تغتال أنوثتك جسد القبيلة الحمقى
وأدخل في تركيبة المسك الساري المعتق الجوع
بين استدارة النهد ..
ولغة الحب..
وسيف القبيلة الشيخ العجوز
أرتمي كالنهر الجارف على جغرافية النهدين
وأدخل في تفاصيل الحجر والورد فتزداد على ضفافي الفصول .
فصل الأنوثة .. الثورة .. العذرى
يتعثر خيالي على هضاب جسدك الشتائي الهطول
وتملؤني دهشة الوصول ..
وانحناء الربيع ..
على ابتداء خريفي الطلول ..
أرمم ما تبقى من بقايا ثغر الذكريات
وشفق آخر النهار ....
ألفظ أنفاسه الأخيرة ....
ويبدأ الليل عند آخر مسامة في جسدك , وهي تخلع ما تبقى من ذكريات ماضية الأفول ..
وتختبئ خلفي بعريّ يستر ما تبقى مني
لأمضي للروح الحلول ..
أبدأ سكناك .....أنا ..
أنت.. هناك ... هنا ...
وألون أجنحة الفراغ فيّ...
ليطير دوننا المكان ..
ونملأ السكنى سجودا للزمان ...
وأهزم الدمع الزلول ....
وأنجب من تنهيد نهديك حلما
ومن أول قبلة ضوء النهار على السهول ..
ماء فيك ينادي عطش الشهوة الحبلى .....بالنار
ترويني امتدادا لها ...
تغرقني في مطري ..
أرطب كل أوجاع الأنوثة في سفري لها ..
يختنق الحرف داخل القبلة ..
طويلة هي .. حتى اختناق الحرف
حتى رأس سنابل القمح الملأى بي ..
المتدلية على جسدك العابر للدماء في جسدي
فأسلم الروح ..
وترحل قافلتي إليك عن عمر ناهز الثلاثين وجعا ....
في خاصرة الماضي المستحيل للحياة .
محملة بحروف أبجديات كل اللغات
أدفئ فيك صوتي ..
وأناديك أنثى بكل اللغات
************************************************** ********
الأخ الشاعر القدير مهند حليمــــــة
/////////////////////////
لنبقى في ملكوت الروح ... عنوان القصيدة لا يتربط بما يوحي به النص فمن يقرا العنوان يشعر بأنه سوف يدخل في قصيدة تحمل عبق الروحانيات الجميلة وعنوان القصيدة هو المفتاح الأول لها ، ولكن نتفاجأ في السطر الأول من القصيدة بشيء مغاير عن أيحاء العنوان :
تغتال أنوثتك جسد القبيلة الحمقى
فهنا عتبة النص الاول قبل ان نفتح باب القصيدة ، فنشعر بأن المتلقي قد أصابه الحيرة من وقوعه تحت سيطرة العنوان وعتبة النص الأول فهنا في هذا البيت يحمل فلسفة الشاعر في الأنوثة وابعادها الأجتماعية من عادات القبيلة وتسلطها على أنوثة المرأة ونتابع :
وأدخل في تركيبة المسك الساري المعتق الجوع
بين استدارة النهد ..
ولغة الحب..
وسيف القبيلة الشيخ العجوز
وهنا صور شعرية وتراكيب لغوية تفضي الى المحسوس في الجسد ورائحة المسك التي تدخل في نحت الوصف لأنوثة المرأة ولغة الحب التي تفهم بألاشارة ولكن يضعنا الشاعر مجدداً على هذا الأسقاط الأجتماعي وهو هنا ( سيف القبيلة ) و ( الشيخ العجوز ) وهذا الأسقاط قد يصل الى بؤر الهلاك لهذا الحب في تصوير بليغ من الشاعر عن الصعوبات التي تواجه الحب في ظل العادات القديمة والتي صورها الشاعر ب ( الشيخ العجوز ) .
أرتمي كالنهر الجارف على جغرافية النهدين
وأدخل في تفاصيل الحجر والورد فتزداد على ضفافي الفصول .
فصل الأنوثة .. الثورة .. العذرى
يتعثر خيالي على هضاب جسدك الشتائي الهطول
وتملؤني دهشة الوصول ..
وانحناء الربيع ..
على ابتداء خريفي الطلول ..
أرمم ما تبقى من بقايا ثغر الذكريات
وشفق آخر النهار ....
ألفظ أنفاسه الأخيرة ....
وهنا نشعر بأسلوب الشاعر السلس الرشيق المعبر عن كوامن القصيدة ضمن فلسفتة الجغرافيا وهنا وصف يعبر عن النحت على جسد المرأة وكأنها تمثال حجري يقوم الشاعر بنحته بمشاعره واحساسه القلبي ليعطى لهذا التمثال الأنوثة ويصبغ عليها الربيع والورد .
يتعثر خيالي على هضاب جسدك الشتائي الهطول
وتملؤني دهشة الوصول ..
وانحناء الربيع ..
على ابتداء خريفي الطلول ..
أرمم ما تبقى من بقايا ثغر الذكريات
وشفق آخر النهار ....
ألفظ أنفاسه الأخيرة ....
صور شعرية جميلة خصبة الخيال بحيث تجعل المتلقي يعيش حالة من الدهشة بين انحناء الربيع وابتداء الخريف ضمن رموز وايحاء نحو الجسد .
أرمم ما تبقى من بقايا ثغر الذكريات
وشفق آخر النهار ....
ألفظ أنفاسه الأخيرة ....
