الفشل قبل الأخير.......


جلست وحدها حول قش الذكريات الزجاجية...وحده خيالها يعمل ويخفي الواقع من حولها..لم تعد راغبة بتقليب أوراقها القديمة...
باتت قديمه بجدارة...عالمها الآن بيتها وزوجها وحتى هذه لم تشف غليلها ولم تجعلها تسمع كلمة واحده ترضيها كيف هذا؟ لا تدري....
بعضها الآخر يسبح في ظلام مشاريع لم تصل لشط الأمان..وأحلام كسرت قبل أن تتشكل أمرا رائعا...
ساحة الحياة وغمار المعارك ضاقت بها جدا...ومازالت تسبح في ركن واحد لا تزيغ عنه ولا تتركه لتفكر من جديد ..
وذاكرة بدأت في المغيب....
-ماذا فعلتم أمام عملي وشقائي لأوصل لكم لقمة تنثرونها هباء!!!
ماهذا الكلام؟
لم ير أنه التوازي بعينه...هل يستطع المكوث في المنزل يوما فيه؟ أمام أفواه وألسنه؟
المهم أنه لا أمل من مناقشة رجل لا تجده سامعا ولا محترما...ورغم أن الثقافة العصريه لم تعد تحترم شهادة ولا عنوانا, إلا أنها بقيت تعتبر من سوء حظها أمية بلغة العصر... اميه بجدارة ,يا خسارة الأيام يا أبو كمال....
ما أحزنها حقا .....
فشلت محاولاتها المستميتة طوال تلك الأعوام الخائبة, لتصل لأمر محترم من الجميع ام هي وحدها ترى ذلك على ضوء خافت من التقدير المحيط؟.يا لحظها العاثر وهدفها عسير التحقيق...
بدأ الوقت يستطيل...وآفاق الأفراخ يتطاول..ووحدها في المنزل تسند جدرانه جيدا حتى لا يسقط فوق رأسها لأنها لا تفقه شيئا بلغة عصر مجرم.......
صمت طويلا وطويلا جدا...
هكذا أصبحت مع الجميع .............
لم يعد يجذبها احد , كل الناس متشابهون, خاصة انه بدأ يضيق عليها في العيش :
- الأمور التجارية سيئة الآن...
- وما دخلها هي؟ ولماذا لا يقل لها كجارتها ؟
-
أنت تعبت معي زمنا طويلا تستحقين مني كل الخير ..ترقبي مني أمرا يسعدك...
****
بعد قليل:
هاتف:.....
نظرت لنفسها؟ نظرت في المرآة....نظرت في يديها...
ابتسمت...دمعت عينيها...
-بعد الكبرة جبه حمرا....
تقدم منها شيخ جليل في هذه المدرسه الجديده ...
نجاحك الآن هو جلوسك في هذا المقعد بعد كل الجولات , وفي هذا المقعد بالذات ,وماقبله الأولاد هو أهم نجاح,لا تفكري فيما بعد ولافيما مضى..نحن هنا الآن.................
-!!!؟؟؟

__________
بعد الكبرة جبه حمرا...=مثل شامي قديم يعني بعد سن الكبر يفكر بأمور الشباب –يماثل مثل آخر: بعد ما شاب أخدوه الكتاب.
********

أم فراس 17-2-2009