السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لكل كاتب مذهب روائي خاص بحيث ,يرجح عنده الجانب المعرفي او الحدثي او اللغوي,وكل يؤدي للنجاح عموما حسب خصويات سرده,
وتعتبر الرواية الممزوجة بالمعرفة إلى جانب الحدث أثقل الروايات وزنا.
تعتبر رواية الكاتبة السورية " بهيجة مصري أدلبي" :الغاوي والتي أعتبر نفسي لأولمرة أقرأ لها ,و ادق باب كتابتها, اعتبرتها من نموذج الكتابة المعرفية الفلسفية والتي تتبناها اليوم الدكتورة زيناء عليا أيضا في محاولاتها السردية.
فهي رواية تتخطى المألوف الروائي وتجعلك تناقش الكاتب في معتقده,فنرى الكاتبة هنا تمس الخطوط المعقتدية الحمراء عبر حواراتها ولاتتجاوزها .
فهي تملك فلسفة بيئية خاصة بها تجاه الحياة تخصها وحدها فقط, وهي ترتدي شخصية البطلة:بتراء ومعها صديقها نبيه.
بكل الاحوال:
لقد طغى صوت البطلة على كل الأصوات, حتى لنرى أن الشخوص الاخرى هلامية الحضور ,مقارنة بحضور البطلة الذي تجسد بحواراتها مع نبيه ,والذي احتل مساحة كبيرة من النص , تصور فيها كيف ياخذ الفكر والجدال والحوار من تفكير المرء العقلاني اكثر مما يجب حقيقة,بطريقة يطغي على الجانب الحياتي الواقعي فيها , وماكان هذا واقعيا إلا بلغة الرواية عموما.
لكننا نعترف بجرأة الأفكار المعروضة فيها وأسبقيتها فلسفيا وتفردها .
بحيث تكون بتراء السؤال ونبيه الجواب,لكن بكل الاحوال تبقى أفكارا مدهشة حقا.نقدم بعضها هنا:
يكفيني أن أكون جدارا معتما في هذا العالم كيلا يخط عليه الآخرون زيفهم ,جدارا يرى ولايراه أحد,كل ماحولي زائل,وأنا وحدي أنتظر حتى ضمن هذه الحفرة من الأرض.
-إن إالغاء الإحساس بالوجود والكينونة ,تخط للفناء والسبيل الوحيد إلى ذلك هو التخطي نحو المستقبل.
-إن الرجل المسن يشعر بوطأة الزمن,لأنه ينتظر نهايته التي خطها بداخله هو نفسه,على عكس الطفل الذي ينظر تجاه المستقبل ,وما إن يصل مرحلة الرشد,حتى يقع في مطب الخوف من الشيخوخة,ثم يقف بانتظار نهايته وهكذا,لذلك لابد من الإنجاز والإنجاز المستمر.
-هل تدري سبب المعرفة المحدودة للكائن؟
فلابد من تحديد المعرفة ليكون الإنسان ضمن النظام الكوني المحدد له,فطبيعة الإنسان تواقة للانشغال بالغامض,والكشف عن المجهول.
فالله حين جعل الإنسان مخيرا لامسيرا ,ليرى من يسعى إلى نهايته.فالحلال بين والحرام بين بين فلم تعذبين نفسك بأشياء تدركينها تماما.
إن أخذي بالمعرفة يعني أن أتسلح بقوة أكبر,لاتنس أننا يوم سلبنا من معارفنا تمكن الآخرون من محاربتنا بسلاحنا نفسه,حتى فاقونا قوة وقدرة,ومازلنا حتى اليوم خاضعين لهم.
-اعتقادي أن الله هو القدرة العظمى ,أمر مطلق لاشك فيه,ولكن لماذا أعطى جزءا كبيرا من قدرته إلى إبليس ,الذي تمرد عليه؟
إن الحجم يتناسب عكسا مع التكوين العقلي.
قوله تعالى:فبصرك اليوم حديد:إشارة إلى بعد الرؤيا وشدتها,حتى أن عماء البصر يعطي صاحبه شيئا من التركيز ولعلنا كثيرا مانغمض أعيننا حين نريد التركيز بأمر ما,أو نريد تعميق رؤانا تماما,كالثقب الذي ينساب منه الماء الموجود في كأس,وبمجرد سد هذا الثقب يكون الحفاظ على المحتوى.
ريمه الخاني 14-1-2013
يتبع