ونبقى هنا في دهشة الصور الشعرية (( أرمم ما تبقى من بقايا الذكريات )) و ( شفق آخر النهار ) و الفظ أنفاسه الأخيرة )) بوح جديد حتى آخر نفس نشعر بقوة الكلمات واهتزاز القناعات لدى الشاعر والتردد مع بقايا هذه الذكريات .
ويبدأ الليل عند آخر مسامة في جسدك , وهي تخلع ما تبقى من ذكريات ماضية الأفول ..
وتختبئ خلفي بعريّ يستر ما تبقى مني
لأمضي للروح الحلول ..
أبدأ سكناك .....أنا ..
أنت.. هناك ... هنا ...
وألون أجنحة الفراغ فيّ...
ليطير دوننا المكان ..
ونملأ السكنى سجودا للزمان ...
وأهزم الدمع الزلول ....
وأنجب من تنهيد نهديك حلما
ومن أول قبلة ضوء النهار على السهول ..
وهنا نرى في القصيدة صور شعرية حافلة بالذاكرة التي ينعشها الماضي ضمن تراكيب لغوية مبدعة متولدة بدلالالة جدبدة نقرأ هنا هذه الصورة :
ويبدأ الليل عند آخر مسامة في جسدك , وهي تخلع ما تبقى من ذكريات ماضية الأفول ..
حيث أستطاع الشاعر ان يحول خيال المتلقي من مسار المحسوس الجسدي الى المحسوس المعنوي بصورته المدهشة الباهرة وهنا نسجل للشاعر نقطة إبداع في النص وفي التخيل
ونرى هذه المقطوعات الشعرية اخذت منحنى فلسفي حيث يجتاحنا الصمت احيانا وكأننا نمضي في رحلة داخل الجسد بصمت ويمكن ألتقاط الصمت من البداية (( ويبدأ الليل )) و (( بعري يستر )) و (( أبدأ سكناك )) و (( ألون أجنحة الفراغ )) و (( نملأ السكنى سجودا للزمان )) والسجود فيه صمت و ( أهزم الدمع الزلول )) واصدق الدمع يخرج بصمت .
وايضاً للبوح هنا قصة و ولادة (( أنجب من تنهيد نهديك حلما ً )) جميلة هذه الصورة الشعرية المبتكرة فان حركة التنهيد مؤشر على بداية البوح ( لأول قبلة ضوء النهار على السهول )) .
ماء فيك ينادي عطش الشهوة الحبلى .....بالنار
ترويني امتدادا لها ...
تغرقني في مطري ..
أرطب كل أوجاع الأنوثة في سفري لها ..
يختنق الحرف داخل القبلة ..
طويلة هي .. حتى اختناق الحرف
حتى رأس سنابل القمح الملأى بي ..
المتدلية على جسدك العابر للدماء في جسدي
فأسلم الروح ..
وترحل قافلتي إليك عن عمر ناهز الثلاثين وجعا ....
في خاصرة الماضي المستحيل للحياة .
محملة بحروف أبجديات كل اللغات
أدفئ فيك صوتي ..
وأناديك أنثى بكل اللغات
هنا صور شعرية وتصاوير تبحث عن الشهوة ونار تمتد حتى بغرق الجسد فيها وهنا نحتاج الى الدخول الآمن في الحلم والظن لمفردات هذه القصيدة حيث نحسن الظن بهذه المفردات وحتى القبلة الطويلة يختنق الحرف فلا نخنق هذا الأبداع ونترك صورتها الشعرية كما هي حتى تسلم الروح عن عمر ناهز الثلاثين من اوجاع الجوع والحب واوجاع القبيلة في صمت وبوح وسيف يخرج من الماضي ليزيد اوجاع الخاصرة .
نشعر هنا تاريخ من الخيبات والانكسارات في الحياة والحب تشكلها القصيدة وترمز فيها الى العادات القديمة (( وسيف القبيلة الشيخ العجوز )) فهذا الشيخ العجوز يمثل هشاشة العادات في ظل الحياة القادمة ونشعر بأن الشاعر اخذ على عاتقه رؤية التغير (( أرطب كل أوجاع الأنوثة في سفري لها )) فهنا يخبرنا الشاعر الفارس بأن قوة التغير سوف تأتي ويطلب منها ان تمد له يد الحياة (( ادفىء فيك صوتي )) و (( اناديك أنثى بكل اللغات )) تمرد ، خروج عن المألوف ، صراع خفي في داخل الشاعر للتحرر مثيراً مشاعر الأنوثة في القصيدة للوصول الى الهدف وحسرة على خذلان الحياة ونشعر بأهات الشاعر في كل زاوية من زوايا هذه القصيدة وترصد القصيدة للتحولات الأجتماعية التي يطلب الشاعر ان تتحقق .
واخيراً تشعر بأن الشاعر يمتلك الروح الشعرية التي تتكىء على خبرته وثقافته الواسعة التي تجلت في الصور الشعرية وفلسفة الشاعر في وضع الأبعاد الأجتماعية والأسقاطات التي نراها بوضوح في القصيدة ، وايضاً يحتاج المتلقي الى ذكاء وقدرة على تفهم النص حتى يلج الى عنفوان النص ويفهم صوره الشعرية والايحاءات الجسدية التي تشكل فلسفة الشاعر في تسليط الضوء ضمن هذه اللغة الى واقع المجتمع الذي تهمين عليه العادات القديمة والرأي المتسلط دون اعتبارات للقلب والحب .
مع الاحترام
هشام
07:30 بتوقيت البحر 01/08/2009