• [1]

• حسناً..كانت ملامحه غليظة على قلبه من البداية ، منذ أن دخل عليه في مكتبه..ما أن رآه حتى أحس بشيء يسقط في قلبه ، هو لايعرفه ، لم يلتقي به رغم انه يزعم بأنه ابن هذه المدينة ويخبرها بتفاصيلها..فمن أين جاء بملامحه القاسية وحاجبيه الكثيفين ووقفته أمام الموظفة ينتظر الدخول وفي كل دقيقة يحدق في ساعته...
• من أين جاء..وكيف؟؟ وأي باب حمله إليه ..لايدري..وبكل هذا الكم الضخم من الملامح والبذلة الأنيقة والروائح الإيطالية [النسوية!!]..منذ البدء عرف أن غده لن يكون مشرقاً معه أياً كان الموضوع الذي جاء يطرحه وعمل له..
• (عمي علمت انك تحب الوضوح وانا رجل عملي هكذا علمني أبي وأمي أيضاً)..قال الشاب
• بداية جافة لملمح جاف وطريق يبدو انه أكثر جفافاً!!(نعم من الأفضل أن يكون الإنسان كائن واضح!!)قال له..
• (عمي أنا جئتك طالباً يد ابنتك الموظفة فإذا كنت موافقاً نتحدث في التفاصيل فوراً) قال الشاب.
• انتفض الرجل وقام من كرسيه كأن دبوساً وخزه!! (وانا رجل عملي وأحب الوضوح ولكن ليس إلى هذه الدرجة من الوقاحة) قال الرجل
• (عمي لم اقصد صدقني أن أغضبك أرجو أن تهدأ لكي تسمعني ).
• (حسناً..وكيف عرفت ابنتي وأين التقيتما؟؟)قال الرجل.
• (في الحقيقة عمو التقيتها مرات في موقع عملها وجدتها جادة وهادئة وتقوم بعملها بكل إخلاص فقلت : نعم التربية والجذور).
• أحس بقشعريرة تسري في جسده وفكر في أن يستفزه حتى يفرغ مافي كيسه مرة واحدة وتأكد أن الكيس لن يحوي أكثر من جفاف وسحنة بائسة.
• (أحب هذا الوضوح ياعمو من البداية ويبدو أننا سنتفق) أثناء ما كان يقول الشاب هذه الجملة فكر في رميه من النافذة..ثم ضغط على أعصابه (نعم هات ماعندك)..
• ( أولا لاأحب أن يتبع احد معاش زوجتي إلى بيتنا ويتقاسمه معها فنحن لدينا مستقبل وربما أولاداً سيأتون وثانياً: الزيارات محدودة ولاتتعدى الزيارة الواحدة ساعة واحدة عندنا أو عندكم وحتى نبني بيتا سنبقى في بيت أهلي لحين أن نجمع معا مبلغاً نبني به بيتاً ) هذه المرة فكر أن يقتله ويخلص البشرية من هذا الدم الفاسد!! فكر أيضا أن يرميه إلى البحر!! لكنه امسك نفسه وتذكر حكمة والده ، البنات يجعلنك تتعرف إلى من لاتطيقه ولكن عليك أن تطيقه لئلا يحملك الناس وزر بقاءها..ياولدي الأولاد يعلمونك خصال مكروهة منها: البخل والعياذ بالله والجبن..لكنه ليس بخيلا ولاجباناً..إذن ماذا يسمي تركه للشاب يذهب ويعطيه مهلة دون أن يصفع وجهه القميء.
• [2]
• القصة ليست قصة معاش..القصة أن الشاب كمن وخزه لم يطيقه من البداية ولم يرتاح إليه وطريقة طرحه قمة في المنفعية التي تنضح معالمها من عينيه الصفيقتين ولكن لابأس ، لينظر في الأمر ، ليس هو من يطمع في مرتب ابنته ولم يفعل ذلك يوماً..لكنه لايمكن أن يقذف بها إلى الظلام ..لديه شيء في قلبه يقول أن هذا الشاب لايصلح لمهمة هي من أقدس المهام .
• كان موقف ابنته سلبياً..بل وتضايقت من شروط الشاب لكنها لم تقبل ولم ترفض في نفس الوقت!!..قالت ما قاله إسماعيل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي انظر ماذا ترى؟؟)لايهمني أمره كثيرا جاء إلى العمل عدة مرات ولم يكن بيننا غير تحية الصباح ثم الصمت والعمل ليس إلا.وبالرغم من سعادته من موقف ابنته إلا انه أحس بمسؤولية اكبر وثقل لم يتوقعه على قلبه واكتشف أن القرار ليس سهلا عليه . أمها متحمسة للشاب بالرغم من شروطه التي لن يتضرر منها غيرها وحدها!!.
• [3]
• احتار الأب المسكين لجأ إلى صديق له..قال له صديقه فوراً (لاتبع ابنتك إلى هذا المُرابي ابن المُرابي!!) لجأ إلى صديقة عزيزة عليه قالت له (هذا لايريدها بل يريد مرتبها!!ولكن استخر الله) واستخار واتخذ الموقف وجهز له.
• [4]
• حضر الشاب في موعده بعد ثلاثة أيام بالدقة وعند الساعة العاشرة صباحاً..موعداً لم يخلفه وكان عملياً بالفعل واستجمع الرجل قواه ليصب في أذنه القرار وقام بعدة مقدمات لوحده..لكن تبين فيما بعد ان الشاب لم يكن في حاجة إلى كل هذا..بارد وقميء وسحنته ثقيلة.. فقد تقبل الأمر بهدوء بالغ وخرج من أمامه وكأنه لم يذهب مرفوضاً..لأنه كان يريد مرتبها ..ليس غير.
• ابريل 2010م.