنطق بها أم مفجوعة،وتفتت الحجر،لم تحرك مشاعر الرحمة عند أم الوصي،بل بادرتها بكلمات تركية فاهت بها بعصبية وخشونة،فوقفت أم السبعاوي بشموخ وإباء،وارتدت عباءتها،وقبل أن تنصرف رفعت يدها،واتجهت ببصرها إلى السماء،قائلة والعبرة تخنقها : " أسأل الله أن يكون مصير ولدك كمصير ولدي"،وكان للضجة التي أثارتها والدة السبعاوي أمام باب القصر قد ترك {هكذا} آثارها وصداها داخل القصر،فخرجت الأميرات شقيقات الوصي عبد الإله يتفرجن على المشهد الرهيب الذي يفتت الحجر؟ وكن يتضاحكن متشفيات بالعجوز){106 - 107(عالية الهاشمية : سيرة وأحداث)/د.محمد حمدي صالح الجعفري/ منشورات الأوائل للنشر والتوزيع}.هل نحن أمام مسلسل إراقة الدماء في العراق؟!!!"مثقفات"يطالبن الملكة "عالية" بـ"السفور"وهذا يكشف الدور الذي قد تلعبه صاحبات "المكانة"في تغيير المجتمعات ... ( في عام 1944،ذهبت ثلاث سيدات،فأبدين لجلالتها بأن لديهن فكرة،يرغبن في عرضها عليها،فابتسمت قبل أن تفهم مضمون الفكرة،وكن ممن تثقفن بالثقافة الغربية،وقالت جلالتها : ربما ترغبن في إعطاء المرأة حق الانتخاب؟ : كلا يا سيدتي،بل شيء أبسط من هذا بكثير،إننا نرغب في إعلان السفور،فأجابتهن قائلة : "وهل بقي شيء يسمى بالحجاب حتى ترغبن بالسفور"،فأجبنها : "نعم،إن الكثيرات من العقائل يرغبن في السفور،ولكنهم ينتظرن؟". فأجابتهن {المفروض فسألتهن!} الملكة : ينتظرن ما؟{هكذا}. فقالت السيدات : ينتظرن أن تسفري جلالتك. فأجابتهن الملكة : أيتها السيدات،إني أعطف على النهضة النسائية كل العطف،وبودي أن تنال المرأة كل حق من حقوقها،ولكنكن لا تنسين بأنني أرملة،وأم،والملك لا يزال دون سن الرشد،وفي بلاد كلها محافظة،فاسمحن لي أن أكون آخر من تسفر بينكن،ولا تقتدين بي فيما ترونه يتفق وروح العصر.){190}. فهل في التأريخ شيء لم يحدث من قبل؟!! كما نلاحظ أن (حق الانتخاب) يبدو غير مهم .. أو ليس في أهمية (السفور)!!! "حفلة إسقاط الصلاة"!!!!!!!حقيقة هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها عن شيء اسمه "إسقاط الصلاة"!! فهل يفيدنا أحد .. هذا في أي مذهب أو نحلة؟!!حين مات الملك غازي،كلفت الملكة عالية من يحج عن زوجها،وطلبت أن يقام سبيل من ماء زمزم للحجاج .. ثم وفي الوقت نفسه طلبت من العلامة،الشيخ قاسم القيسي،أن يكلف جماعة من العلماء والمقرئين بإقامة حفلة إسقاط الصلاة عن زوجها){71}.موكب دفن الملكة عالية .. ومائة طلقة وطلقة!!!!!!ثم ماتت "الملكة عالية" .. فهل دخل معها قبرها ... أحد من تلك الجموع التي سارت خلف نعشها؟!! وهل نفعتها المائة طلقة وطلقة، التي أُطلقت بعد دفنها؟!!! توفيت الملكة يوم الخميس : (وفي صباح يوم الجمعة المصادف 22/12/1950،خرجت مئات الألوف من جموع الأهلين لتوديع الملكة (..) وفي الساعة العاشرة صباحا،حمل جثمان الملكة على مدفع جلل بالسواد،فارتفعت أصوات البكاء،وتعالى العويل،وكانت الدراجات البخارية تتقدم الموكب المهيب،وخلف الدراجات سارت سرية من خيالة الحرس الملكي،فموسيقى الجيش،وثلة من الجنود،ثم رجال الدين،فنعش الفقيدة العظيمة يحف به أمراء الجيش،فمرافقوا الملك،فحملة الأكاليل،ثم الوصي عبد الإله مرتديا حلته العسكرية،فأفراد الأسرة الهاشمية الكريمة،فمعالي وزير مصر المفوض مندوبا عن جلالة الملك فاروق،ثم رئيس الوزراء ورئيس مجلسي الأعيان والنواب والوزراء،ورئيس الديوان الملكي،ورئيس التشريفات الملكية،وناظر الخزينة الخاصة ورؤساء الهيئات الدبلوماسية،ورؤساء الوزراء السابقون،والسفراء العراقيون،وهيئات الأعيان والنواب،والوزراء المفوضون العراقيون،وهيئة أركان الجيش،وهيئة كبار ضباط الشرطة،وهيئة محكمة التمييز،وديوان التدوين القانوني،ومجلس التمييز الشرعي،وقاضيا بغداد،والمديرون العامون،وكبار موظفي الدولة من الصنف الأول فما فوق،وقناصل الدول الأجنبية،وأعضاء الجاليات الأجنبية،وهيئات الكليات الرسمية،وأعضاء مجلس أمانة العاصمة،ومجلس اللواء العام،ومجلس إدارة اللواء،والوجوه والأشراف،يتقدمهم أمين العاصمة،وأعضاء نقابة المحامين،وهيئات الأحزاب السياسية،وجمعيات الأطباء والصيادلة والمعلمين،وأعضاء غرفتي التجارة والزراعة،وهيئات المصارف وأصحاب الصحف،ثم كتيبة خيالة من الجيش،فكتيبة مدفعية،فخيالة من الجيش،فخيالة من الشرطة. وقد كان بانتظار الجثمان الكريم في مدخل المقبرة،ولدها الملك فيصل الثاني،وعمها الملك عبد الله،وعندما وصل موكب الجثمان إلى المقبرة الملكية،قام أفراد و ضباط الجيش بحمل جثمان الراحلة،ووضعوه في المجلس المخصص لأداء فريضة الصلاة،وقد صلى على الجثمان الطاهر ولدها الملك،وعمها الملك عبد الله،والوصي،وولي العهد عبد الإله،وأفراد العائلة المالكة،ثم قام أمراء {هكذا} وضباط الجيش بحمل الجثمان الطاهر مرة أخرى،وأودعوه مقره الأخير،وأطلقت مائة طلقة وطلقة مدفعية،تحية وداع للراحلة الخالدة.){179 - 180}.نعم .. مائة طلقة وطلقة .. فهل تثقل ميزان الحسنات؟!!!!!! أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة Mahmood-1380@hotmail.com