منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    هامش على : السينما : المدرسة العليا لكل داعشي

    هامش على : السينما : المدرسة العليا لكل داعشي

    وصلني تعليق من على كُليمة ( سينما : المدرسة العليا لكل داعشي) ... من الأستاذة "بلقيس" .. وذلك عبر أختنا الأستاذة منال الكندي .. سعدت أن الأخت الكريمة اقتطعت من وقتها .. لتقرأ ثم لتعلق .. ثم عدت في سعادتي .. إذا قالت أنها لم تكمل القراءة!
    تقول الأستاذة منال :

    السلام عليكم اخي محمود

    وصلني تعليق ع مقالك هذا لاني نشرته في الواتس وبصفحتي في الجوجل ومنتدي اليقظه
    [٢٥/‏٧ ٨:٣٢ م] بلقيس: منال.. بصراحة مقال السينما.. مدرسة داعش موضوع سطحي.. الى اي دراسة او احصائية استند الى ان افﻻم السينما او قناة ام بي سي او حتى الجزيرة سبب انحراف اعضاء داعش.. وهل سلمان وابنه تابعوا فيلم عنف قبل قرار قصف اليمن.. وهل يتابع الزنداني وهادي الدراما ليكرهوا بلدهم ويدعموا تدميره.. وهل من اثار حروب العالم منذ القدم كان يقرا قصص العنف على اساس ما كان في سينما او تلفزبون تلك الايام... مثل نيرون وهوﻻكو وهتلر..

    لم اتمكن من استكمال قراءة المقال لذلك ﻻ اجد شيئا اخر للتعليق.
    [٢٥/‏٧ ٨:٣٤ م] Mano: كلهم اساسا هم مبدعي السينما ومنتجوها وداعش هي ابداع الانظمه والاستخبارات العربيه الاسرائيليه الغربيه

    [٢٥/‏٧ ٨:٤٩ م] بلقيس: الرسم.. الشعر..الموسيقى.. الرقص.. المسرح.. الروايات والقصص.. دراما السينما والتلفزيون.. وحتى المﻻبس والمكياج واشكال الزينة والاثاث.. كلها وسائل تعبير تاخذ شكلها من معرفة ومهارات وضمير منتجها.. مثﻻ.. كما هناك شعر فاحش من وجهة نظر البعض هناك شعر ديني.. وكما هناك لوحات لنساء عاريات هناك لوحات تمجد الام والطفل..

    دائما ابحث عن المصدر وليس اﻻنتاج
    ..
    والمصدر انسان.. فما هو النظام الاسري والقيمي والاجتماعي الذي انتجه.. وهل يتوافق النظام التعليمي مع تلك النظم ام يخالفها.. الاجابة على تلك الاسئلة هي التي تحدد نقاط الضعف التي تجعل من ابناء اي امة اداة طيعة في يد اعدائها..)

