هل تاهـت الْخُطـى؟

الاسم عربي
والبلد عربي
والأصل عربي
وهي ابنة الإسلام التي وُلِدت عليه

*******
ربما طافتْ بالبيت العتيق، وصلّتْ في المسجد الحرام وهي توجِّه وجهها للبيت العتيق كل يوم خمس مرّات
ولكنها لم تقُل يوما بقلبها: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
ربما استفتحت صلاتها بـ: وجّهتُ وجهي للذي فَطَرَ السماوات والأرض
ولكنها عن هذا غافلة
فهي ربما تُردِّد ما لا تفهم
أو تتكلّم بما لا تعِي
ربما قالت بلسانها: وجّهت وجهي للذي فَطَرَ السماوات والأرض
ووِجْهة القَلب دُول الغرب
وهي بلا شك تقرأ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
ولربما لم يَدُر بِخَلَدِها ماذا تعني هذه المسألة
وهي أعظم مسألة
وأهمّ سؤال
وأعظم دعاء
*******
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته
فلم يُصِبْه شَرٌّ لا في الدنيا ولا في الآخرة
ربما تاهت خُطى بنت الإسلام فتبِعت خُطى غُراب الغَرْب
و: إذا كان الغُراب دليل قومٍ, دلّهم على جيف الكلاب
بنت الإسلام ربما قرأت: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
ثم ما تلبث أن تنصرف من صلاتها
حتى تتصفّح مجلة أزياء غربية
تبحث فيها عن لباس غربي تلبسه فتاة عربية
بل ربما استعرضت تلك الأزياء في مُخيَّلتِها وهي تقرأ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
*******
ربما دَخَلَتْ جُحر الضبّ الْخَرِب
حتى لو دخلوا في جحر ضب لاتبعتموهم
وإنما عُبِّر بـ "جُحر الضبّ" دون غيره
والله أعلم لثلاثة أسباب
الأول: كون جُحر الضبّ أشد الجحور انحداراً للأسفل.. وهو هنا يعني الهاوية
الثاني: كونه أشدّ الجحور تعرّجا والْتِواء
والثالث: ما يُساكن الضبّ في جحره من الهوام.. كالعقارب ونحوها
وسبيل المغضوب عليهم والضالين يتّصف بذلك
فهو منحدر نحو الهاوية
وهو مُتعرِّج ومُلتَوٍ، حائد عن الجادة
مع ما فيه من خطورة لسالِكيه من الضلال والشقاء
ولذلك كانت الهداية في مُقابِل الغواية والضلال
وفي الهداية سعادة
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى
*******
وبعض بُنيّات الإسلام تنكّبن الصراط المستقيم
وتاهتْ خُطاهنّ في ظلمات التِّيه
فأي تِيهٍ تعيشه بعض بُنيّات الإسلام اليوم؟
بنتُ الإسلام ووا أسفي, تَجترّ سموم الأطباقِ
تنساق وراء حضارتهم, وتُحاكي نهج الفسّاق
يُهدي الإسلام لها بَصَراً, وتُقلِّد عُمي الأحداقِ
أما حفيدات سُميّة وأسماء فَهُنّ
قِصار الْخُطى شُمٌّ شموسٌ عن الْخَنَا
لا زِلْنَ يحتفظن بقيَِمهنّ
ومظاهرهن تدلّ على مخابِرهنّ
ولؤلؤة القاع تُحفظ في الأصداف
وقول الله أصدق وأبلغ
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ
*******
حفِظ الله الصالحات القانتات الحافظات للغيب
ورَدّ الله تائهات الْخُطى إلى طريق الرشاد وإلى جادة الْهُدى