المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تقى المرسي
أحبائي عشاق الطرب الجميل والنغم الأصيل
أهديكم هذه الرائعة
أراكَ عصي الدمع
كلمات أبي فراس الحمداني
ولكن هذه المرة بصوت الرائع /
صالح عبد الحي
أتمنى أن تنال إعجابكم
للتحميــل
سماعاً هنيئا
تحياتي
تقى المرسى
أراك عصى الدمع
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُـكَ الصَّبْـرُ = أما لِلْهَوى نَهْـيٌ عليـكَ و لا أمْـرُ؟
بَلى، أنـا مُشْتـاقٌ وعنـديَ لَوْعَـةٌ = ولكـنَّ مِثْلـي لا يُـذاعُ لـهُ سِـرُّ!
إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهـوى = وأذْلَلْتُ دمْعـاً مـن خَلائقِـهِ الكِبْـرُ
تَكادُ تُضِيْءُ النـارُ بيـن جَوانِحـي = إذا هـي أذْكَتْهـا الصَّبابَـةُ والفِكْـرُ
مُعَلِّلَتي بالوَصْـلِ، والمَـوتُ دونَـهُ = إذا مِتُّ ظَمْآنـاً فـلا نَـزَلَ القَطْـرُ!
حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدَّةَ بيْنـنـا = وأحْسَنُ من بعضِ الوَفاءِ لـكِ العُـذْرُ
ومـا هـذه الأيـامُ إلاّ صَحـائـفٌ = ِلأحْرُفِها مـن كَـفِّ كاتِبِهـا بِشْـرُ
بِنَفْسي من الغادينَ في الحـيِّ غـادَةً = هَوايَ لهـا ذنْـبٌ، وبَهْجَتُهـا عُـذْرُ
تَروغُ إلى الواشيـنَ فـيَّ، وإنَّ لـي = لأُذْناً بهـا عـن كـلِّ واشِيَـةٍ وَقْـرُ
بَدَوْتُ، وأهلـي حاضِـرونَ، لأنّنـي = أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلِها، قَفْـرُ
وحارَبْتُ قَوْمي فـي هـواكِ، وإنَّهُـمْ = وإيّايَ، لو لا حُبُّـكِ المـاءُ والخَمْـرُ
فإنْ يكُ ما قال الوُشـاةُ ولـمْ يَكُـنْ = فقدْ يَهْدِمُ الإيمـانُ مـا شَيَّـدَ الكفـرُ
وَفَيْتُ، وفي بعـض الوَفـاءِ مَذَلَّـةٌ، = لإنسانَةٍ في الحَـيِّ شيمَتُهـا الغَـدْر
وَقورٌ، ورَيْعـانُ الصِّبـا يَسْتَفِزُّهـا، = فَتَـأْرَنُ، أحْيانـاً كمـا، أَرِنَ المُهْـرُ
تُسائلُني مـن أنـتَ؟ وهـي عَليمَـةٌ = وهل بِفَتىً مِثْلي علـى حالِـهِ نُكْـرُ؟
فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لهـا الهـوى: = قَتيلُـكِ! قالـت: أيُّهـمْ؟ فَهُـمْ كُثْـرُ
فقلتُ لها: لـو شَئْـتِ لـم تَتَعَنَّتـي، = ولم تَسْألي عَنّي وعندكِ بـي خُبْـرُ!
فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْـرُ بَعدنـا = فقلتُ: معاذَ اللهِ بـل أنـتِ لا الدّهـر
وما كان لِلأحْزان، ِ لـولاكِ، مَسْلَـكٌ = إلى القلبِ، لكنَّ الهوى لِلْبِلـى جِسْـر
وتَهْلِكُ بيـن الهَـزْلِ والجِـدِّ مُهْجَـةٌ = إذا ما عَداها البَيْـنُ عَذَّبهـا الهَجْـرُ
فأيْقَنْتُ أن لا عِـزَّ بَعْـدي لِعاشِـقٍ، = و أنّ يَدي ممّـا عَلِقْـتُ بـهِ صِفْـرُ
وقلَّبْتُ أَمـري لا أرى لـيَ راحَـة،ً = إذا البَيْنُ أنْساني ألَـحَّ بـيَ الهَجْـرُ
فَعُدْتُ إلى حُكـم الزّمـانِ وحُكمِهـا = لها الذّنْبُ لا تُجْزى بهِ ولـيَ العُـذْرُ
كَأَنِّـي أُنـادي دونَ مَيْثـاءَ ظَبْـيَـةً = على شَرَفٍ ظَمْيـاءَ جَلَّلَهـا الذُّعْـرُ
تَجَفَّـلُ حينـاً، ثُـمّ تَرْنـو كأنّـهـا = تُنادي طَلاًّ بالوادِ أعْجَـزَهُ الحَُضْـرُ
فـلا تُنْكِرينـي، يابْنَـةَ العَـمِّ، إنّـهُ = لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَـدْوُ والحَضْـرُ
ولا تُنْكِرينـي، إنّنـي غيـرُ مُنْكَـرٍ = إذا زَلَّتِ الأقْدامُ، واسْتُنْـزِلَ النّصْـرُ
وإنّـي لَـجَـرّارٌ لِـكُـلِّ كَتيـبَـةٍ = مُعَـوَّدَةٍ أن لا يُخِـلَّ بهـا النَّصـر
وإنّـي لَـنَـزَّالٌ بِـكـلِّ مَخـوفَـةٍ = كَثيرٍ إلـى نُزَّالِهـا النَّظَـرُ الشَّـزْرُ
فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَـوي البيـضُ والقَنـا = وأَسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذِّئْـبُ والنَّسْـرُ
ولا أًصْبَحُ الحَـيَّ الخُلُـوفَ بغـارَةٍ = و لا الجَيْشَ ما لم تأْتِهِ قَبْلِـيَ النُّـذْرُ
ويا رُبَّ دارٍ، لـم تَخَفْنـي، مَنيعَـةً = طَلَعْتُ عليها بالرَّدى، أنـا والفَجْـر
وحَـيٍّ رَدَدْتُ الخَيْـلَ حتّـى مَلَكْتُـهُ = هَزيماً ورَدَّتْنـي البَراقِـعُ والخُمْـرُ
وساحِبَـةِ الأذْيـالِ نَحْـوي، لَقيتُهـا = فلَم يَلْقَهـا جافـي اللِّقـاءِ ولا وَعْـرُ
وَهَبْتُ لها ما حـازَهُ الجَيْـشُ كُلَّـهُ = ورُحْتُ ولم يُكْشَـفْ لأبْياتِهـا سِتْـر
ولا راحَ يُطْغينـي بأثوابِـهِ الغِنـى = ولا باتَ يَثْنيني عـن الكَـرَمِ الفَقْـرُ
وما حاجَتي بالمـالِ أَبْغـي وُفـورَهُ = إذا لم أَفِرْ عِرْضي فلا وَفَـرَ الوَفْـرُ
أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى، = ولا فَرَسي مُهْـرٌ، ولا رَبُّـهُ غُمْـرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القَضـاءُ علـى امـرئٍ = فليْـسَ لَـهُ بَـرٌّ يَقيـهِ، ولا بَحْـرُ
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الـرَّدى؟ = فقلتُ:همـا أمـرانِ، أحْلاهُمـا مُـرُّ
ولكنّنـي أَمْضـي لِمـا لا يَعيبُنـي، = وحَسْبُكَ من أَمْرَينِ خَيرُهمـا الأَسْـر
يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَـةَ بالـرَّدى = فقُلْتُ: أما و اللهِ، مـا نالنـي خُسْـرُ
وهلْ يَتَجافى عَنّـيَ المَـوْتُ ساعَـةً = إذا ما تَجافى عَنّيَ الأسْـرُ والضُّـرُّ؟
هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْـرُهُ = فلم يَمُتِ الإنسانُ مـا حَيِـيَ الذِّكْـرُ
ولا خَيْرَ فـي دَفْـعِ الـرَّدى بِمَذَلَّـةٍ = كما رَدَّها، يومـاً، بِسَوْءَتِـهِ عَمْـرُو
يَمُنُّـونَ أن خَلُّـوا ثِيابـي، وإنّـمـا = علـيَّ ثِيـابٌ، مـن دِمائِهِـمُ حُمْـرُ
وقائِمُ سَيْـفٍ فيهِـمُ انْـدَقَّ نَصْلُـهُ، = وأعْقابُ رُمْحٍ فيهُـمُ حُطِّـمَ الصَّـدْرُ
سَيَذْكُرُنـي قومـي إذا جَـدَّ جِدُّهُـمْ، = وفي اللّيلـةِ الظَّلْمـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ
فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الـذي يَعْرِفونَـهُ = وتِلْكَ القَنا والبيضُ والضُّمَّـرُ الشُّقْـرُ
وإنْ مُـتُّ فالإنْسـانُ لابُـدَّ مَـيِّـتٌ = وإنْ طالَتِ الأيـامُ، وانْفَسَـحَ العُمْـرُ
ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفـوا بـهِ = وما كان يَغْلو التِّبْرُ لو نَفَـقَ الصُّفْـرُ
ونَحْـنُ أُنـاسٌ، لا تَوَسُّـطَ عندنـا، = لنا الصَّدْرُ دونَ العالميـنَ أو القَبْـرُ
تَهونُ علينـا فـي المعالـي نُفوسُنـا = ومن خَطَبَ الحَسْناءَ لم يُغْلِها المَهْـرُ
أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلـى ذَوي العُـلا، = وأكْرَمُ مَنْ فَـوقَ التُّـرابِ ولا فَخْـرُ
ــــــــــ
أرجو أن أكون قد فعلت بمساهمتى هذه تحيتى لك أختى تقى المرسى
فاللحن والصوت والكلمات
بين يديكم
مع خالص تحياتى
محمدأسامة
.