    عدم إكمال القراءة واضح من جهة أنها حكمت على جزء من الموضوع .. ولا أدل عل ذلك من خلطها بين قضيتين :
    الأولى : سؤالها عن الإحصائيات والدراسات التي اعتمدتُ عليها .. بينما كنت أكتب عن انطباعي .. وبعضه بعد متابعة .. طويلة جدا .. ولا أقول "عميقة"
    الثانية : أنها تحدثت عن السياسيين .. وهذا ما لم يرد له ذكر في كُليمتي.. فالحكم منذ الأزل أدى و يؤدي إلى قتل الأخ لأخيه .. وإبادة عدد كبير من البشر .. وحديثي . . عن أفراد .. ومراهقين . . وليس عن انضمامهم لداعش فتلك قضية فكرية – كما علق أخونا أحمد الخطري – ولكن العنف في تنفيذ تلك الأعمال .. وعلى كل حال .. حول سؤالها عن مشاهدة بعض الحكام للدراما .. ما الذي يمنع؟ وقد كان الصهائة والأمريكان يقيدون مصر بقيود الذل في معاهدة "كامب ديفد" بينما يستمتع "الرئيس السادات"بمشاهدة الأفلام الأمريكية .. التي يعشقها!!
    أما ما يتعلق بتأثير السينما والتلفاز على سلوك الناس .. وخصوصا في باب العنف .. فقد كنت أظن أن الحديث عنه – شرقا وغربا – قد استفاض .. حتى أصبح معلوما للجميع !!
    وعلى كل حال .. دفاع أختنا الكريمة عن السينما .. بهذا العنف .. ذكرني .. بقضية عجيبة .. أمريكي .. نصراني .. من العالم الأول .. يهاجم السينما والأفلام .. ويطالب بإعادة الرقابة عليها .. وعربي مسلم .. من العالم الثالث .. يهاجمه ويرى أن ذلك الأمريكي – هل أقول الرجعي؟! - يريد أن يعيدنا إلى ماضي عفا عليه الزمن!
    قبل تفصيل ذلك .. هذا التباين بين الموقفين أشار إليه "كوريا"في الهند .. فكتب
    ( في الستينات،عندما بدأ الشباب الأوربيون البوهيميون،يأتون إلى بومبي،اشتكى كثير من الأثرياء الهنود بمرارة منهم. في حفلات العشاء،كانوا يتحدثون عن ألئك الناس "السيئين" "القذرين"الذين يعشش القمل في شعورهم،وينامون على الأرصفة ويشحذون. وجوابا على ذلك،كنا نقول لهم : لماذا لا تستاؤون عندما ترون الهنود يعيشون هكذا؟ لماذا تنزعجون،فقط،عند رؤية الأوربيين؟ أخيرا،أعطاني أحد الأصدقاء الجواب : من الطبيعي أن يستاء الثري الهندي عندما يسوق سيارته المرسيدس ويرى أحد البوهيميين الأوربيين. إن لسان حال البوهيمي يقول للثري الهندي : إنني آت من حيث أنت ذاهب،وهو ليس المكان الجدير بالذهاب إليه. إن هذا يزعجه جدا. ويمكن للبوهيمي، أيضا،أن يدرك أن الثري الهندي في سيارته المرسيدس يبلغه رسالة،أيضا،الرسالة نفسها في الواقع : أنا آت من حيث أنت ذاهب.){ص 118 – 119 (الشكل الجديد لمدن العالم الثالث) تأليف / تشارلز كوريا،وترجمة الدكتور محمد بن حسين البراهيم،والكتاب من منشورات جامعة الملك سعود،سنة 1420 هـ ( 1999م).
    كما يستاء الهندي من البوهيمي الأوربي .. يستاء المصري من الأمريكي .. الذي ضج من تحلل السينما الأخلاقي!!
    كتب الأستاذ مصطفى درويش،معلقا،ومهاجما وجهة نظر جريجوري بلاك .. والذي استهل كتابته بـ(كلمات جاءت على لسان (روجر ماهوني) كاردينال لوس انجلوس في بيان وجهه إلى اتحاد معادي للأفلام الجنسية – مركزه هوليود .. ومتى؟
    في فبراير 1992 أيامنا هذه والقرن العشرين على وشك الرحيل.
    وكان من بين ما جاء في كلمات ذلك البيان أن صناعة الأفلام تشكل عدوانا على القيم التي يؤمن بها أغلب الناس في المجتمع الأمريكي وأن تلك الصناعة لم تعد في وسعها الاختباء وراء صرخة حرية التعبير التي تطلق في غير محلها بين الحين والحين.
    ولم يكتف بيان الكاردينال بذلك الاتهام وإنما طالب بإحياء قواعد الرقابة على الأقلام التي كان معمولا بها بدأ من 1930 وحتى 1966 (..) وكانت حجته التي تذرع بها للمطالبة بالعودة إلى الماضي هي موجة الجنس المفرط والعنف المسرف التي اجتاحت الأفلام،وضرورة وضع حد لها حفاظا للقيم المهددة بالزوال (..) والحق يقال إنما يريد بمطلبه إحياء قواعد الرقابة،والعودة إلى نظام عفا عليه الزمان){ مجلة الهلال القاهرية / عدد سبتمبر 1996: مقالة الأستاذ مصطفة درويش : "هوليود مراقبة : محنة مصنع الأحلام مع جماعة الاحتشام}.
