يا أبا سلطان جهاد، ويا عامر العظم ولفيفَهم
ذَروا الجامعات الفلسطينية وحدَها، وجِدوا لأنفسكم مطيّةً أخرى لتسجيلِ مواقِفكُم
رداً على البيانات السفيهة التي تتهجم على جامعة النجاح وجامعات فلسطين وقطاعات المجتمع بلسان محمد دويكات وقلمِه
بالصدفةِ وجدتُ في بريدي الإلكتروني رسالةً من مرسلٍ يسمي نفسّه (عربي بن عربي)، ورغم أني اعتدتُ على حذف هذا النوع من الرسائل المتطفلة دون أن أقرأها، إلا أنني هذه المرة قررتُ فتحَ إحدى الرسائل الواردة إليّ، لأنه ورد في عنوانها إسم مؤسستي التي تخرجتُ منها، جامعة النجاح الوطنية، فقررتُ فتحها.
بالطبع لم أهدر وقتي لقراءة الرسالة كاملةً، واكتفيتُ ببعضِ مقاطعها فقط، وذلك لاحتوائها على إجترارٍ كثير، ولشعوري الفوري بأن شخصاً يكتب بهذه اللهجة وهذه اللغة هو شخصٌ غير مثقّف أولاً، ومفلس الفكر ثانياً، ويجب أن أُعرِض عنه ثالثاً من باب (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، بالفعل كثيرٌ من العرب يفتقدون القدرة على الحديث والإستماع والخطاب الفعّال.


أريدُ أن أستعرض هنا بعض ما عرضه عامر العظم وأبو سلطان جهاد في بياناتهم عن جامعتي، وسوف أتحمّل أن أغسلَ بريدي الإلكتروني بعد ذلك سبعَ مرّاتٍ إحداهنّ بالتراب، إنظروا معي ماذا يقول هذا الساقط إبن الساقطة عن أكبر مؤسسة فلسطينية بل عن كل جامعات فلسطين وشعبها، ركزوا فيما تبوّل من فمه:ـ (ثم تابع القول النافع من صفحة 5)

يقول: "السلطة الفلسطينية ... تجاوز قرارها السلطوي المتسلط والجبروتي الاستبدادي والديكتاتوري في أن تُصدر أوامر لجامعة النجاح بنابلس لكي تـوقـف د. عبدالستار عن العمل، ومحاربته حتى في لقمة عيشه".ـ
يا لطخ، هناك شيء إسمه الكتابة الموضوعية، فهل رأيت بعينِك أوامر تصدر من الحكومة للجامعة فيما يتعلق بهذا؟! عن جد بَحكي، من عقلك طالعة هاي العبارة يعني، ومصدّقها والا عم تتخوث؟!ـ يعني الجامعة شُرطي مثلاً؟؟

يقول: "جامعة النجاحالوطنية، التي صارت أحد دكاكين السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن هم في خط المفاوضات العبثية والتفريط والتنازل بشكل عام."
إنني أضحك من عبارتك هذه التي يقطُر منها الحقد الدفين والغيرة والحسد والغباء، ههههههههههههههههه.
يقول: "... فإن الدكتور عبد الستار قاسم لم يكتب شيئاً زوراً وبهتانا، كل ما في الأمر بأنه تم الإعلان للعيان وعلناً ولمن يهمه الأمر عن حقيقة ما يجري - وما خفي أعظم - في جامعة النجاح وغيرها من جامعات فلسطين المحتلة!"
أنا من العيان والعلن وممن يهمهم الأمر، ورأيتُ ماذا كتب القاسم، ولكن كيف تتجرأ أيها الجبان على جامعة النجاح وجميع جامعات فلسطين معاً، فعن أيِّ مخفيٍّ تتحدث يا من حبِلت بك أمّك في مكانٍ خَفِيَ عن عيون الناس وعن عيونِ زوجها، أليس حرياً بك بعد هذا أن تذهب لفحص (dna) الخاص بك.
يقول: "جامعة النجاح فقدت مصداقيتها ...، وطلّقت الميثاق الوطني الفلسطيني، والمفروض أن تكون قدوة للمجتمع الفلسطيني، وتمثل نخبة الشعب الفلسطيني في كافة المجالات والميادين، ولكن للأسف ضاعت وضاع معها الشرف والحرم الجامعي."
أنت تتهمنا في شرفنا في عقر دارِنا يا ابن الـ ...، فهل أنت فلسطينيّ حقاً؟! فإن في الجامعات الفلسطينية طلبة وأساتذة يتشرّف بأحذيتهم رأسك يا عديم الشرف والمروءة.

يقول: "هل يعرف الشعب الفلسطيني بأن القبول والنجاح والتخرج في الجامعات الفلسطينية صار مربوط ومرهون بما يخالف السيادة والحرية والقانون والشريعة والفطرة الإنسانية السوية والأخلاق الحميدة، وما يحدث فيها لا مسموح به ولا هو معمول به حتى في الجامعات الأجنبية التي لا عادات ولا تقاليد ولا دين فيها، سواء كانت في الشرق أو الغرب!
بس معلش، الفعل (صار) ينصب ما بعده، يعني لازم تكون (صار مربوطاً ومرهوناً)، بس للتوضيح، تزعلش منّي يا مثقف. صراحةً شكراً إنك نبهتنا يا زلمة، أتارينا كاينين نايمين على ودانّا، هلأ القبول والنجاح والتخرج في جميع الجامعات الفلسطينية بيتم هيك؟!! له له له، بصراحة بصراحة، الجامعات زوّدوها! ههههههههههه

يقول: "سواء في الضفة المحتلة أو غزة المحاصرة وبدون تحديد وتعيين فإن: "الطالب والطالبة يتعرضان للمساومة السياسية، ومقايضة الأجهزة الأمنية القمعية والتعسفية، من أجل أن يرضى عنهما ويوافق على طلب القبول وتسهيل النجاح والسماح بالتخرج!"
أف أف أف، هذا مخليتش حدة في الضفة وغزة، طيب كل الطلاب بيصير معهم هيك والا بس نصهم، وضّح وخليك دقيق بحياتك، مجنون يحكي وعاقل يسمع!!

يقول أيضاً: "العلامات والدرجات والشهادات صارت تباع وتشترى في سوق المساومة والمقايضة والمتاجرة السياسية، وشرط التعامل مع الأجهزة الأمنية والقمعية والسرية والأستخباراتية، على السواء!"
معلش، إذا كنت صادقاً فقدّم لنا شهادات وشهود عن أناس تخرجوا بهذه الطريقة واشتروا شهاداتهم شراءً، يعني جامعة النجاح اللي فيها أكثر من عشرين ألف طالب، وتخرج منها عشرات الآلاف، أكم واحد بالضبط إشتروا شهاداتهم، حابب أعرفهم لو سمحت.

يقول أيضاً: "الطالبات يتعرضن بشكل خاص وعام للتحرش الجسدي وللانتهاك الجنسي، وقدمت بعضهن شكوى في هذا للمعارضة العربية الوطنية السياسية!"
بالله عليك طالباتنا وطلابنا عمرهم سمعوا في إشي إسمه (المعارضة العربية الوطنية السياسية)؟ هههههههههه ذكّرتني في الجماهيرية العظمى تاعت القذّافي، كنّك مصدّق حالك عن جدّ، والله عمري ما سمعت في هالإسم، أبصر في أيّ ششمة إنتوا. بعدين همة مقطوعين الزلام والأهل هون عشان يشكولكم الطالبات إذا هالحكي صحيح.

يقول أيضاً: "الفساد الإداري والأكاديمي والأمني والخدماتي والمالي في هيئة الجامعات، أبندا من رئيس الجامعة لغاية فراش وبواب وحارس الجامعة!"
بس معلش كمان مرة، إنت قصدك (إبتداءً) من رئيس الجامعة وليس "أبندا"، ههههههههههه. بعدين منيح إنّك نورتنا، هاد طلع الكل والجميع فاسد، .... نيّال إمك فيك، في عنا مقولة شعبية كنا نحكيها لما ينولد طفل ذكر جديد، فإذا كان هذا الطفل معروفين أهله بأنهم جماعة تعبانين ومقلعطين نقول عن المولود: "زادوا السقايط والأنذال واحد" والله أعلم أن هذه العبارة قيلت أيضاً يوم ولادتكما يا عظم ويا سلطان، فالأول ساقط والثاني نذل.

يقول: "هنالك خلل على المستوى الشخصي، والعام، والرسمي، في مختلف الجامعات وقطاعات المجتمع الفلسطيني، يهدف للتدجين الديني من ناحية، وللتهجين السياسي من ناحية آخري، وللتفريغ الاجتماعي والوطني والقومي والجنسي من نواحي أخرى!
بحياتكم ركّزولي ع كلمة (آخري) أعلاه، هاي الكاتب قصدُه فيها إنو لما الواحد بيكون مسهول بيصير بده (آخري)، وهذا الكاتب مسهول من فمه على ما يبدو، فلا تُآخذوه، لأنه في هذه العبارة يتهجّم على جميع الأفراد والمؤسسات وقطاعات المجتمع! ولك يا أهبل، خلّي حدة يصف في صفّك، ... الكل فاسد ؟؟؟!!!
وأخيراً يقول: هذه الملفات موثقة بالأدلة والبراهين والوقائع، وممكن فتحها قضائياً وإعلامياً وأمام الجهات المسئولة والمحاكم المختصة المحلية والدولية، وأمام الرأي العام العربي والدولي!
وتُضيف بالإسهال من فمك بالقول: "لذا نحن الشعب العربي الفلسطيني برمته، نطالب بالإصلاح الوطني الفعال والشامل والكامل والعادل، والقومي العربي الجذري، والتغيير للأفضل الفوري".

ركزوا معي بالله يا جماعة ع هالجملة: "لذا نحن الشعب العربي الفلسطيني برمتهبدي أنسى كل الشعب، لكن من الذي فوضك لتتحدث بإسمي أنا يا ابن العاهرة؟! أنا من الشعب، فهل فوّضوك؟
والعظم يقول أيضاً: "وفي الأثناء أدعو الرئيس عباس والمسؤولين الفلسطينيين إلى التحرك فوراً لوقف الفضائح في جامعة النجاح قبل نشر غسيلها الوسخ."
ههههههههههههه، بل الغسيلُ الوسخ هو ملابسُ وغسيلُ أمّك وزوجتك!

تقول يا عظم: "أسمع كثيرا، ولا أدري، من أكاديميين عن عصابات ومافيات أكاديمية في جامعة النجاح، لكن ليس لدي معلومات موثقة وكنت أفكر أن استكشف الأمر بعد عودتي إلى فلسطين قريباً لاكتب عن الموضوع بموضوعية وأمانة."
طالما ليس لديك معلومات موثقة فمن الأفضل أن تظل مخروساً، وأريد أن أبشرك بأن شخصاً يكتبُ بهذه اللهجة عن شعبه ووطنه لا يمكن أن يصبح يوماً رئيساً لفلسطين، ولا حتى رئيساً لسوق الغنم، وإن كنتُ تطلب في كتاباتك دعماً مادياً للقاسم، فهذه عادة أمثالك، "الشحادة والحرمنة" على أكتاف الوطن والقضية.

يعني ببساطة وبكلمات شعبية، الدكتور فيصل زميلنا وأستاذنا، وإلو سنين بيشهّل في بضاعته مشان يصير رئيس سلطة، ورغم عمله بالمثل القائل "خالف تُعرف"، إلا إنها لحد الآن مش زابطة معاه، وهذا ليس عيباً، وربما يكون قد فاته القطار وجاء قطارُ الشباب، لكن الشيء الذي لا يجوز لا منه ولا من أصدقائه، هو الهجوم وشتم الناس بالكلام، هذا حديثٌ لا ينفع ولا يلاقي إحتراماً ولا يستمتع به إلّا كلّ مجروب لأنه يحكّ له على بيت جربِه، الذي ينفع ويُلاقي احتراماً هو (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)؛ فالشتم والتهجم سيقابله شتم وتهجم مثله، كما فعلتُ أنا في بعض هذا المقال، لأنه (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا).


وبالمناسبة، وقبلَ أن أغوصَ في حديثي، فأنا أعارضُ كثيراً من أعمال السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسسات فلسطين، لكني لم ولن أكون مستعداً يوماً للتشهير ببلدي وأهلي، فبلادي وإن جارتْ عليّ عزيزةٌ، وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرامُ)، والأصيلون في هذه الأرض المباركة يقومون بستر أخطاء أبنائهم وإخوتهم إذا ما أخطأوا، ويعاتبونهم داخل المنزل وليس على الملأ، "وما بيفرجوا الناس علينا"، ويقومون بالدخول للمؤسسات لإصلاحها، وأنا أتحدى أن يأتيَ إليَ أحدٌ ببشر لم يرتكب خطئاً، بمن فيهم موسى وعيسى ومحمد بن عبد الله سلام الله عليهم. الذين يعملون هم الذين يُصيبون ويخطئون، والذين لا يعملون لن يخطئوا إذن أبدا، وارتكابُ الأخطاء موجودٌ من أعلى الهرم في الرئاسة إلى داخل منزلك أنت. إنّ الله خلقنا كبشر نُخطئ ونُصيب، فهو يقولُ سبحانه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا)، (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ)، (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

بالطبع أنا أقوم بعرض هذه القاعدة العامة للخطأ لكي أُبيّن فلسفة الخطأ الصواب كما فهمتها من ربّنا الذي خلق، ولا أدافع فيها عن أحد أو أدين فيها أحداً، فذلك ليس عملي، بل إني لستُ مطّلعاً على حيثيات وتفاصيل القصة المذكورة أدناه، التي أعرض هنا رأيي حول طريقة ما كُتب عنها في بيانات هذين المخنّثين، ولست معنياً لا بمجاملة هذا ولا ذاك، أنا إنسانٌ حرَ وأتلقى حريتي فقط من الله ربّي مباشرةً.
لقد تعلّمنا منذ صغرنا في المدرسة المثلَ الحكيم الذي يقول: "أن تضيء شمعة خيرٌ من أن تلعن الظلام"، وتعلّمنا من المحيطين بنا عبارة شعبية تقول: "إذا كنّك شاطر، شد حالك وصير زلمة وادخل على هاي المؤسسات وغيّر فيها للأحسن، وورجينا شطارتك"، فالذين يلعبون ويخوضون مباراة كرة القدم وإن لم يفوزوا، فإنهم خيرٌ بكثير من الذين يجلسون في المدرجات ينظرون ويعلّقون على المباراة، ينتقدون هذا اللاعب ويمتدحون ذاك، اللاعبون يؤثرون في اللعبة ولهم شرف التجربة، وأولئك لا أثر لهم إلّا من صوتٍ في خلفية صوتِ المباراة، فترجّلوا من المدرجات وتعالوا إلعبوا وأحرزوا الأهدافَ إن كنتم صادقين، تعال يا من تتهم أساتذة هذه البلاد بأنهم جبناء وجابه الظلم إن كنتَ من الفاعلين، ألم يُشوى جلدُ بلال تحت شمس الصحراء ورُهصت بطنُه تحت الصخرة وهو يردد "أحدٌ أحد؟!"، تعال ورجينا عضلاتك واجعله قدوةً لك.

يا من تدّعي بأن طلبتك يتفاخرون بك إلى درجةٍ يظنّك الجاهلُ نبياً، تفضل بدايةً إلى مكتبي لكي أعلّمك الكتابة بالعربية بدون أخطاءٍ نحويةٍ أو إملائية، ولو كنت من الغيورين على وطنك فتفضل هنا واعمل وأصلح، ولا تجعجع لتسجّل المواقف على أكتافِ أخطاءِ غيرك.

أنا خريج هذه الجامعة التي "خريتَ" من فمك عنها وكذلك ستةٌ من إخوتي وأخواتي الذين يعملون في مواقع متقدمة في فلسطين والعالم، ولسنا منتمين لأيّ تنظيمٍ سياسيّ، ومثلُنا آلاف، وبعد سماعي حديثَك عنّا بهذه الطريقة فأنا لا أقبلُ بأن أقوم بتبديل فردة حذائي برأسك يا ابن العاهرة، وعليك أن تعرف بعد اليوم مع من تتحدث وعمّن تتحدث. فمن تكون أيها الحشرة المتخفي باسمٍ غير اسم أبيك حتى تتهجم على جامعة النجاح وجامعات فلسطين كلّها، لماذا تخفي اسم أبيك، أم أنّك مجهولُ الأبِ والنسب؟! ألا تدري بأن في هذه الجامعات نخبةُ أبناء فلسطين من المعلّمين، ونخبةُ أبنائها من الطلبة الذين نعوّل عليهم كثيراً من أجل بناء فلسطين المستقبل؟!ـ


فيا "مؤسس وأمين المعارضة منذ 1990"، ماذا أسست لفلسطين منذ 21 عاماً، وعلى ماذا أنت أمين! فلا لك سلطان، ولا تصلُح للجهاد، وذاك الذي تضاجعُه المسمى عامر العظم أصبح "خربان حتى العظم"، فمن يريد أن يصلح فليأتِ إلى الوطن وليعمل، وليرى اللهُ عملَه ورسولُه والمؤمنون، ولا ينعق من مكانٍ بعيد.

كنتُ في البداية أود الكتابة بأدب كما اعتاد الناس عليّ، لكنّي وجدت انه (لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ)، العين بالعين والسن بالسن، ولا يفلّ الحديد إلّا الحديد.

إن جامعة النجاح التي تتحدث عنها أنتَ ولفيفُك، تعلّم فيها قادةٌ عرب وأناسٌ شرفاء مذ كانت مدرسة وقبلَ أن يُضاجعَ أمَّك عشيقُها فيك، من الشام ومن مصر وبغداد وتطوان. إن الجامعات الفلسطينية هي مصدر فخر للفلسطينيين، ونفتخر بأبناء فلسطين الذين أسسوها جميعاً والقائمين عليها، الذين ظلوا صامدين هنا، ولم يفرّوا فرار الفئران.

الجامعات الفلسطينية خيرُها ومنافعُها وحسناتها أكثرُ بكثير من سيئاتها، وما يجرؤ على الكتابة عن جامعات فلسطين وبالتالي عن أساتذتها وطلبتها إلا مدسوسٌ من أجهزة الموساد والشاباك. فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وأنا أُعدّلها فأقول أو ليخرس.


الجامعات الفلسطينية نشأت في بلدٍ محتل وأُغلقت بأمر من الحاكم العسكري الإسرائيلي، وسُجن أبناؤها وأساتذتها، وبعضهم فقد ذريته وحياته على الطريق من منزله إليها، وبعضهم مات في صفّه أمام طلبته، وأصر أساتذتها وطلبتها على التعليم، وهي متقدمة على كثير من جامعات البلدان العربية التي تتمتع بظلال دولة واستقرار، ليس مطلوباً من الجامعات الفلسطينية أكثر من هذا ضمن هذه الظروف. فقف أيها الأحمق، واكتب وأنت متيقظٌ من ثملك ومن الخمر الذي تتسممه، من تظن نفسك.

وأخيراً
وبجهري هنا ببعض الشتائم التي لم أعتد كتابتها في حديثي قطّ، فأنا أدركُ جيداً أنه (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ ... إِلاَّ مَن ظُلِمَ)، وأنتم أوقعتم علينا ظلماً بهذا الحديث المُفترى.
ذروا فلسطين وجامعاتها في حالها، وجِدوا لأنفسكم مطيَة أخرى تدّعون أنكم فرسانها.
و على بال مين يا اللي بترقص في العتمة!

وأنا أدعو جميع الزملاء من أساتذة الجامعات والعاملين فيها وطلبتها الشرفاء أن يشاركوا ببصقة في وجه كل من يتهجم على هذه المؤسسات الفلسطينية الرائدة على صفحة الفيس بوك التي سميتها (شارِك ببصقة).

أراكم بخير
محمد جهاد دويكات
خريج جامعة النجاح الوطنية، ومدرّس في أحد كليات الهندسة بجامعات فلسطين


محمد دويكات، هو أحد إثنى عشر ابناً وابنة لزوجين فلسطينيين مكافحين من قرية عسكر داخل مدينة نابلس، بدءا حياتهما وربيا أبناءهما في أجواءٍ فلسطينية ريفية بحتة، من زراعة القمح والشعير والبيقياء، إلى الحصيدة، والزيتون، وحراثة الأرض على الحمير، وملء الماء من العين، وخبز الطابون، وتربية الماعز والأغنام والأبقار والأرانب والحمائم والدجاج البلدي، وصناعة مكانس القش البلدية، وصناعة الصابون الأخضر من زيت الزيتون، وقد تخرج أبناء هذه الأسرة من جامعة النجاح ومعظمهم يحملون شهادات عليا في الماجستير والدكتوراه، ويعملون في مواقع محلية وعالمية متقدمة.

***********
جاءني بالايميل/نشر للاهمية