المقامة الحزينة ...
هشــام الخـاني
نتشرف بالمقام، وبالنظم والكلام، والغزل والهيام، والولع والغرام، بموئل الكرام، ومحتد الإلهام، سامية المرام، وأرض السلام، شامخة المقام، ومنبت الأعلام. فسطاط الإسلام، وكفالة الرب العلام، ووصية سيد الأنام، خصت بالأمور العظام، وحفت على الدوام، بأجنحة الملائك الكرام. وعمود الكتاب استقام، يعلو الارض ويعلو الشام.
تعلمت العشق، في ربوع دمشق، طعما وعبقا، حقيقة وحقا، وإخلاصا وصدقا. ننهل من خير الخصال، وننعم بالخير والأفضال. وهي للعطاء مثال، يعلو رباها الجمال، والحب والكمال، والقصص أمثال، والطيب أشكال، وتطيب الأحوال، والشعر والمقال، والتربة والرمال، وينهل الأنجال، وتحلو الآمال، ولاتنفذ الأقوال، فدمشق للعزم منال.
تشرفنا بسامرة، وذكريات باهرة، بالخير عامرة، عزيزة ونادرة. فعدنا إلى النقاء، وسعدنا بالوفاء، في كريم مكان، ونقاء وايمان، وخيرات حسان، وورد وريحان. وصورة تنطق بالعراقة، وبالنظافة والأناقة. والقوس الحنون، تعانقه الغصون. والبيوت في أمان، وسكينة وضمان، تذخر بالإخوان، والأحباء والخلان، من غابر الأزمان. وهي مغلقة مستورة، بالحب معمورة، وبختم الطيب ممهورة، وبالنعم مسرورة. ورب البيت يعود، وركوع وسجود. والنسوة يختلن، بالخلق يفخرن، وبالشرف يمتزن. والماء يلمع، على الأرض يسطع، والشمس تسلل، برقة تدلل، ترمق المكان، والشرفة والجيران. والشجر ساجد، لله عابد.
أحب الفيحاء، بطلتها الهيفاء، وأرضها والسماء. ففيها تعلمنا الدين، ومنها اقتبسنا اليقين، حماها الله رب العالمين.
....


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي