أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين فوزه في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلاده الأحد، وذرف دموع الفرح أمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا وسط العاصمة موسكو للاحتفال بالمناسبة.
وخاطب بوتين حشدا من أكثر من 100 ألف من أنصاره الذين تجمعوا على بعد أمتار من الكرملين وسط موسكو قائلا: "لقد وعدتكم بأن نفوز، وها قد فزنا. المجد لروسيا".
وقُبيل إعلان بوتين عن فوزه بالانتخابات، كانت النتائج الأولية قد أشارت إلى حصوله على نسبة من أصوات الناخبين كفيلة بإعادته إلى رئاسة البلاد للمرة الثالثة بعد أن كان قد ابتعد عنها لأربع سنوات شغل خلالها منصب رئيس الوزراء.
لا جولة ثانية
وأشارت النتائج إلى فوز بوتين بنحو 60 بالمئة من الأصوات، ما يعني أنه سيتجنب خوض جولة إعادة ضد أقوى منافسيه، وهو الزعيم الشيوعي غينادي زيوغيانوف الذي نافس على المنصب للمرة الرابعة.
ويقول مسؤولون إن الإقبال على التصويت كان أعلى مما كان عليه في الانتخابات الرئاسية السابقة التي أجريت عام 2008.
لكن جماعات المعارضة أشارت إلى حوادث عمليات تزوير في الاقتراع، مشيرة إلى إدلاء بعض الناخبين بأصواتهم لأكثر من مرة.
"لقد وعدتكم بأن نفوز، وها قد فزنا. المجد لروسيا"فلاديمير بوتين، الرئيس السوري المنتخَب
ودعت المعارضة إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في موسكو يوم الاثنين احتجاجا على عمليات التزوير ونتائج الانتخابات.
وجرت انتخابات الأحد على خلفية قدر كبير من التململ الشعبي أثارته ادعاءات بوقوع تزوير على نطاق واسع في الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد في ديسمبر/كانون الأول المنصرم لصالح حزب "روسيا المتحدة" الذي يتزعمه بوتين.
نقاش حقيقي
ويقول المراسلون إن ثمة نقاشا حقيقيا يدور في البلاد حول ما إذا كان بوتين هو الأقدر فعلا على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة، أو فيما إذا كان من الأفضل استبداله بزعيم آخر.
وكان بوتين قد شغل منصب رئيس روسيا بين عامي 2000 و2008، لكن الدستور لم يتح له الترشح لفترة ثالثة خلال الانتخابات الماضية.
وقال بوتين عقب إدلائه بصوته إلى جانب زوجته لودميلا في أحد مراكز الاقتراع بموسكو: "أتوقع نسبة مشاركة مرتفعة لأن الانتخابات الرئاسية تعتبر حدثا مهما. إني على ثقة بأن الشعب الروسي سيتحلى بالمسؤولية."
لكن المعارضة الليبرالية المسؤولة عن العديد من المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها المدن الروسية مؤخرا غير ممثلة في الانتخابات.
بوتين وزوجته يدليان بصوتيهما في الانتخابات بموسكو
فالحركة المسماة "حركة الأشرطة البيضاء" التي تمكنت من حشد أكثر من 50 ألف متظاهر في موسكو وغيرها من المدن مؤخرا للاحتجاج على ما وصفته بتزوير الانتخابات النيابية، ليس لها تمثيل في الانتخابات الرئاسية.
محاربة التزوير
ورد بوتين على تهم التزوير بالإعلان عن برنامج لنصب آلات تصوير في كل مركز انتخابي من المراكز الـ 90,000 في البلاد. لكن منتقديه شككوا بفاعلية هذا الإجراء في محاربة التزوير.
وجاء في تقرير نشرته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتولى الإشراف على الانتخابات: "لا تتمكن آلات التصوير من مراقبة كل تفاصيل العملية الانتخابية، وخصوصا عمليات فرز الأصوات."
يُذكر أن بعثة مشتركة من المنظمة المذكورة والمجلس البرلماني لمجلس أوروبا مكونة من 250 عضوا موجودة في روسيا لمراقبة سير الانتخابات.
كما تطوع عشرات الآلوف من المواطنين الروس كمراقبين وتلقوا تدريبا حول كيفية رصد المخالفات والإبلاغ عنها.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2012/03/120304_russia_putin_victory.shtml