ملخص دراسة: "العوامل التى من شأنها أن تؤثر على استقرار اتفاقية السلام مع مصر". تأليف: إيهود عيلام - مركز بيجن السادات -2009.
إعـداد/ عمرو زكريا خليل
أنهت اتفاقية السلام التى وقعت بين مصر واسرائيل فى 1979 صراعاً بين الدولتين، ولقد صمدت الاتفاقية حتى فى أوقات الأزمات مثل ضم اسرائيل للجولان وقصف المفاعل النووى العراقى فى 1981 وحرب لبنان فى 1982 انتهاءً بالمواجهات مع الفلسطينيين والتى كان من الممكن أن تتطور لو تدخلت مصر عسكرياً ضد إسرائيل. كما مهدت هذه الاتفاقية لاتفاقيات أخرى بين اسرائيل ودول عربية أخرى مثل الاردن فى 1994.
تدرس هذه الدراسة المخاوف التى تنتاب اسرائيل من الغاء اتفاقية السلام معها وما قد يؤدى اليه هذا الالغاء من اندلاع المواجهة مع مصر ثانية. كما تدرس العناصر التى من شأنها أن تسبب الغاء الاتفاقية ويصنفها الكاتب الى عوامل مصرية داخلية وعوامل إقليمية:
1- العوامل المصرية الداخلية:
* يقضى الرئيس مبارك حالياً فترته الرئاسية الاخيرة وأنه يجهز ابنه جمال ليخلفه. مع هذا فإن قلة خبرة جمال تطرح كثيراً من الشكوك حول مقدرته الحقيقية فى الانتخاب للرئاسة والبقاء فيها. لكن الامر سيرتبط كثيرا باستعداد المؤسسات وخاصة الجيش وأجهزة الأمن لمساندته.
* من المنتظر أن تندلع أحداث اضطرابات داخلية بين تيارات وشرائح مختلفة، مع ازدياد العداء لاسرائيل, كوسيلة للحصول على تعاطف الجماهير.
* هناك احتمال بأن الرئيس القادم سيكون معادياً لاسرائيل, مما سيؤدى من احتمالات وقوع أزمات كبيرة ومتكررة قد تؤدى الى الغاء عملية السلام بل والى الحرب.
* من المحتمل أن ينجح الاسلام الراديكالى فى السيطرة على البلاد من خلال الانتخابات الديمقراطية أو الحرب الاهلية.
* من المحتمل أن يحدث انقلاب فى مصر مثل الذى حدث فى ايران نهاية التسعينات. مما سيؤدى الى زعزعة إن لم يكن انهيار العلاقات المصرية الاسرائيلية.
2- العوامل الإقليمية:
ان صعود شأن إيران خاصة لو نجحت فى أن تنتج سلاحاً نووياً, سوف يحفز مصر أيضاً على الحصول على السلاح النووى, مما قد يؤدى الى تدهور علاقاتها مع اسرائيل. ويقول المؤلف أنه حتى بدون هذه الخطوة فان المسألة النووية قد تضر بالعلاقات بين الدولتين على أساس الحماس المصرى فى الحد من قدرات اسرائيل النووية.
* إن التصادم بين إسرائيل والفلسطينيين من شأنه ان يؤدى الى تصادم بين اسرائيل وبين مصر. لكن التوتر بين اسرائيل وبين مصر بسبب الفلسطينيين بشكل عام وبسبب ما يجرى فى غزة بشكل خاص ليس سبباً كافياً لحدوث مواجهة بينهما. كذلك هناك شك لو سمحت مصر لنفسها بالانجرار الى مغامرة عسكرية خطيرة لو بادرت سوريا بعملية عسكرية ضد إسرائيل.
* على الرغم من المخاوف فى اسرائيل من قدرة مصر العسكرية المتنامية ومن نواياها, فإن المبادرة العسكرية الاسرائيلية ستكون الخيار الاخير. فعلى ضوء هذا ستركز اسرائيل على تحييد العناصر التى من شأنها أن تشعل المواجهة مع مصر وخاصة المتفجرة منها: تأييد الوريث الذى ترضى به, ونزع سلاح سيناء. فلو كان وريث حسنى مبارك على هوى اسرائيل فإن عليها الامتناع عن التأييد العلنى والمباشر له. مع هذا يحتمل أن تسهل اسرائيل عليه بشكل غير مباشر, وبدون التنسيق معه؛ فاسرائيل قادرة, ليس بالطرق الرسمية, على تشجيع أوربا والولايات المتحدة على مساعدة مصر على المستوى الاقتصادى, مما سيساهم فى بقاء الحاكم الجديد. كما على إسرائيل أن توضح بل وتردع مصر من محاولة المساس بنزع سلاح سيناء. ففى مثل هذه الحالة ستضطر اسرائيل الى اعادة النظر فى رؤيتها الى سيناء ومصر بشكل عام.
فى الختام يدعو الكاتب إسرائيل الى الاستعداد حتى ذلك الوقت على جميع المستويات لمثل هذه الظروف.