نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان - تقديم: غادة السمان
نبذة عن الكتاب:
كُتب الكثير وقيل الأكثر في هذه المبادرة الجريئة، حتى أن غادة أصدرت المحاورات التي دارت معها على هامش انفجار ( رسائل غسان) في كتاب عنونته بـ ( محاكمة حب ) . هذا الكتاب الذي تتعدد اهداءاته كتعدد وجوه الماسة الذي كان غسان تمثيلا رائعا لها، فهي تهدي الكتاب – المحاورات الساخنة-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي إلى الذين دعموني في خطوتي البيوغرافية غير المسبوقة " رسائل غسان إلى غادة" والمليئة بالثقوب لأنها محاولة أولى، وشجعوني بلا تحفظ ، والى الذين وقفوا بتحفظ مع صرختي ضد همجيتنا الأبجدية المتمثلة في إحراق بعض أوراق راحلينا المبدعين في غياب مؤسسة عربية ترعى الميراث الثقافي للراحلين، واهديه أيضا إلى الذين هاجموني ، فقد تتبدل بعض قناعاتهم المتكلسة ) ثم تهديه أولاً إلىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الذين حاوروني حوله ، ومنحوني الفرصة للتعبير عن وجهة نظري التي لا تخلو من الهنات ككل ما هو بشري) . هذه غادة السمان بعد غادة السمانأن أصدرت كتاب الرسائل ، ولكن ماذا عنها وهي تصدره في ذكرى المناضل الأديب المخلص للقضية . ما يميز غادة السمان بالإضافة إلى جرأة الكتابة وسلاسة الأسلوب وتميز زاوية النظر، تلك الاهداءات التي تختارها بعناية فائقة حتى أن القارئ لا يستطيع فصلها عن المتن – موضوع الكتاب- لأنها في الحقيقة غير قابلة للاجتزاء. لذلك هي تبدأ كتاب الرسائل بمحاولة إهداء: ( إلى الذين لم يولدوا بعد ) وهي نفسها الكلمات التي أهداها إياها ذات يوم وطني مبدع لم يكن قلبه مضخة صدئة، ( والى الذين سيولدون بعد أن يموت أبطال هذه الرسائل) ، ثم بمحاولة تقديم أولى لا يزيد دورها فيها عن مذيعة تبذل جهدا كي تكون محايدة أمام شريط أحداث له طعم المعجزة ، إنها تتجنب ما وسعت رثاءه، بل تشهر صوته على الذاكرة كالخنجر. ويبدو واضحاً أن غادة توطئ لتبرير الخروج من الخاص إلى العام. أما محاولة التقديم الثانية فهي محاولة (الوفاء بعهد قطعناه). وهنا تنطلق غادة كحصان يتحرك ببطء ولكن بخطوات واسعة ، مظهرٌ منكسر و أعماق جامحة ، مقاطع طويلة كلها تبدأ بـ ( نعم كان ثمة رجل يدعى غسان كنفاني ) وجه طفولي وجسد عجوز ، نحيل منخور لا تفارقه ابر الأنسولين . إنها مطلقا لا تعرضه بصورة العاشق القوي البنية ، فغسان لم يكتمل بالنسبة لها كعاشق ولذلك كان هناك آخرون (لا أستطيع الادعاء-دون أن أكذب- أن غسان كان أحب رجالي إلى قلبي كامرأة كي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي دور الاعتراف بهم – بعد الموت – وبالنار التي أوقدوها في زمني وحرفي ...لكنه بالتأكيد كان أحد الأنقياء القلائل بينهم.) ولذلك كانت بعض رسائله تستجديها كثيرا وتوحي بشعور الاضطهاد الذي كان يشده أكثر إليها (وسأظل أضبط خطواتي ورائك حتى لو كنتِ هواءً.. ) وربما كانت محقة بشأن شعورها النرجسي، الفخر بعلاقتها برجل استثنائي بإبداعه ووطنيته رغم عادية مظهره (ها أنا أستجوب نفسي في لحظة صدق وأضبطها وهي تكاد تتستر على عامل نرجسي لا يستهان به : الفخر بحب رجل كهذا أهدى روحه لوطنه وأنشد لي يوما ما معناه:
مولاي وروحي في يده ..........إن ضيعها سلمت يده)
رسائل غسان الملتهبة عاطفة وإبداعا وروحه الوطنية هي ما كان يهم غادة إذاً..!، معقول هذا؟ لا يستبعد ذلك، خصوصا مع كاتبة ذات سقف جمالي سامق و شعور وطني ممزوج بأنوثة سامقة السقف أيضاً. ومع ذلك فهي لا تنسى رجل المواقف الذي ساندها واخذ بيدها في أحلك المحن التي مرت بها، لكنها نسيت أنها وعدت في محاولة التقديم الأولى ألاّ تتحدث عن غسان كثيرا وستدعه يتحدث هو بنفسه عبر رسائله التي قطعت له عهدا بنشرها ذات يوم بعيد كأنه البارحة، (وريثما أحصل على رسائلي إليه فأنشرها ورسائله معا ، أكتفي مؤقتا بنشر رسائله المتوافرة، بصفتها أعمالا أدبية لا رسائل ذاتية أولاً ووفاء لوعد قطعناه على أنفسنا ذات يوم بنشر هذه الرسائل بعد موت أحدنا ) ولكن أربعة عشر عاما لم تسعفها في العثور على رسائله، ولا يبدو- بالنظر إلى الأمانة الأدبية- أنها قد توفرت على أي منها.
يبدأ غسان بالحديث، لكن ليس من خلال رسائله كلها، فقد احترق بعضها – بحسب غادة- في احتراق منزلها ببيروت عام 1976م، وما تبقى نشرته بعد حذف المقاطع السياسية – وهي المقاطع الأهم برأيي- التي لا بد أنها قد حملت جزءا كبيرا مما لم يتضمنه أدب غسان كنفاني.

رابط التحميل:
http://www.maktaba-amma.com/2013/05/blog-post_5746.html