    هذا في باب السينما .. وقبل الذهاب إلى التلفاز .. نأخذ لقطة من أب الفنون .. أو لقطتين .. كتب ول ديورانت .. ( وسدد البوريتانيون أعنف ضرباتهم للمسرح، حين أرسل اشد أنصارهم جرأة وشجاعة،وليم برين، إلى الصحافة ( 1632 ) مقالة (( سوط الممثلين )) وكان برين محاميا، ولم يدّع النزاهة والتجرد، وقدم إلى المدعي مذكرة من ألف صفحة، وبالاقتباس من الكتب المقدسة، ومن كتابات آباء الكنيسة بل حتى من كتابات الفلاسفة الوثنيين، أثبت أن المسرحية من عمل الشيطان . إنها بدأت كصيغة أو شكل لعبادة . إن معظم الروايات ممتلئة بالتجديف والدعارة والفحش، زاخرة بعناق العشاق، والإيماءات الخليعة، والموسيقى والأغاني والرقص الذي يثير الشهوة، وإن كل أنواع الرقص من عمل شيطاني، وكل خطوة فيه إن هي إلا خطوة إلى الجحيم،وإن كل الممثلين مجرمون فجرة كفرة ) { ص 89 – 90 جـ 1 جلد 7 (قصة الحضارة ) / ول ديورانت }
    ومن الغرب .. وسنة 1632م .. إلى مصرنا ... في عصرنا القريب .. يقول الدكتور حمدي الجابري في مقالة له بعنوان ( انتبهوا أيها السادة: مسارحنا تحولت إلى " كباريهات"!! :
    (( حصلت مواجهة بين الممثل محمد الشويحي وحمدي سرور مدير الرقابة على المصنفات الفنية، عندما عاقبه المدير على بعض الألفاظ الخارجة في مسرحية (أربعة غجر)، وفي المواجهة أكد محمد الشويحي على أن مسرحيتهم هي الأكثر أدبا بين كل المسرحيات، فطلب المدير شهادتي فأيدته تماما) ثم تحدث الدكتور (حمدي) عن مسرحية :
    (( .. " حمري جمري" بما تحويه من تهتك وإسفاف وابتذال وبذاءة وبعد عن كل شيء له علاقة بالمسرح ... ما إن شاهدتها حتى أدركت سبب دفاع (الشويحي) عن مسرحيته وأيضا أدركت أن الذي يستحق فعلا سحب الترخيص وقرار الإلغاء هو كل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ما دام قد وصل إلى هذا العجز الفاضح، (..) وفي هذا المسرح المريض لابد أن تحتل " حمري جمري" مكان الصدارة فمن الصعب الحديث عنها كمسرحية كاتبها محمود أبوزيد رغم كل تأكيدات المخرج فهمي الخولي أنها كانت " على الورق" مسرحية جيدة .. ولكن من الصعب الاقتناع بذلك لان الحكم هنا على العرض وحده لعدم توفر النص .. والعرض الذي شاهدناه من الساعة الحادية عشرة حتى الثالثة والنصف صباحا ملئ بالضحايا الذين عادة ما تخدعهم الإعلانات وأسماء الأبطال الذين يقبلون على أنفسهم تقديم مثل هذه الأشياء بل ويتبارون في تجميلها أمام الجمهور المسكين الذي يبحث عن ضحكة في سهرة يملؤه "الغم والهم" فجرا رغم كل الاراجوزات والتجاوزات التي منها على سبيل المثال لا الحصر قول ممثل عن زميلته" إن ربنا خالقها على مزاجه"{أستغفر الله .. وتعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا. - محمود } وهو كفر واضح تكرر كثيرا في المسرحية واشك انه في النص الأصلي (...) أما (صابرين) نجمة العرض الأولى المطربة والراقصة والممثلة فقد تحولت إلى " كومبارس" بسبب مساحة وحجم الدور وضياع الدراما(..) فحاولت مجاراة ميمي جمال في الملابس على الأقل والمناقضة تماما بسبب ألوانها وثرائها لبقايا الشخصية الدرامية ولكن لاشيء يهم بينما تحولت الممثلة ميمي جمال إلى راقصة طوال المسرحية، ويبدو أنها لم تجد ما تمثله فقررت أن ترقص مظهرة مفاتنها بأي صورة تجذب العين (..) أما ممدوح وافي (..) فحاول الإضحاك عن طريق الإشارات الجنسية الفاضحة التي وصلت إلى حد إمساك فتاة من قدمها ورفعها لأعلى وهي نائمة على الأرض ليجري الحوار حول الحذاء ومقاسه، وهو الذي تكرر من قبل مع صابرين ... أيضا بصورة تستدعي ليس الرقابة ولكن بوليس الآداب (..) وبعد.. إذا كانت الرقابة الحكومية فعلا بمثل هذا العجز الفاضح فلابد من إعادة النظر فيها والتخلي عنها، واستبدالها بشرطة الآداب لتواجه هذا الفحش المسرحي قولا ومنظرا. ويكفي أن التعرية لجسد المرأة على الخشبة وصل إلى حد كشف الملابس الداخلية !!