حين نفتقد الأحبة
حين نفتقد الأحبة
صادق علي الحمادي
/’’ إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب/’’. صدق الله العظيم.
/’’وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس وما عليه خطيئة، وفي رواية حتى يلقي الله تعالى وما عليه خطيئة/’’. صدق رسول الله.
في زمنٍ محتشد بالمآسي والأحزان فجعنا برحيل الأستاذ عبدالله أحمد رجاء الذي قل أن تجد له نظيربين المربين، تتراكم عليك الهموم وتضحى كالجبال جاثمة على الصدور.
كان أستاذنا عبدالله رجاء من معلمي الناس الخير، ساهم مع إخواناً له في نقل قراءة القرآن من التبرك إلى التحرك.
رحل أبو إبراهيم إلى ربه ورحلت معه كل الذكريات الجميلة، نتخاصم وندخل في مناكفات لا تنتهي لكنا سرعان ما نصطلح، كان-رحمه الله- صاحب قلب يحب وروح تعانق، يسدد الخلل ويعزز الصواب يعاتبك بالإحسان إليك، ويمتاز برقة العاطفة ونبل المشاعر، إنه خيال طيف مر وترك أثراً, الابتسامة لا تغادر شفتاه حتى وهو يعبر عن آلام جسده قهر مرضه الذي ألم به في الأشهر الأربعة الأخيرة من حياته بالصبر والاحتساب والرضى بقدر الله عز وجل، روح الدعابة حاضرة حتى وهو على فراش المرض.
ذهب سريعاً فأدركت أنني لهذه الدنيا مُوَّدع ولها مفارق، /’’عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعمل ما شئت فإنك تجزى به
كان –رحمه الله تعالى- من المواطئين أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون القدرة على التواجد والتأثير على الفراغ وبث روح التفاؤل بين الشباب وزرع الثقة في نفوسهم.
لم تخلُ حياته من المصاعب والمتاعب فعندما اصطدم بأنظمة العمل الجماعي الحركي قرر أن يشكل الطلائع، فسألته عن ماهية برامج مشروعه الوليد التربوية والثقافية فأجاب مناهج /’’الإخوان/’’ فأدركت أنه لو قُدَّر فتح قلب هذا الرجل لوجدنا حب /’’الإخوان/’’ ممتد في دمه.
رغم خلافه مع /’’الحركة/’’ كان ملتزماً بعهده حافظاً لجناب إخوانه لم تنبس شفتاه بسوء ولم ينل لسانه منهم وما حرض يوماً مناوئيهم عليهم.
أدرك أن الخلافات تضعف الصف وتوهن الدين فاختصر الأزمنة الصعبة وحولها إلى نجاحات، غاب عن ساحات العمل الجماعي المنظم لكنه التفت لإصلاح شأن أسرته الصغيرة فذهب يتعهدها بالتربية والتقويم فترك أبناء ناجحين، أحسن تزكيتهم فراكم إنجازاته وأعان إخوانه بالتقدم نحو تحقيق أهدافهم، إصلاح الأسرة فالمجتمع فالدولة.
وحين أدارت الوظيفة الحكومية له ظهرها تولى حينها صوب مشروعه الخاص فحقق نجاحاً وشجع آخرين للالتحاق به لخوض غمار التوجه الجديد وقطف ثمار نجاحه.
نم قرير العين فأزهارك لا تذبل ونجمك لا يفل /’’وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا أبا إبراهيم لمحزونون/’’ اللهم أجعل فقيدنا وجميع المسلمين في أعلى جنة الخلد.. آمين.
--
لنتجاوز واقعنا نمد الحرف جسرا للتواصل
منقول