أعنّـي يارب...
جلس في غرفته هادئا ً قلقا ً وحيدا ً بذات الوقت!, ينظر إلى سقفها شاردا ً حيران متضايقا ً...ضميره الحي يوجعه يؤنبه يصرخ بصوت ٍ عال ٍ:
-ماكنت يوما ً هكذا !’ كيف انقلبت فجأة إلى طفل ٍ شرير؟وكيف رضيت بذلك؟.
بكى على سجادته بعد أن صلى صلاة العشاء بخشوع كانت ليلة قلقة كالعادة,دعا ربه بإلحاح وحرقة , أن ينقذه من تلك الوحشة التي جاءته بعد مصادقته لتلك المجموعة الغبية!!
لماذا نخطط لنخذل المعلم؟ لماذا نخطط كي نشاغب في الصف والمدرسة والبيت وال....مالهدف؟هل هو إبراز عضلات العقل الذكية؟ هل هي خيانة بثوب الشطارة؟
أم هو تلذذ بتلك اللعبة ونعم متناثرة نستغلها لغاياتنا الغريبة؟. هل اعتقد وا أن حبالها طويلة الأجل؟ كيف انجرف معهم بسهولة ؟..سؤال يئن في أذنه كثيرا ..
هاهو يقطف ثمارها العلقم بشتائم المدرس ,وتأنيب أمه ونصائحها التي تفتح الجرح من جديد!,ومازال يختلق الأعذار الكاذبة!وبتوجيهات رئيس العصابه المحترم..ياللخيبة!
في اليوم التالي خرج من المدرسة ,جروه من جديد بإغوائهم المغري وطعامهم الرائع لجلستهم التآمرية,ولسانهم اللدن كالعقرب السام الجميل المنظر الخفي العيب!
ثوثمة سؤال في ذهنه :من أين أتوا بكل هذا الطعام الغالي الثمن؟
كان وفي كل يوم يبكي على تلك السجادة ويقول بحرقة ويدعو من جديد:
-أعنـّي يارب على نفسي....
ويتساءل بمرارة كالذي الذي ازدوجت في ذهنه المعايير , حتى كاد لايعرف نفسه في المرآة من كثرة ما سألها!, هل ماحصل حقيقي أم خيال؟.
-لماذا لاتساعدني يارب؟ إن رغبتي صادقة ,لقد كرهتهم فعلا .. كرهتهم كلهم,وأكثر من ذلك ,لقد تأخرت مدرسيا ونفسيا ,وعلاقاتي أصيبت بالخمود والشكوك يا للمصيبة بعدما كنت القدوة في عائلتي وصفي!!!
جاء اليوم التالي وعادت به الحساسية المفرطة والألم الخفي من جراء عدم مقاومته لهذا الإغراء!!لكنه تمسح بحجج كثيرة وأعادها كرات ولعدة أيام..وسط نقدهم واستفهاماتهم القوية...
ذات يوم ,مرض حسان , رئيس العصابة المحترم ,قيل أنه مرض عضال...وانفرط عقد تلك العصابة البلهاء...
غدا الحل جاهزا في نظره تماما,قد كان أسدى نصحه قديما وسيعيد نصائحه من جديد, فربما وجد أذنا صاغية...
هذه المرة سيكون هونفسه رئيس العصابة ولكن ..بثوب جديد و أكثر حكمة....
أم فراس 6-6-2010
( للناشئة)