أما الألفاظ والإشارات والسباب المقذع والإسفاف الرخيص فيبدو أنها لم تعد تهم أحدا وكأنه لا مسرح بدونه (..) فهل يتحرك اللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية ما دام الأمل في مدير الرقابة قد أصبح معدوما أم أن قضايا التطرف تشغله، مع أنها تبدأ من هنا ){ جريدة ( الوفد) المصرية، العدد الصادر في 25/1/1411هـ / 16 / 8 / 1990م}.
    قبل التلفاز – أيضا – تذكرت سؤال أختنا الكريمة .. عن الدراسات التي اعتمدت عليها ؟ كأنها نسيت أن الدراسات "العلمية"أصبحت .. لعبة .. فدراسة علمية تنسف دراسة علمية أخرى .. في الماضي كان ذلك يستغرق قرونا .. أما الآن .. فكما جاء في هذه المقدمة .. ( اشرب الشاي .. لا تشرب الشاي .. القهوة مضرة .. بل القهوة مفيدة .. البدانة سر التعاسة .. والنحافة سر الصحة السليمة .. أقوال وأقوال،كل يوم يمكن للقارئ أن يطالع حقيقة ،أو عكسها تماما في اليوم التالي أو الذي يليه ..){ جريدة الشرق الأوسط العدد 7888 في 1 / 4/ 1421هـ = 3 / 7 / 2000م}.
    ومن قديما ... ( كتب جاليليو جاليلي ( 1564 – 1642 ) في رسالة لدوقة تسكانيا الكبرى سنة 1615 – قبل محاكمته - :
    (( بالنسبة لترتيب أجزاء الكون، أعتقد أن الشمس قائمة دون حركة في مركز دوران الأجرام السماوية )) ويعلق ديورانت في الهامش :
    ( من سخرية التاريخ أن هذه القضية لا يؤمن بها اليوم أي فلكي، وربما كان الفلك بأسره،مثل التاريخ برمته، يجب أن يؤخذ على أنه فرضية ) { (قصة الحضارة) : ص 274 جـ 3 مجلد 7 }
    باب في ذم التلفاز
    كنت ألملم هذا الذم .. لعلي أكتب شاكرا .. مترحما على علماء وشيوخ حين ظهر التلفاز عندنا .. ذموه .. وأسموه (تلف الدين) و (تلف العيون) .. فاعتبرناهم (رجعيين) .. وخارج الزمن .. فإذا ببعض الغربيين .. الذين اخترعوا التلفاز .. يذمونه أيضا .. ولا ننسى جوانبه الإيجابية .. ولا أظن الغربيين فعلوا .. فرحم الله والديّ ورحم تلك الوجوه النيرة .. والتي تنظر بنور البصيرة.
    أما التلفاز .. وغيره من وسائل الإعلام فيقول عنها " بيجوفيتش" : ( إن ما يسمى بوسائل الإعلام الجماهيرية "كالصحافة والراديو والتلفزيون"هي في الحقيقة وسائل للتلاعب بالجماهير.فمن ناحية،يوجد مكتب المحررين وهو مكون من عدد من الناس عملهم هو إنتاج البرامج. وعلى الناحية الأخرى ملايين من المشاهدين السلبيين (..) لقد أثبت علم نفس الجماهير،ما أكدته الخبرة،أنه من الممكن التأثير على الناس من خلال التكرار الملح لإقناعهم بخرافات لا علاقة لها بالواقع, وتنظر سيكولوجية وسائل الإعلام الجماهيرية إلى التلفزيون على الأخص باعتباره وسيلة،ليس لإخضاع الجانب الواعي في الإنسان فحسب،بل الجوانب الغريزية والعاطفية ،بحيث تخلق فيه الشعور بأن الآراء المفروضة عليه هي آراءه الخاصة ){ ص 118 - 119( الإسلام بين الشرق والغرب ) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : محمد يوسف عدس ، القاهرة / دار الشروق / الطبعة الخامسة 2014}.
    ثم ينقل عن دراسة لأحد الغربيين .. (تتسم الثقافة الجماهيرية بحالة عقلية أشار إليها "يوهان هويزنجا"بسم"الصبيانية"فقد لاحظ" هويزنجا"أن الإنسان المعاصر يتصرف بطريقة طفولية – بالمعنى السلبي للكلمة – أي بطريقة تتفق مع المستوى العقلي للمراهقة : تسليات مبتذلة،غياب روح الفكاهة الأصيلة،الحاجة إلى أحداث مثيرة ومشاعر قوية،الميل إلى الشعارات الرنانة والاستعراضات الجماهيرية،والتعبير عن الحب والكراهية بأسلوب مُبالغ فيه،واللوم والمدح المبالغ فيهما،وغير ذلك من العواطف الجماهيرية القاسية){ ص 120 ( الإسلام بين الشرق و .. }.

    للأمانة لقد شاهدت تلك"الصبيانة" .. رجل تجاوز الأربعين .. يربط شعره خلف ظهره .. ويرتدي بنطالا .. بالكاد يغطي ركبتيه .. لا. ليس في حديقة عامة .. بل وهو يدخل مسجد رسول الله صلى الله وسلم .. ليصلي!! ومن نفس الباب تنتظر وسائل الإعلام من الإنسان – أيا كان سنه – إن علم بخبر فوزه بجائزة .. أن يُعبر عن ذلك .. بعنف .. وإلا أصيب المذيع بخيبة أمل كبيرة!!
    وعن التلفاز أيضا .. وأيضا .. يكتب غربي آخر هو ( داني دوفور )، والذي كتب تحت عنوان نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي هل يصقل التلفزيون أناسا أم خرافا ؟: (التلفزيون،الإنترنت، وقسم كبير من السينما التي يرتادها الجمهور الكبير، وشبكات الهاتف المحمول المتخمة بالعروض " الشخصية". ويشكل التلفزيون، قبل أي شيء،وسيطا منزليا،وقد أتى ليستقر في أسرة كانت تعاني أساسا من أزمة في كيانها. فقد تم الحديث عن "فردانية"،و"خصخصة"،و"تعددية" الأسرة، الناتجة عن تفككات لم يسبق لها مثيل للعلاقات الزوجية وللعلاقات بين الأهل والأولاد. حتى أن البعض من الكتاب يتحدث عن (تفكك مؤسساتي)، يجب إرجاعه إلى تداعي الروابط السلطوية لمصلحة روابط قائمة على المساواة. هكذا تحولت العائلة من مجموعة مبنية على أقطاب وأدوار،إلى مجرد تجمع وظيفي بسيط لمصالح اقتصادية- عاطفية : يستطيع كل واحد الاهتمام بأشغاله الخاصة،دون أن يترتب على ذلك حقوق أو واجبات محددة لأي منهم. مثلا سيذهب كل واحد – الأب، الأم أو الأولاد- لتجميع حاجاته من الطعام من البراد ما يكفي لسد جوعه قبل أن يعود إلى غرفته أمام التلفزيون أو الفيديو، دون المرور بالطقس المشترك لوجبة الغداء أو العشاء العائلية. تلك نواحي معروفة. لكن ما لا يعرفه الناس جيدا هو التعديلات التي أدخلها استخدام التلفزيون. إذ يغير هذا الأخير أطر الحيز المنزلي، عبر إضعاف أكبر للدور الذي أساسا تقلص للعائلة الحقيقية، ومن خلال إنشاء ما يشبه العائلة الافتراضية التي أتت لتلتصق بالعائلة السابقة.ومنذ وقت طويل، أطلقت بعض الدراسات التي أجريت في أمريكا الشمالية اسم (ولي الأمر الثالث) على التلفاز . يجب تناول هذا التعبير بمعناه الحرفي وعدم اعتباره مجرد صورة مجازية،لما يحتله ولي الأمر الثالث هذا من مكانة تفوق مكانة وليي الأمر الأوليين أهمية.( ..)لم تنتبه العلوم الاجتماعية لهذا التوسع الافتراضي للعائلة من خلال ولي الأمر الثالث. علما أنه تم تحديد هذه الظاهرة بصورة جلية كاملة من قبل الآداب، منذ بدايات عهد التلفزيون. ففي العام 1953 وفي رواية استباقية مدهشة (451 Fahrenheit) أظهر الكاتب الأمريكي راي براد بوري عن نواحي عدة من المشكلة في وقت كانت الرؤية تقتصر غالبا على تناول ناحية واحدة : مجتمع حل فيه التلفزيون مكان الكتب. ){{النسخة العربية من ( لوموند ديبلوماتيك ) عدد يوم الجمعة 2/1/1429هـ = 11/12008م}.}
    ختما .. العجيب أن أختنا بلقيس .. أشارت إلى الموسيقى .. والرسم .. إلخ. ولم أذكرهما .. بينما تجاهلت – ربما لأنها لم تكمل القراءة – حديثي عن الصورة السلبية التي تقدمها الدراما عن المرأة .. والأم تحديدا!!
    ولكن بما أنها ذكرت الرسم .. فلعلنا نتذكر معا .. قول بيجوفيتش .. (إن جميع ما يسمى بالفنون التشكيلية هو فن وثني في أصله. ولعل في هذا تفسيرا لحساسية الإسلام،,بعض الأديان الأخرى لا تميل إلى التجسيد،تجاه هذا اللون من أشكال الفنون ){ص 80 ( الإسلام بين الشرق و .. }.
