علمُ الصوم : الله أكبر
بالأمس شاهدت فيلما تسجيليا – بثته "الجزيرة"الوثائقية – عنوانه (علم الصوم) ... بعد صدمة عبارة قالها أحد الأطباء ( العلاج بالأدوية .. وصل إلى طريق مسدود)!! كان الحديث عن صعوبة الصوم .. والذي يمتد من أسبوع وإلى عشرين يوما .. وكدنا أن نضحك على هؤلاء المساكين !!
ثم اكتشفت أن الصوم المقصود هو صوم تام عن كل شيء .. كل شيء إلى الماء!!
والصوم يتم تحت إشراف طبي .. وكشف متواصل على العمليات الحيوية في جسم الصائم.
اكتشف طبيب روسي فائدة العلاج بالصوم – قبل ستين سنة وخلف الستار الحديدي للاتحاد السوفيتي – صدفة حيث رفض أحد المرضى النفسيين تناول الأدوية .. أو الطعام .. فتركوه .. ثم شفي .
فبدأت الأبحاث حول التداوي بالصوم .. وفي ألمانيا توصل باحث آخر إلى فوائد العلاج بالصوم .. دون أن يعلم بالأبحاث التي أجراها العالم الروسي.
الأبحاث الموثقة درست التغيرات التي تجرى للجسم .. وكيف يحصل الجسم على احتياجاته؟
وقد اتفق المرضى على أن اليوم الثالث هو أصعب الأيام .. قالت إحدى المريضات .. ليس الجوع في البطن .. بل في العقل .. حيث تبدو البطاطس المقرمشة .. واللحم .. الكثير من اللحم!!
العجيب أن الباحثين عن العلاج بالصوم في ألمانيا لا يجدون الأماكن الكافية!!
وقد اشتكى الباحث الألماني من قلة تمويل أبحاث .. هل قلتُ قلة؟ بل انعدام الممولين للأبحاث المتعلقة بالعلاج بالصوم.. وقال .. لو كانت الأبحاث عن علاج كيميائي .. يدر أرباحا لتسابق الممولون.
من صومهم إلى صومنا .. واضح جدا أن الصوم الذي نقوم به في رمضان ليس هو الصوم الصحيح!
الصوم .. لتقليل الأكل .. للإحساس بحال الفقراء الذين لا يملكون طعاما .. ولكن الواقع أن الصوم أصبح لتناول كميات أكبر من الطعام .. والمصيبة أن ذلك يحصل في فترة أقل ... فترة الليل فقط!!
وهنا لابد أن نذكر بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم .. فيما معناه .. (بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبة ..) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. فإذا كانت في الأصل (لقيمات) .. فماذا سيحدث لها إن جاءها الصوم؟!
وهنا أتذكر الفتاوى التي تطرح – كل رمضان تقريبا – عن حال الذين يمتد النهار عندهم إلى عشرين ساعة؟!!
تحدث الفيلم عن المواد التي بدأ المخ بطلبها بعد الصوم .. الجلوكوز .. الدهون .. البروتينات .. والأول ينتهي بعد مرور أربعة وعشرين ساعة .. ولا أعتقد أن أحد من المستفتين الذين يطول عندهم النهار .. يصل إلى هذه الفترة الطويلة .. ولعل معنى ذلك أن الإنسان كما خلقه الله قادر على صوم أربعة وعشرين ساعة.
بقيت لقطات سريعة :
لم يقل أصحاب العلاج بالصوم أنه يعالج كافة الأمراض .. في بعض الحالات شفي نصف المرضى فقط .. وفي بعض الأمراض وصل الأمر حتى 75% ..
كان العلاج بالصوم مميزا في أمراض المفاصل .. مضيفة سويسرية أقعدها المرض حتى أصبحت تسير على كرسي .. ولا علاج لها .. فقط الأدوية الكيميائية .. إلى الموت .. ولكنها شفيت بالصوم.
بعض الأمراض نُصح أصحابها بعدم التداوي بالصوم
أجريت بحوث على طائر البطريق والذي يصوم أربعة أشهر كاملة .. وتساءل الباحث هل لدى البطريق آلية خاصة به ؟ أجرى الباحث دراسة على (جرذ) فوجد أن لديه نفس الآلية.
لاشك أن الصوم الذي جاء به الإسلام هو الأمثل .. ولكننا لا ننسى أن أصل الصوم هو التعبد لله .. أما الفوائد الأخرى فتأتي تبعا،ولا ننسى أيضا أن الإسلام أوجب صيام شهر كامل .. وحث الحبيب صلى الله عليه وسلم على صيام أيام أخر .. يبلغ متوسطها عشرة أيام من كل شهر.
وأخيرا : لعلنا في حاجة إلى فتوى شرعية لحكم التداوي بالصوم على طريقة الروس و الألمان .. ولعلنا نجد من يحرمها لأنها (بدعة) .. أو لأنها تضر بالجسد !!
وهنا أتذكر كلاما لإحدى النسويات تشنع على مانعي (الإجهاض) لأسباب إنسانية – لا لأسباب شرعية كما هو الحال عندنا – بان إنسانيتهم اختفت حين أرادوا أن يشرعنوا قطع جزء من جسد إنسان .. وزرعه في جسد إنسان آخر!!
أبو أِشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني