الرد على الأستاذ عمر خلوف/ باحث عروضي:
الدوبيت وزن ( فارسي أم عربي ) ؟؟
@@@@@@@@@@@@@@
بقلم/ الباحث العروضي/ غالب احمد الغول
ثاني أيام عيد الفطر 11 أيلول 2010 /
@@@@@@@@@@@@@
من الرابط الآتي ( شبكة الفصيح ) أدناه مقالة الأستاذ / عمر خلوف / باحث عروضي معروف , حول ما قيل عن ( الدوبيت ) :
http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...hlight=الدوبيت
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
أخي الأستاذ الفاضل عمر خلوف المحترم / إخواني العروضيين أينما كنتم / إليكم أسمى التحايا وأحر المودة , وبعد .
عندما يكون النقاش نزيهاً وخالياً من التعصب الفكري , فلا شك أننا سنصل سوية إلى الحل النهائي حول وزن الدوبيت , والسؤال :
هل الدوبيت وزن عربي أم فارسي ؟
وما هو الدليل والبرهان على صحة أقوالنا ؟؟
لنأخذ أقوال الأستاذ الباحث عمر خلوف, بداية , ثم لنرى أدلته وبراهينه . ثم نأخذ أقوال الباحث/ غالب الغول معلقاً , مدعماً آراءه بالأدلة والبراهين , ويبقى الحكم للعروضيين بعد ذلك ؟
@@@@@@@@@@@@@@
نقدم هذه التساؤلات أولاً :
إن كان الدوبيت عربي الوزن فما هي تفاعيله الخليلية ؟؟؟
وإن وجدت التفاعيل الخليلية لهذا الوزن فما هي زحافاتها ؟؟؟
وإن كانت جميع الأمثلة الشعرية ( قديماً وحديثاً ) والتي أتى بها الأستاذ خلوف ــ كلها ــ وليس بعضها , على تفاعيل خليلية وزحافات خليلية , فهل يكفي هذا لقولنا (( بأن وزن الدوبيت عربيّ الأصل ؟؟؟ ))
نأخذ أولاً : أقوال الأستاذ عمر خلوف حول ما قيل عن هذا الوزن /
1 ــ يقول الأستاذ عمر :
(((( الدوبيت: هو أحد الأوزان الشعرية المستحدثة الخارجة على قواعد العروض العربي .)))
ثم يقول :
((((ولا عجب؛ فالبحرُ دخيلٌ على الشعر العربي، ويحمل روحاً غريبةً عنه.
ولذلك كان لابد في دراسته من اتّباع طريقةٍ مختلفةٍ عن دراسة بحور الشعر العربي الأخرى، وإنْ أدّى ذلك إلى مخالفته قواعدَ العروض العربي بعض الشيء.))))
لكن غالب الغول يقول :
(( إن الأستاذ عمر خلوف يجيب على سؤالنا بنفسه قائلاً . وكما يلي )):
((((ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها:
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي
بل أورد ابن إياس الحنفي (-؟هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها:
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
@@@@@@@@@@
ويرد غالب الغول قائلاً (((من قول الأستاذ خلوف أعلاه , فإن الدوبيت ليس مستحدثاً بل يعود إلى ( 204 هـ ) للشافعي . وقائلاً ومستغرباً [ بل شاكاً على أنه قد يكون الدوبيت ( عربي الوزن ) ))).
2 ــ ويقول الأستاذ عمر خلوف في أبحاثه ما يلي :
(((وأغرب من ذلك أن تعود أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة، إلى بدايات القرن الخامس الهجري، حيث اشتهر بها أبو سعيد بن أبي الخير (-440هـ)، الذي يُنسب إليه الجزء الأكبر من رباعيات الخيام. وله رباعيتان عربيتان. مما يدعم آراء القائلين بعربية هذا الوزن. )))
وتعليقي : علي قول الأستاذ عمر :
إن الأستاذ عمر خلوف , يفيدنا أن الوزن العربي للدوبيت تاريخياً , أقدم من ظهور الوزن الفارسي ب ( 136 ) سنة .
ثم لا ينكر الأستاذ عمر خلوف على أن هنالك أقوالاً من باحثين آخرين قد نطقوا بقولهم (بعروبة وزن الدوبتي ) وكأنه يريد أن يدعم أقوالهم بعروبة هذا الوزن .
وكان من الذين نطقوا بإرجاع تفاعيل الدوبيت إلى تفاعيل الخليل هما ( غالب الغول وأحمد مستجير ) حيث اتفقوا على إعادة الوزن إلى تكرار ( مفعولات ُ ) وهي من مهملات دوائر الخليل , ويبقى الفرق بين القولين ( غالب ومستجير ) هو الدليل على صحة وجود مفعولات في جميع الأمثلة الشعرية للدوبيت , فلم يقدم الدكتور مستجير أي دليل أو برهان على أن زحاف الدوبيت يعود إلى مفعولاتُ , بل قال قولاً يشوبه أغلب الظن من غير تأكيد , لأن عمر خلوف قد قال في موضع آخر يردّ على العروضيين بقوله:
وواضح أيضاً مدى التخبُّطِ في إصرارهم على حصر هذا الوزن ضمن تفاعيل الخليل من جهة، ثم شموسه وتأبيه على قبول هذه التفاعيل وزحافاتها من جهة أخرى، ذلك أن أَيّاً من طرق التفعيل السابقة لا تفي بمتطلبات تلك التفاعيل من الزحاف على الإطلاق.
وغالب الغول يقول : ((وتبقى عروبة الدوبيت بين العروضيين فيها الظن والشك , لأن كثيراً منهم قد أعادوا وزنه إلى بحور عربية خاطئة , لكنهم أصابوا في صحة أجزاء التفاعيل , والسبب في ذلك يعود إلى جهلهم بزحاف التفعيلة مفعولاتً , التي يتألف منها الدوبيت )).
ومن أقوال العروضيين الذين نسبوا الدوبيت إلى بحور عربية ، ومعتقدين أيضاً بأنه من الأوزان العربية الأصيلة , كما ذكرهم الأستاذ عمر خلوف في مقالته ) هم :
1 ــ ابن الفرخان:
((وربما كان ابن الفرخان، وهو من علماء القرن السادس الهجري، من أوائل العروضيين المعروفين الذين حاولوا تفعيل الدوبيت، حيث جعله من (مكفوف الرجز)
مستفعلُ مستفعلُ مستفعلُ مسْ
مجيزاً أن تتحول مستفعلُ الثانية إلى فاعلاتُ زحافاً ))))
ويقول غالب الغول أيضاً: (( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي ـــ بغض النظر عن أسماء التفاعيل المضللة , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب / ــ ــ ب ب / ــ ــ ب ب / ــ نتيجة (1 )
ــ ــ ب ب / ــ ب ــ ب / ــ ــ ب ت / ـ (( مجيزاً أن تتحول مستفعلُ الثانية فاعلاتُ ))
والأرقام هكذا :
2 2 1 1 / 2 2 1 1 / 2 2 1 1 / 2 ( نتيجة 1 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 1 1 / 2 ( مجيزاً أن تتحول مستفعلُ الثانية فاعلاتُ )
2 ــ المصنفات الفارسية :
حتى ان المصنفات الفارسية أعدته من تفاعيل (الهزج ) حسب قول الأستاذ خلوف الآتي :
((وتعد المصنفات الفارسية الدوبيت ضرباً من الهزج العربي!! فتزنه على:
مفعولُ مفاعلن مفاعيلن فاعْ
مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلن فاعْ
ويقول غالب الغول (( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ـ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب /ــ ــ ــ / ــ ( نتيجة 2 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 2/ 2 ( نتيجة 2 )
3 ــ الزنجاني :
ويقول الأستاذ عمر :
ومثل ذلك قطّعه الزنجاني (- بعد660 هـ) كما يلي:
مفعولُ مفاعلن فعولن فعْلن
ويقول غالب الغول (((
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب / ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ / ــ (نتيجة 3 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 2 / 2 ( نتيجة 3 )
4 ــ حازم القرطاجني
ويقول الأستاذ عمر :
واقترب حازم القرطاجني (-684 هـ) من روح الدوبيت بتفعيله على جزء ثماني، أتبعوه بما يُناسبه من السباعيات، وجعلوا السباعيَّ التاليَ له ناقصاً عن سابقه: ليكونَ كل واحد من الأجزاء أخفّ مما قبله، وهو المستطابُ في الذوق، والأحسن في الوضع، مراعياً كما يقول طريقةَ الخليل في تفعيل البحور.
