همسة عربي
أنا عربي فأنا ......
من قلم / غالب أحمد الغول
&&&&&&&&
ودارت الأيام , حين كان البدوي الملثم يرعى الغنم , ويرعي الأرض والعرض , ويتأمل في نفسه ليخلق منها الجود والكرم , والشهامة والمروءة , وينتظر بفارغ الصبر من سيكون مبشراً ونذيرا لهذه الأمة ؟ وتحقق كل ما تمناه العربي والإعرابي في أرض غير ذي زرع ,ولكن الله منّ عليهم الأمن والطمأنينة , فعاشوا كراما وفتحوا أراضي الدنيا بقيادة نبيهم المصطفى , والخلفاء من بعده .
ولما أحس البدي بالثراء الفياض , الذي ينبع من تحت الأرض ومن فوقها , تغيرت حساباته , فترك الرعي , وبنى القصور ومال قلبه إلى الهوى والرخاء والكسل , ليجعل جيرانه يستعدون لغزوه والقضاء على فكره وثروته , وكل ما تملك يداه , وترك له ما يشتهيه من حب الشهوات من النساء , والقناطير من الذهب والفضة , إلى أن نزلت الكارثة , وهبطت المعنويات , فحاربوا بعضعهم , وتقاسموا الآراضي , وكثرت الفرق والمذاهب , فصاروا من أرخص المخلوقات وأضعفهم على وجه الأرض . لأنهم اشتهروا بالكذب والنفاق والخداع والطمع ,ناهيك عن الإرهاصات النقدية التي يمارسها النقاد والتي لا تفيد إلا الناقد نفسه ليبرز عضلاته ليشير إليه الضعيف بالقوة النقدية التي لا يحمل من أدواتها ما تؤهله للنقد الصحيح الصريح , لكنه يحمل النياشين والأوسمة التي تكفيه فخراً بنفسه لينافس فيها علماء الدنيا بكل علومها , وإنْ دعوته إلى مشاركة ولو كانت من تخصصه , فإن كبرياءه لا تطاوعه في المشاركة , لطول قامته العلمية وصغر المشاركات التي لا تليق بمستواه العلمي العالي والمتميز , ولا تتسع هذه الصفحات لو حدثتكم عن خصال العرب والأعراب الذميمة , ولكن هي فقرة لا بد أن أذكرها , حينما كنت في كندا وتعرفت على كندي , يحمل من الصدق والأمانة ما يغنيك عن الوصف , لكنه عرفني بأنني عربي .
دعاني لمنزله
قلت: سآتيك على الرابعة
قال : هل هذا وعد عربي أم كندي؟ .
فاستغربت من كلامه ,
قلت : كيف تنظر إلى المواعيد العربية .
قال : أنت أعرف مني بها .....