إِذَا مَا رَنَا وَصْلٌ تَمَنّعَتْ
أَجَبْتِ الْهَوَى وَالشّوقُ أَضْنَى مَوَاجِعِي = فَمَا قَدْ لَقََََى غَيرَ الْجَوَى وَالرّجَاءِ
وَ مَا لِي طَبِيبٌ مِنْ هَوَى الْقَلْبِ أَشْتَفِي = فَرُحْمَاكِ رُوحَاً تَصْطَلِي مِنْ نِدِائِي
وَلامُوا عَلَى قَلبِِي بِدربِ الْهوَى هَوَى = أَجَابتْ لَيَالي الْوَجْدِ هَذَا قَضَائِي
وَقَالُوا اكْتَوَتْ عَينِي سُهَاداً بِمَرقَدِي = فَقُلتُ الْمُنَى تُمسِي بِنَجوَى اللّقَاءِ
لَهَا الرّوحُ َتَسْرِي إِن شَكَتْ بَعْضَ عِلّةٍ= وَلِي فِي هَوَاهَا الْعَودُ مَعْنَى الْوَفَاءِ
وَيَا لائِمَاً فِي الْعشقِ قَلبِي وَعَاذلِي = تَلُومُونَ جُرْحاً منْ تَلِيدٍ يَعُودُ
أَرُونِي صَحِيحَاً إنْ هَوَى مَا اشْتَكَى الْهَوَى ؟! = فَكلٌ سَواءٌ لا شِفاءٌ يَذُودُ
أَتُونِي بِحُورٍ مَثلَهَا أَو كُواعِبٍ = فَمَا مِنْ شَبِيهٍ حُسنهَا لَو تَجُودُوا
ظَلُومُ البَهَاءِ الْبَدرُ مِنْهُ كَظلّهِ = وَرُوحٌ كَطَيفٍ ، حَار فيها الْوُجُودُ
بَريقُ الْعُيونِ الشّمسُ مِنْهُ بِسَاترٍ = بِوَجهٌ كَصُبحٍ كُلّ أَمرٍ يَسُودُ
وَ يَا مُهْجةَََ الرّوحِ التِي إنْ تَبَسّمَتْ = قَتَقْبِيلُ خَدُّ الْورْدِ يُشْفيِ جَوَابَا
وَيَا رَحْمَةً لاذَتْ بِها كُلُّ رَجْوةٍ = دُعَاءُ الْهَوى يَصْبُو لِيَغدُو مُجَابَا
أَمَا قَدْ عَلِمْتِ الشّوقَ مِنّي بِمَقْتلٍ = فَجُودِي بِوَصلٍ سَوفَ تَجْنِي ثَوَابَا
إِذَا مَا دَنَا قُرْبٌ سَيبْقى كَجَنّةٍ = يَدُومُ الْهَوى فِيهَا رَحِيقاً مُذَابَا
فَمَا أَطْوَلَ اللّيلَ الّذِي بِي كَغََارِمٍ = وَلُقيَا الْجَوى فِيْهِ كَجَيشٍ أَغَارَا
فَلُو يَغْتَدي قَلْبي بَدِيلاً لِقَلبهَا = فَإنّي بِهَا أَمْضِي وَعِشْقي سُكَارَى
وَلا أَكْتفِي شَوقاً وَقُرْباً تَوَاليَا = وَلكَنْ لَها قَلبٌ دَعَانِي ، وَ جَارا
إِذَا مَا رَنَا وَعدٌ بِوَصْلٍ تمنّعَتْ = فَزِيدي بِمَنعٍ يُشْعِلُ الشّوق نَارَا
إِذَا مَا غفَتْ عَنهَا عُيونِي تدلّلتْ = فَرَاحَ الَهَوى يَهجُو وَحَظّي جَهَارَا
فَيَا رِحلَةً بِالْوَجْدِ تمضي وَلَوْعَةٍ= أَمَا لِلْجَوى حَدٌ فَتَشدُو الأَمَانِي
لَهيبُ الرّجَا جَابَ الْمَدَى فِي مَجَاهلٍ = كَظَهرِ الْفَلا يَرنُو لِسُقيَا الزّمَانِ
فَكُونِي لَهُ لُقيَا الْغَوَادي وَرَحْمةُ = لَِيَغدُو رَبِيعاً بالمُنَى وَالأَمَانِ
فَمَا يَسْتطيعُ الْقلبُ يَنأَى كَهَاربٍ = وَعَينَاكِ سَهْمٌ بَالْهَوى قَدْ رَمَانِي
وَيَا مُهْجَةَ الرّوحِ التِي قدْ تعَذّبَتْ = فَصَبرٌ عَلى حَالِي وَعِشقٍ شَقَانِي
شعر : مراد الساعي