أنا والريح

لي في الهوى مذْ خلقْتُ جنحُ ساجيةٍ
تغشَى الغمامَ.. وبستانٌ من الحبقِ
إن طرْتُ، طرْتُ بلا ريشٍ ولا زغبٍ
عاري الأشاجعِ في حبري وفي ورقي
كأنّني ورياحَ النائباتِ بلا
ريبٍ نعاني الهوى المذهولَ من قلقِ
وقدْ ركبْتُ خيولَ الشّعرِ لا جزَعاً
ولا عناني طويلُ الميدِ بالعنقِ
فسرْتُ لا أقتفي في مسلكي أثراً
ولا سهولي ترامتْ غثّةَ الوَدقِ
والنّاسُ عندَ الشّعابِ في المدى دولٌ
كذا أنا شاعرٌ لي واسعُ الطرقِ
أعلو وأخبو وناري في الضّلوعِ لها
أنينُ ثاكلةٍ في ليلِها الغَلِقِ
كالنّسرِ فوقَ الذُّرا أحصي الحياةَ جوىً
وأنزعُ الجسدَ الغَرّيرَ منْ غرقِ
أحثو الرّمادَ على وجهي وأسكبُهُ
مباهجاً للرّبيعِ الحالمِ الأنِقِ
وصغْتُ للنّاسِ عقداً خلْتُه.. درراً
منْ وارثِ المكرُماتِ والعلا أفقيِ
مدّ الزمانُ يدينِ منْ مصارعِهِ
فاخترْتُ لي ساعداً بيضاءَ منْ خُلِقي




هو عنوان أحد دواويني الثلاثة التي هي قيد الطباعة