أديبة هطلت علينا بقوة، تقدم نفسها بجد وإقبال منقطع النظير، كان أول عهدها شعرا موزونا، وتعبيرا عميقا لاهثا لإثبات الأقدام في عالم يموج بالحروف المتنوعة ، وخاصة في موقعنا المتواضع.[1]
ولأنها القصة الأولى، فقد رغبت في ان يكون لي قصب السبق في نقدرها لكي ندفع مسيرتها للأمام، فتعرف جناحي النص يمنة ويسرة محاسنا وبعض مساوئ:
العنوان:
زهرة النرجس.. عنوان لافت لماذا زهرة النرجس؟
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الزهور عموما معطاءة، عمرها قصير، لا تطلب معروفا مقابل عطائها، ولكن ولأنها زهرة النرجس نقرأ فنجد:
قالوا عن زهرة النرجس في موسوعة ويكيبيديا:
وتروي الأساطير القديمة ان زهرة النرجس كانت فتى معجب بنفسه كثيرا وبينما كان ينظر لانعكاس صورته في الماء تحول الصورة إلى زهرة النرجس، وصفة النرجسية تطلق على الشخص المعجب بنفسه إلى حد الغرور..[2]
فما علاقة هذا الامر باختيار المؤلفة؟، نتركه لها.
المتن:
تبدأ القصة بجار ومجرور، وهذا لم نعتاد ذلك كثيرا في القصص، فغالبا تبدأ القصص بفعل ماض او مضارع مثلا.. يبحث.. كان يقرأ ..الخ..
وهذه بداية لافتة وموفقة برأينا..
متن القصة يدور حول ابنة تبحث عن وقاية من التجاعيد وفي سن مبكره من العمر، تجعل والدتها تتعب من ذلك وتسدي إليها نصائح محب ، لكن يتبين لاحقا ومن الحديث ان الامر كان يتعلق بها ، وأن الأم بدأت التجاعيد تظهر على وجهها فخشيت البنت ان تصل لتلك المرحلة وليس ترفا أو تقليدا...وهذا انعطاف منطقي في السرد ، قدم إلينا فلسفة جديدة، جمعت ما بين العاطفة والمنطق، وإن كان الطرح نسائيا بامتياز، فهو لم يتخل عن المنطق العام وهو:
الخوف من ملامح الشيخوخة المحزن...
فتبين لها ان الشيخوخة لن تأتي بحضور العطاء والحب واللحمة الودية...
*********
اللغة:
من الواضح ان لغة القاصة ليست سطحية ،ولا فقيرة في التعبير، خاصة أنها القصة الاولى، وهي تبشر بأديبة كبيرة تخطو خطواتها الأولى، وتثبت ذاتها بيقين المنتصر..
نقتبس بعض عبارات:
فنظرت إلي نظرة الغزال الذي يعدو أمام مخاوفه
وشعرت بها تركض بين أفكارها تستجدي جوابا،
***
الشحنة العاطفية الامومية لو جاز التعبير فياضة جدا، لدرجة ترددت كلمة "حبيبيتي" وقالت...
كان بإمكانها التخفيف من هذا وترك خط صغير قبل الأقوال فالحوار ثنائي واضح المعالم..
وعلامات الترقيم ، هامة دوما في البدايات وقد حاولت إحضارها بقدر الإمكان، ولا ضير من العناية أكثر.
********
الخاتمة:
لفتت نظرنا ،وبقوة كيف ان الأم كانت في الوقت الذي حاولت التخفيف من مشاعر البنت الحارة، بقدر ما كانت تحدث نفسها لما وصلت له، وهذا منطقي جدا، ففي الوقت الذي نحاول مساعدة غيرنا ، نواجه أنفسنا بما دار ونعدل بوصلتنا بناء على ما دار..:
-ألهذه الدرجة تغيرت ملامحي؟ حتى جعلت ابنتي لا تستسيغها، أو تدهشها؟.
لماذا لم يخبرني زوجي بها أولا؟.
أتراه يشفق علي؟،فبات يغمرني بحنانه المفرط؟، أو ربما اعتاد رؤيتي هكذا!.
هنا نجد حديث الروح الرقيق الذي يظهر روح الأنثى الحقيقية في داخلها، وتوقها للشباب في عيني زوجها..
إنها قصة عائلية، باحتراف(خاصه انها،كتبت بنفس طويل) ، لقطة منزلية حلوة، رغم المبالغة العاطفية التي تشحن القارئ بمشاعر نخشى انها لم تعد متوفرة كثيرا في عالمنا.
************
نتمنى لها التوفيق دوما، وإلى الأمام.[3]
د. ريمه الخاني
12-4-2015





[1] الأديبة ، من رواد مجموعة الواتس للفرسان النسائية، وهناك بزغت موهبتها اولا.

[2] المصدر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86...8%D8%A7%D8%AA)


[3] رابط القصة كاملة:
http://omferas.com/vb/t55759/