    قبل الانفعال .. يجب أن نسأل لماذا؟
    ويأتي جواب"بيجوفيتش" أن سبب ذلك ( هو شوق الإنسان إلى عالم مجهول) {ص 80 ( الإسلام بين الشرق و .. }.
    ذلك العالم المجهول .. هو الوطن الذي هبطنا منه .. وفي حالة غياب الدين .. تظل الأشواق تعصف بالوثني .. فيرسم أو يرقص .. إلخ.
    بطبيعة الحال "بيجوفيتش"ليس معصوما .. ورأيه مثل غيره .. يناقش .. ولكن ميزته .. أن الثقافة الغربية .. هي ثقافته الأصلية .. أي ليس مثل مفكرينا .. الذين يتلقونها .. وبعضهم في سن متقدمة .. وهذا لا ينقص من قدرهم ولا من فكرهم .. ولكنها ميزة تذكر للرجل .. والذي نقل عن غربي آخر .. هو"هيجل"قوله :
    ( قضى "الملك Saurijski لاف " بإصرار كبير على الأصنام. وخلال عام 754م أعلن عبادة الأصنام جزء من الشيطان. وأعادت الملكة إيرينا السماح لهم عام 787م في مجمع نيقة،وأكدت ذلك الإمبراطورة تيودورا 842م بشكل قاطع،من خلال معارضتها أعداء الأيقونات. الغرب تخلى عن عبادة الأصنام عام 794م في مجمع فرانكفورت،ولكن بمحافظته على الأيقونات أطر دين اليونانيين. أما في القرن الوسيط،فوجدت عبادة الأصنام تطورها الهادئ والمتدرج،ووصلت إلى هدفها العام"هيجل"فلسفة التاريخ" ){ نقلا عن ص 233 – 234 ( هروبي إلى الحرية ) / علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة / دمشق / دار الفكر / الطبعة الثالثة 1429هـ = 2008}.
    وبعد .. فكل رأي لم يأت صاحبه بديل من قبل المعصوم .. عليه الصلاة والسلام .. فهو وجهة نظر .. نختلف معها .. أو نتفق ..نتحاور معها .. أن نتجاهلها .. وحسب توقيعي :
    ( أقول دائما : "إنما تقوم الحضارة على تدافع الأفكار – مع حفظ مقام ثوابت الدين - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها ... لا يلغيها .. أو تبين الفكرة عوار الفكرة)

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني


  2. #2
    علوم سياسية، محاضر جامعي الصورة الرمزية عبد الستار قاسم
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    257
    مازال الموضوع يحتاج للمزيد من التوضيح.لكم الشكر لطرح الموضوع الهام.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا كل ما توافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!

المواضيع المتشابهه

  1. منح كاملة للدراسات العليا في ماليزيا
    بواسطة أوس الحكيم في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-15-2016, 11:25 AM
  2. داعشي يفاخر
    بواسطة رياض محمد سليم حلايقه في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 07-28-2015, 12:09 AM
  3. السينما : المدرسة العليا لكل داعشي
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-25-2015, 01:12 PM
  4. داعشي ....
    بواسطة المختار محمد الدرعي في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-12-2015, 12:45 AM
  5. الدراسات العليا بين الوهم والحقيقة
    بواسطة المهند السبيعي في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2011, 08:33 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •