فا ئدةٌ فِـقـهِـيـة - من كلام الإمام النووي - رحمه الله - للعا لِـم و الـمـُـعَـلِّـم والقا ضي و الـمُـفـتـي و الـشـيـخ الـمُـرَبّي :


فائدةٌ فِـقْـهِـيـة
للعالِـم والمـُـعَـلِّـم والقاضي و الـمُـفـتـي و الـشـيـخ الـمُـرَبّي

نقلـتُـها
من نص كلام الإمام النووي – رحمه الله تعالى-
توفي سنة 676 هـ - في كتابه المشهور المسمى : " الأذكار " .


- حبذا نشرها في المنتديات و المواقع الإسلاميةونحوهما -


قال النووي – رحمه الله - :
باب ما يقوله ( الرجلُ المـقـتَـدَ ى به) إذا فعل شيئاً في ظاهره مخالَـفةٌ للصواب مع أنه صواب :
اعلم أنه يستحب للعالم والمعلم والقاضي والمفتي والشيخ المربي وغيرهم ممن يقتدى به ويؤخذ عنه : أن يجتنب الأفعال والأقوال والتصرفات التي ظاهرها خلاف الصواب وإن كان محقا فيها ، لأنه إذا فعل ذلك ترتب عليه مفاسد ، من جملتها : توهم كثير ممن يعلم ذلك منه أن هذا جائز على ظاهره بكل حال ، وأن يبقى ذلك شرعا وأمرا معمولا به أبدا ، ومنها وقوع الناس فيه بالتنقص ، واعتقادهم نقصه ، وإطلاق ألسنتهم بذلك ، ومنها أن الناس يسيئون الظن به فينفرون عنه ، وينفرون غيرهم عن أخذ العلم عنه ، وتسقط رواياته وشهادته ، ويبطل العمل بفتواه ، ويذهب ركون النفوس إلى ما يقوله من العلوم ، وهذه مفاسد ظاهرة ، فينبغي له اجتناب أفرادها ، فكيف بمجموعها ؟ فإن احتاج إلى شئ من ذلك وكان محقا في نفس الأمر لم يظهره ، فإن أظهره أو ظهر أو رأى المصلحة في إظهاره ليعلم جوازه وحكم الشرع فيه ، فينبغي أن يقول : هذا الذي فعلته ليس بحرام ، أو إنما فعلته لتعلموا أنه ليس بحرام إذا كان على هذا الوجه الذي فعلته ، وهو كذا وكذا ، ودليله كذا وكذا.
981 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : " رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم " قام على المنبر ، فكبر وكبر الناس وراءه ، فقرأ وركع وركع الناس خلفه ، ثم رفع ، ثم رجع القهقرى فسجد على الأرض ، ثم عاد إلى المنبر حتى فرغ من صلاته ، ثم أقبل على الناس فقال : أيها الناس إنما صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ".
والأحاديث في هذا الباب كثيرة.
982 - كحديث " إنها صفية " .
983 - وفي البخاري " أن عليا شرب قائما وقال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعل كما رأيتموني فعلت " والأحاديث والآثار في هذا المعنى في الصحيح مشهورة.

( باب ما يقوله التابع للمتبوع إذا فعل ذلك أو نحوه ) :
اعلم أنه يستحب للتابع إذا رأى من شيخه وغيره ممن يقتدى به شيئا في ظاهره مخالفة للمعروف أن يسأله عنه بنية الاسترشاد ، فإن كان قد فعله ناسيا تداركه ، وإن كان فعله عامدا وهو صحيح في نفس الأمر ، بينه له : 984 - فقد روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : " دفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ، فقلت : الصلاة يا رسول الله ، فقال : الصلاة أمامك "
قلت : إنما قال أسامة ذلك ، لأنه ظن أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نسي صلاة المغرب ، وكان قد دخل وقتها قرب خروجه .
985 - وروينا في " صحيحيهما " قول سعد بن أبي وقاص : " يا رسول الله ، ما لك عن فلان (2) والله إني لأراه مؤمنا ".
986 - وفي " صحيح مسلم " عن بريدة " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ، فقال عمر رضي الله عنه : لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه ، فقال : عمدا صنعته يا عمر " ونظائر هذا كثيرة في الصحيح مشهورة.

===========
انتهى مقصودي من النقل .
المصدر : كتاب :الأذكار / تأليف الإمام الفقيه المحدث محيي الدين أبي ذكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي ولد سنة 631 ه - وتوفي سنة 676 ه طبعة جديدة منقحة دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر 1414 هـ - 1994 م ، بيروت - لبنان ، دار الفكر ، من صفحة 322 إلى 324 .

نقلها : العبد الفقير إلى الله - سبحانه –
عضو الدعوة و الإرشاد
بفرع الوزارة بمنطقة الرياض
إبراهيم بن عبد الله الفارس
1432 هـ

--
التوقيع : تـذ كـّـرأن الله : يـرا ك .