في قلبي طفل يضايقني...
في قلبي طفل يضايقني...له في حنايا القلب أشجان تؤرقني...
يغرد حين أسمعه..ويزهر حين أتبعه..
يغوص بكل خافقة.. ويزأر حينأردعه..
يصب القلب أدمعه لزجرته..
ويحبو كي يعانقني ويرجو كي يرافقني ..
في قلبي طفل يضايقني..
في العدو لامثيل له..
ريح في تدرجه فتسبق فيه أفكاري..
ويغدو خير سمّاري..
يود لو يعود له شيء قد يساوره..
زمان الصفو واللعب..
حكايا الطفل في الكتب...
فنصر الخير حلاها..
ودحر الظلم منهاها..وعدل يملؤ الآفاق وسلام..
أطوف به على وجه البسيطة كالأنوار ينشرني ويشرقني..


في قلبي طفل يضايقني..
خيال لاحدود له..خيوط الشمس أذرعه..
تطال السهل والجبلا..
وتدخل ثغر أفياء لها وصلا..
وتحيي كل أزهار الدنا أملا..
وتنشر فوحها عطرا فتثمل روحي العطشى وتعبق في متاهاتي..
في قلبي طفل يضايقني..
بريق دلالة ماسي ..ويملك كل إحساسي .
سراعا تعلو أ،فاسي ...فتحضنه بترتيل المشاعر تأتيه فتؤنسه...
بأنغام بها دفء..
فيبدو القلب في المقل ..وأغدو ريشة خفت من الثقل..
عواطفه كشلال يهادرني فيغمرني ويسحقني..
في قلبي طفل يضايقني..
يعير الريح أجنحة يصير بها..
جطورا يعانق نجمة حلوة ..وأخرى يهدي كوكبا ألقا..به سلوى..
وينشد درب غايته ترانيما بها سحر الطفولة تأسرني وتعتقني..
في قلبي طفل يضايقني..
فلا للوقت أصفاد تقيده..
ولا للناس أقوال تبدده..يسير كجدول عذب..بأحضان الطبيعة يسكن في تنقله فيملؤها فيض العطاء ..
فأرشفه ويكسرصمتي القسري مرات فينطقني..
في قلبي طفل يضايقني..
يريد الكل أحبابا كما كنا..
ولو أنا فعلنا لما هنّا..
فطفلي يصحب الأطفال أجمعهم..
فلاعرق يفرقهم ..ولا فكر يضللهم..
جمارى يركضون دأبا..
فمرتعهم روض البراءة آفاق فتمنهعم..
من الأضغان والحنق..فتيك لشر منزلق..فيحفظهم إله الكون يمنحهم عنايته..
وأرنو إليه بحلته البهية في تكلمه..
يذوب القلب من تبسمه..وتجري دمعه حرى على خدي فتقرفني..
في قلبي طفل يضايقني..
وجار بعده الدار
له في القدر أطوار..
بصدر الدار مجلسه..
وخير الار مرفده..
أشاوره ويرشدني..
ويسمعني بإخلاص نتبارى فأسبه ويسبقني..
في قلبي طفل يضايقني..
أيا طفلي كفى حلما..
فحال الآن أهوال بها همّ
لئام الدهر ترعاه..
وسوء الحال فحواه..
وناب الغدر قد طالت لماضينا..
وقد خابت لنجدتها مساعينا..
ورب الكون مقتدر..
ولايعجزه إحياء الهنا فينا..
ولست بعيدة طفلي ألا فاسمع..
فإن الله مأملنا لذا فاقنع..
فإن الصبر واحات بها فارتع..
وفي آي الرحيم سماحات بها نرفع..
بحقالله أسعفني..ولاتقطع..
وماذا عساي أن أصنع..
فطفلي ليس يقنعه سوى العود إلى ماكان يسعده..
ويسقي ربا أطلال ذاكرتي..
يدغدغ حرف أغنيتي وخاطرتي...
ولايتعب..بلا ود ولا ينصب!
وإني أشتكي طفلا يضايقني..ويقلقني..
في قلبي طفل يضايقني..
شادية مقداد 12-3-2015