مستفعِلتـُن مستفعلنْ مستعِلن
ويقول غالب الغول (((
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب / ــ ــ ــ ب / ــ ــ ب ب ــ ( نتيجة 4 )
2 2 1 1 / 2 2 2 1 /2 2 1 1 / 2 ( نتيجة 4 )
5 ــ إبن سعيد الأندلسي : وأبو اسحاق التلمساني
ويقول الأستاذ عمر:
وكان ابن سعيد الأندلسي (-685 هـ) قد قال في الدبيتي: إنهم "استنبطوا وزنه من الرجز"، وأنّ "فيه متحركٌ وساكنٌ زائد على الرجز المُثلث المسمى بالمشطور".
واختار أبو إسحاق التلمساني (-699هـ)، وهو الأقرب إلى روح الدوبيت، التفعيل: مدّعياً أن (فعِلن) الأولى لا ترد إلاّ مضمَرة (فعْلن)، وأن العروض (مستفعلن) لا ترد إلاّ مطوية (مستعلن)
فعِلن فعِلن مستفعلن مستفعلن
ويقول غالب الغول (((
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب/ ـ ــ ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ـ
2 2 1 1 / 2 2 2 1 / 2 2 1 1 / 2
6 ــ كمال أبو ديب :
ويقول الأستاذ عمر :
فقد تخبّطَ د.كمال أبو ديب في تحليله لهذا الوزن تخبُّطاً شديداً، دون أن يخرج من ذلك بطائل. معتبراً وزنَ الدبيتي ليس إلاّ تحقيقاً فعلياً للإمكانية النظرية التالية:
فا فا فا علن فا فا علن فا فا علن !!
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ـــ ـــ ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ ( نتيجة رقم 6 )
2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 ( نتيجة رقم 6 )
7 ــ كمال أبو ديب أيضاً
ويقول الأستاذ عمر:
((ونظراً إلى أنّ هذا الوزنَ يساوي: (تن مستفعلن مستفعلن مستفعلن) فهو على ذلك ليس إلا تطوّراً عن بحر الرجز كما يقول(أبو ديب).))
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ــ ( نتيجة رقم 7 )
2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 ( نتيجة رقم 7 )
8 ــ كمال أبو ديب أيضاً :
ويقول الأستاذ عمر :
ومرةً أخرى، يجعلُه تطوراً عن بحر الخبب، حيث يحدث فيه تبادلٌ بين (فعِْلن وفعولُ وفاعلُ) كما يقول(أبو ديب) مثل:
فعْلن فعِلن فعولُ فعْلن فعْلن
لكن الأستاذ خلوف ينكر أن يكون الدوبيت من الخبب قائلاً
((((ولسنا بحاجة إلى القول؛ إن هذا ليس من الخبب في شيء. ))))
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ـ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ـ ــ /ــ ( نتيجة رقم 8 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 2 1 / 2 ( نتيجة رقم 8 )
9 ــ الشيخ جلال الحفي :
ويقول الأستاذ عمر
وفي محاولةٍ مُخْفِقَةٍ، تكلَّف الشيخ جلال الحنفي قَسْرَ هذا البحر ليضمَّه إلى بحر الرمل، فقال: "هذا نمطٌ من الرمل نشَأَ من جرّاء خَرْمٍ أُحدثَ في وزنه الأول (يقصد فاعِلاتن الأولى)فبقيَ من تفاعيله ما صار وزناً مُتميِّزاً عن نظائره سمَّيناه مُخلّعَ الرمل"(!!) "وإن أدّى التّخليع إلى اختلالِ التفعيلة الأولى في كلٍّ من صدرِهِ وعجُزِه"(!!). هكذا:
فعْلن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلن
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ــ ب/ ــ ــ ــ ب/ ـ ــ ــ ب/ ــ ( نتيجة رقم 9 ))
2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 2 2 1 ( نتيجة رقم 8 )
10 ــ الدكتور أحمد مستجير :
ويقول الأستاذ عمر
كما قَسَرَ د.أحمد مستجير الدبيتي على الدخول في حظيرة البحر الطويل لديه، فاعتبر تفعيلاتِه الأصليّةَ مُركَّبةً من تفعيلات البحر المهمل:
مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ
مساوياً بذلك أصلَ الدبيتي لدى أبي ديب والحنفي كما رأينا، ووفقاً لواقع الدبيتي؛ فإنه لا يرد بمثل هذه التفاعيل على الإطلاق، ولا بدَّ من مزاحفتها إلزامياً لكي يتطابق هذا الوزنُ مع الدبيتي.
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ــ ب / ــ ــ ــ ب / ــ ــ ــ ب / ( نتيجة رقم 10 )
2 2 2 1 / 2 2 2 1 / 2 2 2 1 / ( نتيجة رقم 10 )
ونسي ترفيل البيت لكي يتخلص من متحرك مفعولاتُ
11 ــ علي حميد خضر
ويقول الأستاذ عمر
ومن أعجب ما رأيت؛ أن يستدلّ علي حميد خضير على أن "الدوبيت من الرجز"(!!) بإمكانية تقطيعه هكذا:
مستفعلتن مفاعلن مستفْعلْ
معتبرًا (مستفعلتن) تفعيلةً رجزيةً(!!) منقولةً عن (مستفعلاتن)!! وواضح أن هذه التفعيلة هي من وَضْع القرطاجني كما مرّ، ولا علاقة لها بالرجز من قريب ولا بعيد.
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب/ ــ ب ــ ب/ ــ ــ ــ/ ــ ( نتيجة رقم 11 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 2 / 2 ( نتيجة رقم 11 )
12 ــ علي حميد خضر أيضاً
يقول الأستاذ عمر
وقد عاد في مكان آخر فقال: "والدوبيت مأخوذٌ عن المتدارك"!! "بدليل أننا يمكن تقسيمه [كذا] على الشكل التالي:
فعْلن فعِلن فعولُ فعْلن فعِلن
وعاد مرّة أخرى فعدّه من مخلّع البسيط(!!) بزيادة (فعِلن) إلى آخره هكذا:
مستفعلُ(!) فاعلن فعولن (فعِلن)
ويقول غالب الغول )))
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب/ ـــ ب ــ ب/ ــ ــ ب ب/ ــ ( نتيجة رقم 12 )
2 2 1 1 / 2 1 2 1 / 2 2 1 1 / 2 ( نتيجة 12 )
13 ــ عفيف الدين التللمساني
ويقول الأستاذ عمر
ويَشي اسمه بأنه فارسيّ الأصل. فكلمةُ (دوبيت) -وهي علَمٌ عليه- كلمةٌ فارسيةٌ تعني (بيتين)، إشارةً منهم إلى طريقة النظمِ عليه، حيث يُعبَّرُ بكلِّ بيتين منه عن فكرةٍ محدّدة.
يقول عفيف الدين التلمساني (-690هـ):
الدّهْرُ رياضٌ، نحنُ فيها الزَّهَرُ ** والكَوْنُ غصونٌ، نحنُ فيها الثمَرُ
والْمُلْكُ لنا، وما علينا حَرَجٌ ** والعيشُ صَفا، فما الذي ننتظِرُ؟
ويقول غالب الغول (((
(( وعندما نضع أجزاء التفاعيل السابقة بالتقطيع العروضي التقليدي أو الرقمي , فتكون حسب التشكل الآتي كما يلي: ))
ــ ــ ب ب/ ــ ــ ــ ب / ــ ــ ب ب/ ــ ( نتيجة رقم 13 )
2 2 1 1 / 2 2 2 1 / 2 2 1 1 / 2 ( نتيجة رقم 13 )
ولو قطعنا جميع ما جاء من أشعار للدوبيت التي ذكرها الأستاذ خلوف في كتابه , قديماً وحديثاً لوجدنا هذه الأشعار لا تخرج عن التقطيع السابق في النتائج من ( نتيجة رقم 1 ــ النتيجة رقم 13 ) , وإن جاءت أشعار أخرى غير الذي سبق , فنعتبرها شاذة عن الدوبيت شذوذاً أعترف به الأقدمون مثل القللوسي الذي لا يقبل أن يبدأ بيت الدوبيت بستة أسباب خفيفة , كما لا يقبل أن يأتي أول الدوبيت بسبب ثقيل . ومن يريد أن يعطينا أبياتاً على ذلك , فهي إما أن تكون شاذة , وإما أن تكون من صنع يده , ولا شك في ذلك .
إخواني العروضيون .
لاحظتم التقطيع العروضي في النتائج أعلاه من ( 1 ــ 13 )هل عندكم أدنى شك في ما ورد فيها من أجزاء , فإن قلتم نعم , فهاتوا برهانكم .
وإن قلتم ( لا ) فدعوني أبرهن لكم على أن الدوبيت من الأوزان العربية الأصيلة , أي أنه من بحر خليلي مهمل ومن زحاف التفعيلة
( مفعولاتُ ) .
وإني لأعجب من تخبط العروضيين طيلة هذه الأزمنة واختلافهم على تفاعيل وزن الدوبيت وأصل وزنه , بالرغم من أن الإيقاعات مختلفة , حيث أقول: (( تعددت الأمواج والبحر واحد ))), ولكني أعذرهم بقولي :
إن زحاف التفعيلة ( مفعولاتُ ) التي أهملها الخليل من بحوره الرئيسة , وإهمال الخليل أيضاُ لمعظم زحافها , وبخاصة التفعيلة ( ــ ــ ب ب ) أو التفعيلة ( 2 2 1 1 ) جعلهم يعتبرون هذه التفعيلة خببية , وما هي كذلك البته , والأستاذ عمر أنكر أن يكون وزن الدوبيت ( خببي ) كما سبق ذكره .
بل هي تفعيلة بحرية , وهي من زحاف مفعولاتُ التي لم يذكرها الأقدمون البتة , ولكني في أبحاثي استطعت أن أتعرف على هذه التفعيلة من خلال معرفتي لعبقرية الخليل الرياضية , واتزانه المنطقي في صنع التفاعيل , التي لم تخرج عن الانتظام الدوري , فجعل لكل تفعيلة دائرة , ولكل زحاف دائرة , ولكل بيت شعر دائرة , بل جعل في كتابه ( العين ) لكل كلمة دائرة , وإليكم صحة أقوالي .
إن النتائج كلها كانت فيها:
التفعيلة الآولي ( بغض النظر عن اسم التفعيلة )
جاءت على هذا النسق :
( ــ ــ ب ب ) ( ــ ب ــ ب ) ( ــ ــ ــ ب )
( 2 2 1 1 ) ( 2 1 2 1 ) ( 2 2 2 1 )
التفعيلة الثانية جاءت على هذا النسق :
( ــ ــ ب ب ) ( ــ ب ــ ب ) ( ــ ــ ــ ب )
( 2 2 1 1 ) ( 2 1 2 1 ) ( 2 2 2 1 )
التفعيلة الثالثة جاءت على هذا النسق :
( ــ ــ ب ب ــ ) ( ــ ب ــ ب ــ ) ( ــ ــ ــ ب ــ ) مرفلة الضرب
( 2 2 1 1 2) ( 2 1 2 1 2) ( 2 2 2 1 2 ) مرفلة الضرب
فإذا عرفنا أن التفاعيل أعلاه كلها من زحافات مفعولاتُ , بالدليل والبرهان , فيعني ذلك أننا سنصل إلى حقيقة علمية ثابتة مفادها عروبة وزن الدوبيت , وعند ذلك يزول الشك بوضوح اليقين .
ما هو زحاف مفعولاتً ؟؟؟؟
نتعرف أولاً على أخوات مفعولات من الدائرة الخليلية نفسها وهي:
( دائرة المشتبه ) وعلى رأسها بحر الهزج . وتفعيلته ( مفاعيلن )
وأخواتها ( مفاعيلن / مفعولاتُ / مستفعلن / فاعلاتن )
ومن التفعيلة مفاعيلن تولدت لدينا ( على دائرتها ) التفاعيل الآتية
ب ــ ــ ــ .......... مفاعيلن ( 1 )
... ــ ــ ــ ب ...... مفعولاتُ ( 2 ) ...... مفعولاتُ
......ــ ــ ب ـــ ......مستفعلن ( 3 )
........ــ ب ــ ــ .....فاعلاتن ( 4 )
لاحظ أن التفعيلة مفعولاتً كان ترتيبها الرقم ( 2 )
وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت .
نأخذ الآن, زحافاً واحداً من زحافان التفعيلة الأولى ( مفاعيلن ),هو ( المقبوض (مفاعلن ( ب ــ ب ~ ) من مفاعيلن , ثم نضعها على الدائرة , فتتولد التفاعيل الآتية .
ب ــ ب ~ ...........مفاعلن ( المقبوضة ) ( 1 )
.. ـــ ب ~ ب .......مفعلاتُ ( المطوية ) ( 2 ) ..... زحاف مفعولاتُ
......ب ~ ب ـــ .... مفاعلن ( المخبونة ) ( 3 )
.........~ ب ـــ ب ... فاعلاتُ ( المكفوفة ) ( 4 )
لقد ظهر زحاف مفعولاتُ بالرقم ( 2 ) وهو المطوي وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت .
نأخذ الآن زحاف آخر من زحافات ( مفاعيلن ) الأولى وليكن ( مفاعيلُ ) المكفوفة, ثم نضعها على الدائرة , فتتولد لدينا الزحافات الآتية .
ب ــ ــ ب .......... مفاعيلُ ( المكفوفة ) ( 1 )
... ــ ــ ب ب ....... ( مفعولتُ ) لا يوجد لها لقب خليلي
...................................... وهي من أصل مفعولاتُ
...................................... ولم يذكرها العروضيون طيلة
.......................................العصور الماضية ,
................................... وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن
.....................................الدوبيت ظاهرة وواضحة .
أما باقي الزحافات فهي مكروهة وقبيحة الاستعمال .
وبالدليل والبرهان السابق , فقد عرفنا من خلال دائرة البحث ما يلي :
وحاف مفعولاتُ كما يلي :
مفعولات ( ــ ــ ــ ب )
مفعلاتُ ( ـــ ب ـــ ب )
مفعولتُ ( ــ ــ ب ب )
قد يأتي أحدنا ليقول , كيف صارت مفعولتُ هكذا , ونحن نعلم بأن الوتد المفروق لا يمكن زحافه .
ونرد عليه بالقول الآتي :
( إن الوتد المفروق لا وجود له إلا عندما عجز العروضيون عن معالجة إيقاع بحور الدائرة الرابعة , ولكن لا ضرورة لهذا الوتد المفروق, ما دامت التفعيلة ( مفعولاتُ ) قد لحقها الوتد المجموع من خلال التتابع , ولقد منع الخليل أن تأتي ( مستفعلن ) في بيت المنسرح ( مفعولاتُ مستفعلن ) ـ على سبيل المثال ــ إلا مطوية هكذا ( مفعولاتُ مستعلن ), لأجل أن يكون ( السبب الأول ) تكملة للتفعيلة مفعولاتُ لإتمام وتدها المجموع , (( لقد أطلقت على السبب الأول من مفعولاتُ باسم (( السبب الشارد )), لأنه انفصل عن آخر التفعيلة وحل على أولها ) ومن هنا نستطيع القول أيضاً على أن زحاف أول مفعولاتُ لا يمكن عروضياً , وإن جاء في الشواهد العروضية إنما جاء بطريق الخطأ ولقد نوهت للعروضيين على هذه الملاحظة , في كتبيى ( العارض لأوزان الأشعار ) وغيره . وهذا ضروري لسلامة الإيقاع .
وبهذا مُنعت مستفعلن أن تأتي مخبونة لكي لا يزيد عدد الحركات بينها وبين مفعولاتُ هكذا :
ــ ــ ب ب / ب ــ ب ــ ( وهذا لا يجوز )
ــ ــ ب ب ــ ب ب ــ وهذا جائز لبيت المنسرح .مطوي التفعيلة مستفعلن .
وهذا الزحاف للتفعيلة ( مفعولتُ ) قد سقط ساكنها السادس , وأطلقت عليها اللقب ( منغوم ) لأن نغمتها محبوبة للشعراء . فأكثروا من وجودها في أشعارهم , كما أطلقت على وزن الدوبيت ( بحر الخليج ) لكثرة رغبة شعراء الخليج بهذا الإيقاع العذب .
وختاماً فإنني أُأكد على أن وزن الدوبيت وزن عربي أصيل , وإن التسمية التي أطلقت عليه هو اسم فارسي , لأن العروضيين العرب استغربوا تفاعيله وتاهوا في عددها وشكلها وزحافها , فأبقوا الاسم الفارسي ونسوا تفاعيلهم وبحورهم العربية .
وإنني أرحب بردكم وملاحظاتكم , وتعليقاتكم , ونقدكم , وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً .
وأشكر الأستاذ خلوف شكراً يستحقه على مجهوده , بلملمة شواهد الدوبيت الكثيرة والمتنوعة , لكي لا يحرم أي باحث من تناولها لإيجاد الحقائق الكامنة فيها .
@@@@@@@@@@@@@
زحافات مفعولات للرقميين :
ما هو زحاف مفعولاتً ؟؟؟؟
نتعرف أولاً على أخوات مفعولات من الدائرة الخليلية نفسها وهي:
( دائرة المشتبه ) وعلى رأسها بحر الهزج . وتفعيلته ( مفاعيلن )
وأخواتها ( مفاعيلن / مفعولاتُ / مستفعلن / فاعلاتن )
ومن التفعيلة مفاعيلن ( 1 2 2 2 ) تولدت لدينا ( على دائرتها ) التفاعيل الآتية
1 2 2 2 .......... مفاعيلن ( 1 )
... 2 2 2 1 ...... مفعولاتُ ( 2 ) ...... مفعولاتُ
......2 2 1 2 ......مستفعلن ( 3 )
........2 1 2 2 .....فاعلاتن ( 4 )
لاحظ أن التفعيلة مفعولاتً ( 2 2 2 1 ) كان ترتيبها الرقم ( 2 )
وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت .
نأخذ الآن, زحافاً واحداً من زحافان التفعيلة الأولى ( مفاعيلن 1 2 2 2 ),هو ( المقبوض (مفاعلن ( 1 2 1 2 ) من مفاعيلن , ثم نضعها على الدائرة , فتتولد التفاعيل الآتية .
1 2 1 2 ...........مفاعلن ( المقبوضة ) ( 1 )
.. 2 1 2 1 .......مفعلاتُ ( المطوية ) ( 2 ) ..... زحاف مفعولاتُ
......1 2 1 2 .... مفاعلن ( المخبونة ) ( 3 )
.........2 1 2 1 ... فاعلاتُ ( المكفوفة ) ( 4 )
لقد ظهر زحاف مفعولاتُ بالسطر ( 2 ) وهو المطوي وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت .
نأخذ الآن زحاف آخر من زحافات ( مفاعيلن 1 2 2 1 ) الأولى وليكن ( مفاعيلُ 1 2 2 1 ) المكفوفة, ثم نضعها على الدائرة , فتتولد لدينا الزحافات الآتية .
1 2 2 1 .......... مفاعيلُ ( المكفوفة ) ( 1 )
... 2 2 1 1 ....... ( مفعولتُ ) لا يوجد لها لقب خليلي
...................................... وهي من أصل مفعولاتُ
...................................... ولم يذكرها العروضيون طيلة
.......................................العصور الماضية ,
................................... وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن
.....................................الدوبيت ظاهرة وواضحة .
أما باقي الزحافات فهي مكروهة وقبيحة الاستعمال .
وبالدليل والبرهان السابق , فقد عرفنا من خلال دائرة البحث ما يلي :
زحاف مفعولاتُ كما يلي :
مفعولات ( 2 2 2 1 )
مفعلاتُ ( 2 1 2 1 )
مفعولتُ ( 2 2 1 1 )
غالب احمد الغول / باحث عروضي . انتهى البحث وشكراً لكم .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تجد أدناه مقالة الأستاذ خلوف كما جاءت على الرابط أعلاه وأدناه .
http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...hlight=الدوبيت
1. الدّوبيت
هو أحد الأوزان الشعرية المستحدثة، الخارجة على قواعد العروض العربي. ومع ذلك؛ فقد كُتِبتْ له الشهرة والانتشار قروناً عديدة. فمنذ نشأته؛ استساغ إيقاعَه الغنائيَّ الكثيرُ من شعراء العربية فكتبوا عليه الرباعيات العديدة، والقصائد الطويلة، والموشحات العذبة، حتى أصبحَ ما كُتِبَ عليه يفوقُ -كَمّاً- ما كُتِبَ على بعض الأوزان الخليلية. ومعَ ذلك، فقلّما تجِدُ في عصرنا مَنْ سمعَ به!
ويَشي اسمه بأنه فارسيّ الأصل. فكلمةُ (دوبيت) -وهي علَمٌ عليه- كلمةٌ فارسيةٌ تعني (بيتين)، إشارةً منهم إلى طريقة النظمِ عليه، حيث يُعبَّرُ بكلِّ بيتين منه عن فكرةٍ محدّدة.
يقول عفيف الدين التلمساني (-690هـ):
الدّهْرُ رياضٌ، نحنُ فيها الزَّهَرُ ** والكَوْنُ غصونٌ، نحنُ فيها الثمَرُ
والْمُلْكُ لنا، وما علينا حَرَجٌ ** والعيشُ صَفا، فما الذي ننتظِرُ؟
ويقول أبو البحر الخطّي (-1028هـ):
يا مَنْ بِهَواهُ سِيطَ لَحْمي ودَمي ** لا نَالَكَ ما تراهُ بِي مِنْ ألَمِ
إنْ لَمْ تَهَبِ الحياةَ في وَصْلِكَ لي ** فامْنُنْ كَرَماً ورُدَّني للعَدَمِ
وهم كثيراً ما يسمونه بالرّباعي (أو الرباعيات). وذلك راجعٌ إلى كتابته -مشطوراً- على أربعة شطورٍ مقفّاة برويٍّ واحد، تبقى في مجموعِها بيتين اثنين أيضاً؛ كما في قول العماد الأصبهاني:
لا راحَةَ في العيشِ سوى أنْ أغزو
سيفي طَرَباً إلى العُلا يهتزُّ
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يكونُ العِزُّ
والقدْرةُ في غيرِ جهادٍ عَجْزُ
وكما في قول جلال الدين الرومي:
يا مَنْ هوَ سيّدي وأعلى وأجَلْ
يا مَنْ أَنَاْ عبْدُهُ وأدنى وأقَلْ
حاشاكَ تملّني ، وحاشاكَ تُمَلْ
إنْ لَمْ يكُنِ الوابِلُ بالوَصْلِ فطَلْ
ولكننا نفضل استخدامَ مصطلح (الدوبيت)، لأنه علَمٌ على هذا الوزن، لا يُشاركه فيه أيّ بحرٍ آخر، يُشبه قولَنا: الكاملَ أو الطويلَ أو البسيط. بينما تشير كلمة (الرباعيات) إلى جميع ما كُتبَ بطريقة الرباعيات، على أيِّ وزنٍ كان.
وربما كان ظهور رباعيات الدوبيت في أواخر القرن الثالث الهجري. حيث جاء ذكرها في كلامٍ للجنيد البغدادي (-298هـ)، ومعاصره أبي الفضل الهاشمي (-317هـ)، إبّان انتشارها في غزنين. ولكن الغريب فعلاً أنْ تكون أقدم رباعية دوبيتية معروفة هي رباعية عربية، حيث يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الهجري، عصر اكتشاف الدوبيت نفسه. فقد وجَدْتُ في ديوان الحلاّج (-309هـ) رباعية دوبيتية فريدة، فاتَ ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت، ومستدرَكَيْه)، مع أنه هو محقّق ديوان الحلاج! يقول فيها:
كَمْ ينشُرُني الهوى وكَمْ يطويني ** يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ دِينِي
يا مَنْ هُوَ جَنَّتي ، ويا روحِي أنا ** إنْ دامَ علَيَّ هجْرُكُمْ يُعْيِينِي
بل أورد ابن إياس الحنفي (-؟هـ) للإمام الشافعي (-204هـ) ست رباعيات دوبيتية، فاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي الأقدم إن صحّت نسبتها إلى الشافعي، يقول في أولاها:
رزْقي يَأْتي ، وخالقي يكفلُهُ ** لا أفْضُلُ غيرَهُ ولا أسألُهُ
إنْ كنتُ أظنُّ أنّهُ منْ بَشَرٍ ** لا قدَّرَهُ اللهُ ولا يسّرَهُ
كما أورد ابن تغري بردي (-874 هـ) للعَتّابي (-220هـ) شاعر البرامكة والرشيد، رباعيةً دوبيتية، نسَبَها خطَأً إلى المواليا، وفاتت كذلك على جامع (ديوان الدوبيت)، هي من أقدم الدوبيتات المعروفة إنْ صحّت نسبتها إلى العتّابي كذلك، يقول فيها:
[يا ساقٍ] خُصَّني بِما تَهْواهُ ** لا تمزِجْ أقداحي رعاكَ اللهُ
دعْها صِرْفاً فإنّني أمزِجُها ** إذْ أشْرَبُها بذِكْرِ مَنْ أهواهُ
ومن الرباعيات العربية القديمة؛ التي فات ذكْرُها على جامع (ديوان الدوبيت)أيضاً، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن الرابع الهجري، قول أبي الفتح البسْتي (-400هـ):
قولا لِمُنى قلْبِيَ إسْماعيلا
أنعِمْ بنَعَمْ ، أطَلْتَ إسْماعي لا
أشْعَلْتَ جَوايَ بالهوى تشعيلا
أدْرِكْ رَمَقي ، فإنّ صبرِيَ عِيلا
وأغرب من ذلك أن تعود أقدم رباعيات الدوبيت الفارسية المعروفة، إلى بدايات القرن الخامس الهجري، حيث اشتهر بها أبو سعيد بن أبي الخير (-440هـ)، الذي يُنسب إليه الجزء الأكبر من رباعيات الخيام. وله رباعيتان عربيتان. مما يدعم آراء القائلين بعربية هذا الوزن.
@@@@@@@@@@@@
1. وزن الدّوبيت
استقرّت كتب العروض الحديثة على تفعيل الدوبيت على:
فعْلن متَفاعلن فعولن فعِلن
والذي يبدو أنهم أخذوه عن الحاشية الكبرى للدمنهوري (بعد 1230هـ). مع أنه تفعيل ابن المرحّل المالقي السبتي (-699هـ)، الذي يقول: "وقد اخترعْتُ هذه الميزان وأحكمتُها، وهو اختراعٌ نبيلٌ لم نُسْبق إليه، وجريتُ فيه على طريقة العروضيين".
ويكمن الخلل هنا في تأبّي التفاعيل الخليلية على قبول زحافات هذا البحر الغريب عنها. فمتفاعلن؛ ربما صارت إلى (متفاعيلن أو متفاعيلُ) وربما صارت إلى (مفعولاتن أو مفعولاتُ). في حين لا تقبل (فعولن) الزحاف الخليلي (فعولُ) على الإطلاق.
وربما كان ابن الفرخان، وهو من علماء القرن السادس الهجري، من أوائل العروضيين المعروفين الذين حاولوا تفعيل الدوبيت، حيث جعله من (مكفوف الرجز):
مستفعِلُ مستفعِلُ مستفعِلُ مُسْ
مجيزاً أن تتحول (مستفعلُ الثانية فقط!) إلى (فاعلاتُ) زحافاً!!
وتعد المصنفات الفارسية الدوبيت ضرباً من الهزج العربي!! فتزنه على:
مفعولُ مفاعلن مفاعيلن فاعْ
مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلن فاعْ
متعسفين له أسوأ العلل، لضبطه على هذه الأفاعيل.
ومثل ذلك قطّعه الزنجاني (- بعد660 هـ) كما يلي:
مفعولُ مفاعلن فعولن فعْلن
واقترب حازم القرطاجني (-684 هـ) من روح الدوبيت بتفعيله على جزء ثماني، أتبعوه بما يُناسبه من السباعيات، وجعلوا السباعيَّ التاليَ له ناقصاً عن سابقه:
مستفعِلَتُن مستفعلن مستعِلن
ليكونَ كل واحد من الأجزاء أخفّ مما قبله، وهو المستطابُ في الذوق، والأحسن في الوضع، مراعياً كما يقول طريقةَ الخليل في تفعيل البحور.
وكان ابن سعيد الأندلسي (-685 هـ) قد قال في الدبيتي: إنهم "استنبطوا وزنه من الرجز"، وأنّ "فيه متحركٌ وساكنٌ زائد على الرجز المُثلث المسمى بالمشطور".
واختار أبو إسحاق التلمساني (-699هـ)، وهو الأقرب إلى روح الدوبيت، التفعيل:
فعِلن فعِلن مستفعلن مستفعلن
مشيراً إلى أنه بحر مركّب من تفعيلتين، وشطره مثمّن، كالطويل والمديد والبسيط!! مدّعياً أن (فعِلن) الأولى لا ترد إلاّ مضمَرة (فعْلن)، وأن العروض (مستفعلن) لا ترد إلاّ مطوية (مستعلن)!! وهذا ما اختاره عبد الصاحب المختار من المحدَثين، دون إشارة إلى مصدره.
إلاّ أنّ من المُحْدثين مَنْ أتى بتفعيلٍ مختلفٍ تماماً للدّبيتي.
فقد تخبّطَ د.كمال أبو ديب في تحليله لهذا الوزن تخبُّطاً شديداً، دون أن يخرج من ذلك بطائل. معتبراً وزنَ الدبيتي ليس إلاّ تحقيقاً فعلياً للإمكانية النظرية التالية:
فا فا فا علن فا فا علن فا فا علن !!
ونظراً إلى أنّ هذا الوزنَ يساوي: (تن مستفعلن مستفعلن مستفعلن) فهو على ذلك ليس إلا تطوّراً عن بحر الرجز كما يقول(!!).
ومرةً أخرى، يجعلُه تطوراً عن بحر الخبب، حيث يحدث فيه تبادلٌ بين (فعِْلن وفعولُ وفاعلُ) كما يقول(!) مثل:
فعْلن فعِلن فعولُ فعْلن فعْلن
ولسنا بحاجة إلى القول؛ إن هذا ليس من الخبب في شيء.
وفي محاولةٍ مُخْفِقَةٍ، تكلَّف الشيخ جلال الحنفي قَسْرَ هذا البحر ليضمَّه إلى بحر الرمل، فقال: "هذا نمطٌ من الرمل نشَأَ من جرّاء خَرْمٍ أُحدثَ في وزنه الأول (يقصد فاعِلاتن الأولى)فبقيَ من تفاعيله ما صار وزناً مُتميِّزاً عن نظائره سمَّيناه مُخلّعَ الرمل"(!!) "وإن أدّى التّخليع إلى اختلالِ التفعيلة الأولى في كلٍّ من صدرِهِ وعجُزِه"(!!). هكذا:
فعْلن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلن
والحنفي بهذا؛ يُقطِّع -أوّلاً- أوصالَ الدبيتي، فيُمزِّقَه إلى شطرين غير متناسبين، ويجعلُ من (الخَرْم) -ثانياً- علّةً ملازمةً له بقيّة عمره.
كما قَسَرَ د.أحمد مستجير الدبيتي على الدخول في حظيرة البحر الطويل لديه، فاعتبر تفعيلاتِه الأصليّةَ مُركَّبةً من تفعيلات البحر المهمل:
مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ
مساوياً بذلك أصلَ الدبيتي لدى أبي ديب والحنفي كما رأينا، ووفقاً لواقع الدبيتي؛ فإنه لا يرد بمثل هذه التفاعيل على الإطلاق، ولا بدَّ من مزاحفتها إلزامياً لكي يتطابق هذا الوزنُ مع الدبيتي.
ومن أعجب ما رأيت؛ أن يستدلّ علي حميد خضير على أن "الدوبيت من الرجز"(!!) بإمكانية تقطيعه هكذا:
مستفعلتن مفاعلن مستفْعلْ
معتبرًا (مستفعلتن) تفعيلةً رجزيةً(!!) منقولةً عن (مستفعلاتن)!! وواضح أن هذه التفعيلة هي من وَضْع القرطاجني كما مرّ، ولا علاقة لها بالرجز من قريب ولا بعيد.
وقد عاد في مكان آخر فقال: "والدوبيت مأخوذٌ عن المتدارك"!! "بدليل أننا يمكن تقسيمه [كذا] على الشكل التالي:
فعْلن فعِلن فعولُ فعْلن فعِلن
وعاد مرّة أخرى فعدّه من مخلّع البسيط(!!) بزيادة (فعِلن) إلى آخره هكذا:
مستفعلُ(!) فاعلن فعولن (فعِلن)
مخطئاً العروضيين جعْلَهم الدبيتي مجزوءاً، لأن مجزوءَه عنده هو (مخلعُ البسيط) عينَه(!!) هكذا:
مستفعلُ(!) فاعلن فعولن!! ???
ويتضح من كيفية تفعيل هذا البحر، وأمثلَتِهم عليه، وتعليقاتِهم عليها بالصِّحَّة أو القَبول، وبالمطابقة أو المخالفة، أنهم يرونه وزناً جامداً وإيقاعاً رتيباً قلّما يصيبه الزحاف (أو التغيير) الذي يتيح للشاعر حريةً أكبرَ في النظم والحركة والاختيار.
وواضح أيضاً مدى التخبُّطِ في إصرارهم على حصر هذا الوزن ضمن تفاعيل الخليل من جهة، ثم شموسه وتأبيه على قبول هذه التفاعيل وزحافاتها من جهة أخرى، ذلك أن أَيّاً من طرق التفعيل السابقة لا تفي بمتطلبات تلك التفاعيل من الزحاف على الإطلاق. ولا عجب؛ فالبحرُ دخيلٌ على الشعر العربي، ويحمل روحاً غريبةً عنه.
ولذلك كان لابد في دراسته من اتّباع طريقةٍ مختلفةٍ عن دراسة بحور الشعر العربي الأخرى، وإنْ أدّى ذلك إلى مخالفته قواعدَ العروض العربي بعض الشيء.
- يتبع –
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1. وزن الدوبيت (اقتراح تأصيلي):
تُبيِّن الدراسة المتأنيّة لهذا الوزن، وزحافاته الفعلية في مواقعها المختلفة، أن لها أشكالاً عديدةً، لم يذكرها العروضيون، تجعل منه وزناً غنيّاً، ثرّاً، يتيحُ للشاعر سعَةً وحريةً في الحركة، تساعده على النظْم، وتُعينه على الاختيار.
* ففي بداية الوزن؛ كثيراً ما يرد أحد الأشكال الستّة التالية:
1) أربعة أسباب متتالية (/ه/ه/ه/ه):
وهو شكل كثير الاستخدام، ومع ذلك؛ قَلَّ من أشار إليه. يقول الدّووي:
يا مَنْ أدْعو ؛ فيستجيبَ الدّعْوى
أنْتَ المُبْلي، فكُنْ مُزيلَ الشكْوى
2) سببان ففاصلة (/ه/ه ///ه):
وهو أكثر الأشكال استخداماً، وعليه اعتمدوا في تفعيل الدوبيت. فمن الدوبيت المغنّى قوله:
يا غُصْنَ نَقَاً مُكلَّلاً بالذهَبِ
أفْديكَ منَ الرّدى بأمَي وأبي
3) فاصلة فسببان (///ه /ه/ه):
لمْ يُشِرْ إليه أحد. وهو -على الرغم من جماله- قليلُ الاستخدام.
يقول الخليلي:
عَبَقَتْ بالطّيبِ -في الدّجى- نفْحَتُهُ
وأَضَاءَتْ لِيْ -في حَضْرتي- بهْجَتُهُ
4) فاصلتان متتاليتان (///ه ///ه):
وهو -على الرغم من جماله أيضاً-تشكيل قليلُ الورود، اعتبره بعضُهم خللاً وزنيّاً!! يقول ابن خلّكان:
عَرَباً لَهُمُ دونَ ظُبى الهندِ عيونْ
ويقول الخليلي:
فَلَعَلَّهُمُ أنْ ينظُروا -صاحِ- إليْكْ
5) فاصلة بين سببين (/ه ///ه /ه):
لم يُشِرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدتُ عليه عدداً لا بأس به من الشواهد. يقول شهاب الدين المصري:
لَيْلَةُ أنْسٍ بَدا سَناها ولَمَعْ ** -لَمَّ بِها الدّهْرُ شَمْلَ حظّي وجَمَعْ
قالَ بَشيرُ الْسّرورِ إذَْ أرّخَها:** -تَمَّ حُصُولُ الْمُرادِ والقَصْدُ وقَعْ
6) سبب ففاصلة خماسية (/ه /////ه):
لم يُشرْ إليه أحد أيضاً، ولم أجد له غير شاهدٍ وحيد في قول ابن العرندس:
هذا وَرَقُ الشقائقِ النّعْماني ** -بالخَمْرِ سُقي
أمْ هُوَ أَثَرٌ على نزيفِ القاني ** -بالخَدِّ بَقي
ونمثل له بقولنا:
لا تَكُ أبَداً لفضْلِنا بالنّاسي
ويتضح من كلّ ذلك؛ أنّ التشكيل المستخدمَ هنا ليسَ إلاّ جزءاً خبَبِيّاً، يساوي تفعيلةَ بحر الخبب مكررةً (فعْلن فعْلن)، وهي تفعيلة سببية لاوتدية، قبِلت في الأشكال الستة السابقة، زحافات الخبب ذاتها هكذا:
1- فَعْلن فَعْلن (/ه/ه /ه/ه)
2- فَعْلن فَعِلن (/ه/ه ///ه)
3- فَعِلن فَعْلن (///ه /ه/ه)
4- فَعِلن فَعِلن (///ه ///ه)
5- فاعِلُ فَعْلن (/ه// /ه/ه)
6- فاعِلُ فَعِلُن (/ه// ///ه)
ولذلك يمكننا أنْ نُضيفَ إليها تشكيلينِ خببيين آخرين ممكنا الورود هما:
1- فَعِلَتُ فَعْلن (//// /ه/ه): ونمثل له بقولنا أيضاً:
نَظَرَ بِعَيْنٍ على الأذَى مفْطورَهْ
2- فعِلَتُ فَعِلن (//// ///ه):
كقولنا كذلك:
رَفَعَكَ أدَبي بينَ الورى والناسِ
@@@@@@@@@@@@@@@
1. •وفي وسط الوزن؛ كثيراً ما يقع أحد الأشكال الأربعة التالية:
1) سببان فوتد (/ه/ه//ه):وهو كثيرٌ جدّاً. ومع ذلك فقد اعتبرَه بعضُهم خَللاً وزنيّاً!! يقول ابن الخلّ:
آياتُ غَرامي فيكَ مَنْ أوَّلَها
ويقول ابن الجوزي:
مَنْ باتَ على وَعْدِ اللِّقا لَمْ يَنَمِ
ويقول البهاء زهير:
كَمْ يذهَبُ هذا العُمْرُ في خُسْرانِ
ويقول صلاح الدين الإربلي:
أفنيتُ زماني بالأسى والأسَفِ
ويقول ابن الفارض:
بالشِّعْبِ كَذا عَنْ يُمْنَةِ الْحيِّ قِفِ
واذْكُرْ جُمَلاً منْ شَرْحِ حالي وصِفِ
2) وتدان متتاليان (//ه//ه):
وهو أكثر الأشكال استخداماً، وأطيبها في الذوق، ولذلك فقد تُوُهِّمَ أنه الأصْل، فاعتمدوا عليه في تفعيل الدوبيت.
يقول صفي الدين الحلي:
لا تَحْسَبْ زَوْرَةَ الكَرَى أجْفاني
مِنْ بَعْدِكَ منْ شَواهِدِ النسْيانِ
ما أرسَلَتِ الرّقادَ إلاّ شَرَكاً
تصـطادُ بهِ شَوارِدَ الغزْلانِ
ويقول منجك اليوسفي:
القومُ مَضَوْا إلى الْمَنايا زُمَرا
ما أسْمَعَنا الزّمانُ عَنْهمْ خَبَرا
حتّامَ تُرى بِزائِلٍ مُلْتهِياً
والدهْرُ يُريكَ كُلَّ يَوْمٍ عِبَرا
3) سبب ففاصلة (/ه///ه):
وهو كثير جدّاً أيضاً، ومع ذلك اعتبره بعضهم -خطلاً- من الخلل الوزني في الدوبيت!! يقول أبو العباس الباخرزي:
لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللّهْ
ويقول العماد الأصفهاني:
لا راحَةَ في العَيْشِ سِوَى أنْ أغْزو
في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يَكُونُ العِزُّ
والقُدْرَةُ في غَيْرِ جِهادٍ عَجْزُ
ويقول البهاء زهير:
كمْ يذهبُ هذا العمرُ في خسرانِ
ما أغفلَني عَنْهُ وَمَا أَنْساني
إنْ لمْ يكُنِ اليَوْمَ فَلاحي فَمتى؟
هلْ بعدَكَ يا عُمْرِيَ عُمْرٌ ثانِ؟
4) فاضلة (////ه):
وهو شكلٌ قليل، فيه ثقل، وقد وجدنا عليه بعض الشواهد المتفرقة. يقول نظام الدين الأصفهاني:
لا وارِدَ غَيْرَ فَمِها في نَظَري
ويقول بهاء الدين العاملي:
قد ماتَ بَهاؤُكَ مِنَ الشَّوْقِ إليكْ
ولشهاب الدين المصري:
ما قُدِّرَ كانَ وَبِمَا دِنْتَ تُدانْ
ولعبد الغني النابلسي:
السَّلْوَةُ مِنْكَ وَأنا الْعشْقُ نصيبي
/ه /ه ///ه ////ه /ه ///ه /ه
وواضح أن التشكيلات الأربعة السابقة؛ تؤلّفُ معاً التفعيلةَ الرجزية (مستفعلن /ه/ه//ه)، وزحافاتها الثلاثة المعتمدة؛ (متفْعِلن //ه//ه)، و(مسْتعِلن /ه///ه)، و(مُتَعِلن ////ه).
وهذا ما يجعل (مستفعلن) هي التفعيلة المختارة هنا، على الرغم من أن البديل (متفعلن) أطيب في الذوق من الأصل.
وليس الدوبيت في هذا بِدْعاً من البحور؛ ففي الخفيف: يعتبر البديل (متفعلن) أيضاً، أطيب في الذوق من الأصل (مستفعلن). وفي المقتضب والمنسرح والمخلّع: يعتبر البديل (فاعِلاتُ) أطيبَ في الذوق من الأصل (مفْعولاتُ). بل لا يرد في المضارع إلاّ البديل (مفاعيلُ) بدلاً عن الأصل (مفاعيلن).
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1. •أما آخرُ التشكيل، فيَرِد بأحد الأشكال الخببية الأربعة التالية:
1) فعْلن فعْ = مفْعولن (/ه/ه/ه):
أمثلته كثيرة جدّاً، منها قول نجم الدين بن إسرائيل في رباعية (مدوّرة) نادرة:
يا ألطَفَ مِنْ سُلافةِ الصّهْباءِ
خَلْـقاً، وأرَقَّ منْ زلالِ الْماءِ
جسْماً، وأعزَّ مَنْ على الغَبْراءِ
قَدْراً، ولقدْ حُكِّمْتَ في مَعْنائي
وقول أبي الحسن الباخرزي:
أبْلى جسَدي هَوى ظَلومٍ جانِ
قدْ هَجَّنَ قَدُّهُ قضيبَ البانِ
يا مَنْ أضحى ومالَهُ منْ ثانِ
ما ضرَّكَ لَوْ فَكَكْتَ هذا العاني
2) فاعِلُ فعْ = مفتعِلن (/ه///ه):
وهو كثيرٌ جدّاً، حتى أن بعضهم اعتبره أصْلاً.
يقول ابن الخلّ:
هذا ولَهي، وقد كتمْتُ الوَلَهَا
صَوْناً لحديثِ مَنْ هَوى النّفْسِ لَها
يا آخرَ مِحْنتي، ويا أوَّلَهَا
أيّامُ عَنائي فيكَ مَنْ أوَّلَهَا
ومن جميل الدوبيت المغنّى:
يا غُصْنَ نقىً مُكَلَّلاً بالذّهَبِ
أفديكَ منَ الرّدى بأمّي وأبي
إنْ كنتُ أسأْتُ في هَواكُمْ أدَبي
فالعِصْمةُ لا تكونُ إلاّ لِنَبِي
3) فَعِلن فعْ = فعِلاتن (///ه/ه):
شكلٌ جميل، قليل الأمثلة. لم يُشِرْ إليه أحد، كنت وضعتُ له المثال قياساً، ولكنني وجدت له عدداً من الأمثلة فيما بعد.
يقول الحلاّج:
كَمْ ينشرُني الهوى وكمْ يطويني
يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ ديني
ويقول الخليلي:
يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَبَاني
أضْنى حالِيْ بينَ الوَرَى وَكَوَاني
بالنارِ، وفي الغَرامِ ثَمَّ رَمَاني
ويقول علي القادري الكيلاني الحموي:
الدمعُ منَ العيونِ أجْرَيْتُ بِحَارْ
والمغْرَمُ مِنْ عشْقِ جمالِكَ قدْ حارْ
4) فعِلَتُ فعْ (//// /ه):
شكلٌ نادرٌ، لم يُشرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدت له عدداً من الأمثلة. يقول ابن عربشاه:
لا رِجْلَ لَهُ، والتّخْتُ مَوْطِئُ قَدَمِهْ
ويقول ابن حجة الحموي:
والخَلْقُ رَوَى عنِ الموَطَّأِ وَلَنَا
ويقول الخليلي:
العشْقُ قديماً في فؤادِيَ غُرِسَا
والحِبُّ لقدْ جَفا المُتَيَّمَ وَقَسَا
@@@@@@@@@@@@@@@@
1. وهكذا؛ يصبح التفعيل المُقتَرَح لوزن الدوبيت هوفعْلُنْ فعْلُنْ مسْتَفْعِلُنْ مَفْعولُنْ)
ومفتاحه الذي وضعْناه له هو:
هذا لَحْنٌ عنِ الدّبيتي، قولوا=فعْلن فعْلن مستفعِلن مَفْعولُ[/poem]
وما ورَد على هذا الأصل كثيرٌ. يقول المنصور؛ صاحب حماة:
قالوا مَهْلاً، ما في البُكا مِنْ نفْعِ
ويقول العتّابي:
لا تمزِجْ أقْداحي رَعاكَ اللّهُ
ويقول ابن الفارض:
يا حاديْ قِفْ بِيْ ساعَةً في الرَّبْعِ
ويقول الهادي اليمني:
فاذْكرْ لُبْنى والسّفْحَ مِنْ لُبْنانا
/ه /ه /ه /ه /ه /ه //ه /ه/ه/ه
ويتضح من التشكيل المقترح لوزن الدوبيت، أنه أقرب ما يكون إلى بحر الخبب، لولا ذلك الوتد الوحيد في وسطه.
بل إنّ الدوبيت كثيراً ما يتداخل مع بحر الخبب، وذلك كلما زوحفت (مستفعلن) إلى (مُسْتَعِلن)، كما في قول المحار الحلبي:
أهْوى قَمَراً حُلْوَ مَذاقِ القُبَلِ
/ه /ه ///ه /ه ///ه /ه///ه
فهو بتفعيلات الدوبيت= فَعْلن فَعِلن مُسْتَعِلن مسْتَعِلن
وهو بتفعيلات الخبب = فَعْلن فَعِلن فاعِلُ فَعْلن فَعِلن
فإذا كان الخبب هو البحر السبَبِي (اللا وتدي) الوحيد بين بحور الشعر العربي، فلعلّنا نعُدّ الدوبيت الخطوةَ الأولى إلى دخول الوتد فيها، حيث يضم أصل الدوبيت وتداً وحيداً، يمكن أن يتجاور -بعد الزحاف- مع وتدٍ ثانٍ لا غير، أو أن يذوبَ بالكلّيّة، فيتداخل بذلك مع الخبب ذاته.
@@@@@@@@@@@@@@@@@
أهم قوالب الدوبيت:
التامّات:
1. فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن**فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ
2. فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن**فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن
3. فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن**فعْلن فعْلن مستفعلن مفْتَعَلن
المجزوء:
4.فعْلن فعْلن مستفعلاتنْ**فعْلن فعْلن مستفعلاتنْ
المشطورات:
5. فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ
6. فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن
7. فعْلن فعْلن مستفعلن مفْتَعَلن
8. فعْلن فعْلن مستفعلاتنْ
ملاحظات:
1. يجوز في (فعْلن فعْلن) أن ترد على (فعْلن فعِلن) وهو الأغلب، أو(فعِلن فعِلن) أو (فعِلن فعْلن) أو(فاعِلُ فعْلن) أو(فاعِلُ فعِلن) بل(فعِلَتُ فعْلن) أو(فعِلَتُ فعِلن).
2. يجوز في (مستفعلن) أن ترد على (متفعلن) وهو الأغلب، أو(مستعِلن) وهو كثير جداً، أو (مُتَعِلُن) وهذا قبيح نادر.
3. يجوز في العروض (مفعولن) أن ترد على (مفتعلن) وهو الأغلب.
4. كما يجوز في العروض أو الضرب (مفعولن) أن يردا على (فعِلاتن).
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1. أولاً: أمثلة على القوالب التامات
1- فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن ** فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ
يقول صفي الدين الحلّي:
للحُسْنِ حَلاوةٌ وبالعَيْنِ تُذاقْ= إنْ كنتَ تراها بِعيونِ العشّاقْ
والعشْقُ لهُ مَرارةٌ يعرِفُها=مَنْ خَلّدَ في جحيمِ نارِ الأشواقْ[/poem]
2- فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن**فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولنْ
يقول أبو البحر الخطي:
يا مَنْ جَرَحَتْ حشاشةَ المشتاقِ=ظُلْماً بِشَبا صًوارِمِ الأحْداقِ
لَمْ يُبْقِ هَواكِ فيَّ إلاّ رَمَقاً=رُدّي لي الماضي واذهبي بالباقي[/poem]
3- فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولن**فعْلن فعْلن مستفعلن مفْتَعَلنْ
يقول أبو البحر الخطّي:
يا مَنْ بهواهُ سيطَ لحمي ودَمي=لا نالَكَ ما تَراهُ بي منْ ألَمِ
إنْ لم تَهَبِ الحياةَ في وصْلِكَ لي=فامْنُنْ كَرَماً ورُدَّني للعَدَمِ[/poem]
@@@@@@@@@@@@@@@
1. ثانياً: أمثلة على المجزوء
4- فعْلن فعْلن مستفعلاتنْ**فعْلن فعْلن مستفعلاتنْ
وأكثر ما يجيء المجزوء على شكل القصائد لا الرباعيات، ولعلّ من أوائل نماذجه المعروفة قصيدة ابن القطان، التي وصفها الأصفهاني بقوله: "وله القطعةُ التي يُغنّى بها في بغداد، في غاية الحسن والرونق الصافي":
يا مَنْ هَجَرَتْ ولا تُبالي=هلْ ترجِعُ دولةُ الوِصالِ
ما أطمَعُ يا عَذابَ قلبي=أنْ ينعَمَ في هَواكِ بالي
الطّرْفُ كما عهِدْتِ باكٍ=والجسمُ كما ترَيْنَ بالِ
ما ضرَّكِ أنْ تُعلِّليني=في الوَصْلِ بِمَوعدٍ مُحالِ
أهواكِ وأنتِ حَظُّ غيري=يا قاتِلَتي، فما احْتِيالي؟[/poem]
ويقول البهاء زهير، من قصيدةٍ هي أشهر ما سُمع على هذا الوزن:
يا مَنْ لَعِبَتْ بهِ شَمولٌ=ما ألْطَفَ هذهِ الشّمائلْ
نشْوانُ يهزّهُ دلالٌ= كالغصْنِ معَ النسيمِ مائلْ
لا يُمكِنُهُ الكلامُ لكِنْ=قدْ حَمَّلَ طرفَهُ رسائلْ
لي فيكَ وقد علمْتَ عشْقٌ=لا يفهَمُ سِرَّهُ العَواذِلْ[/poem]
ويقول الصاحب شرف الدين الأنصاري الحموي:
لي في وَلَهي عليكَ مَذْهَبْ=بالصَّوْنِ وبالوَفاءِ مُذْهَبْ
أرتاحُ إذا شَغَلْتُ روحي=فيهِ، فإذا فَرَغْتُ أنْصَبْ
ألْتَذُّ بما يُذيبُ قلبي=والحبُّ شَقاؤهُ مُحَبَّبْ[/poem]
ومن رباعيات المجزوء، قول تقي الدين المحبّي:
في الروضِ جرى زُلالُ ماءٍ=عنْ أحسَنِ منظرٍ يشِفُّ
أحداقُ لُجَيْنِهِ عليها=أهدابُ زبَرْجَدٍ تَرِفُّ[/poem]
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1. ثالثاً: أمثلة على المشطورات
5- فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولانْ
يقول أبو بكر العمري:
كمْ تدفُقُ كمْ تسيلُ هذي الأنْهارْ
كمْ تُطْلِعُ هذهِ الغصونُ الأزهارْ
كمْ ظُلْمةُ ليلةٍ وكمْ ضوءُ نَهارْ
سبحانَ تبارَكَ العزيزُ الجبّارْ
ويقول ابن عربي:
النّاظِرُ ما أسعَدَهُ حينَ يَراكْ
والقلْبُ فما أشْوقَهُ منذُ حَواكْ
فاصنعْ بي ما تشاءُ فالروحُ فِداكْ
وحَياتِكَ ما عشِقْتُ في الكونِ سِواكْ
ويقول جلال الدين الرومي:
عندي جُمَلٌ منَ اشْتِياقٍ، وفصولْ
لا يمكِنُ شَرْحُها بِكُتْبٍ ورسولْ
بلْ أنتظِرُ الزمانَ والحالُ يَحُولْ
أنْ يجمَعَ بيننا فتصغي وأقولْ
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
1. - فعْلن فعْلن مستفعلن مفعولنْ
يقول أبو الفتح البسْتي:
قُولا لِمُنى قلبيَ إسماعيلا
أنْعِمْ (بِنَعَمْ) أطَلْتَ إسماعي (لا)
أشعلْتَ جَوايَ بالهوى تشْعيلا
أدرِكْ رَمَقي فإنَّ صبْرِيَ عِيلا
ويقول أبو الحسن الباخرزي:
قدْ مَلَّ هَوايَ فافْتَرَشْنا الْمَلَّهْ
خِلٌّ بِوِصالِهِ يَسدُّ الْخَلَّهْ
أدْمى كَبِدي بسيفِ هَجْرٍ سَلَّهْ
ما أجْوَرَهُ عليَّ سبحانَ اللَّهْ
ومن مطولات المشطور؛ قول أبي بكر الشاشي، وقد راعى الجناس التام في كل شطرين، مع التزام قافية واحدة:
الدّمْعُ دَماً يسيلُ منْ أجْفاني
إنْ عشْتُ معَ الفراقِ ما أجفاني
قدْ ودَّعَني الحِبُّ وقدْ خَلاّني
ما يؤنِسُني أهلي ولا خلاّني
ضاقَتْ بِبُعادِ مُنْيَتي أعْطاني
والبينُ يدَ الهمومِ قدْ أعطاني
وللعماد الأصبهاني:
لا راحَةَ في العَيْشِ سوى أنْ أغزو
سيفي طَرَباً إلى [العُلا] يهْتَزُّ
في قَتْلِ ذَوي الكُفْرِ يَكونُ العِزُّ
والقُدْرةُ في غيرِ جِهادٍ عَجْزُ
@@@@@@@@@@@@@@@@
1. - فعْلن فعْلن مستفعلن مفتعلن
يقول الأرّجاني:
لا مُسْعِدَ لي إذا اعتَراني الأرَقُ
في لَيْلِيَ غيرُ شمعةٍ تحترِقُ
حالي أبداً وحالُها يتّفِقُ
الجسمُ يَذوبُ والحَشا يحترِقُ
ويقول جلال الدين الرومي:
يا مَنْ هوَ سيدي وأعلى وأجلّْ
يا مَنْ أنا عبْدُهُ وأدْنى وأقّلّْ
حاشاكَ تَملّني وحاشاكَ تُمَلّْ
إنْ لمْ يكُنِ الوابلُ بالوصْلِ فطَلّْ
وأورد التلمساني هذه السباعية الفريدة:
كمْ أُصْبِحُ والِهاً وأُمسي قلِقا
والحزْنُ وقلبيْ قَلّما يفتَرِقا
منْ بعدِ صَفاهُ عادَ عيشي رَنِقا
كمْ يصبِرُ قلبي ليتهُ ما خُلِقا
قد ذابَ من الهَمِّ وأمسى علِقا
يا مالِكَ رقّيْ كمْ أقاسي الأرَقا
فارْحمْ ومُرِ الجفونَ أنْ تنطَبِقا
ويقول عبد القادر الجيلي:
هَبَّتْ نَسَماتُ قُرْبِكمْ في السَّحَرِ
ليلاً، فتَمايَلَتْ غصونُ الشّجَرِ
والوُرْقُ ترنّمتْ بِطيبِ الخَبَرِ
هذا شَجَرٌ ، فكيفَ حالُ البَشَرِ
@@@@@@@@@@@@@@@@@