بداية اعتذر لأساتذتي الافاضل
وللاخت الغالية والصديقة العزيزة " ريمة الخاني"
لغيابي الطويل جدا
وذلك لظروف قهرية
اليكم قصتي البسيطة والتي هى اول كتاباتي في مجال القصة
واتمنى ان تحوز على رضاكم
:::::::::: اللقاء:::::::::::
مثقلة بالهموم والأحزان تذهب إلى عملها شاردة الذهن ,كثيرة التفكير
لكن هذا اليوم مختلف عن سابقيه حدث فيه ما لم تكن تتوقع حدوثه أو ما كانت تظن
انه ضرب من المستحيل فكل شيء في حياتها يسير عكس رغباتها وكأنها خلقت
كي تسير في الطريق المعاكس
يبحث الناس عن السعادة وهي إلى الشقاء والحزن مسيرتها فلم تتوقع ان يتحقق
لها حلم تمنته حتى في أحلامها كل شيء ضدها ... ضد رغبتها
الحزن والدموع كانا رفيقي دربها
ما أتعسها من امرأة !!!!!!!!!ولكن اليوم مختلف بعض الشيء
فقد جاء ها بما لم تتوقعه!!!! مكالمة صباحية أذهلتها أقحمتها في سيل من
التساؤلات مكالمة لم تتبين صوت المتحدث فيها لم تسمع منه سوى همهمات
غير واضحة وانتهت المكالمة
وصلت إلى عملها ووجهها عليه مسحة من الحيرة الطاغية لم يجرؤ أحد على
الاستفسار منها فهي الصامتة دوما, ولا تشرك أحدا في خصوصياتها.
انتهى اليوم على غير العادة فهي الشخصية النشيطة وكأنها تدفن أحزان
نفسها في عملها لتنساها ,ولو لبعض الوقت.
..... فقد مر اليوم ثقيلا كئيبا.....
رجعت إلى البيت وكأن المتصل كان بانتظارها ها هو يعاود من جديد ,
ترفع السماعة بخفة ولكن الخوف مما تحمله هذه المكالمة كان مسيطرا
عليها فهي لم تعتاد أن يتصل بها غريب
تراه من يكون؟؟
من المتحدث ؟؟؟
هذه المرة كان الصوت واضحا جدا _
هل عرفتِ من أكون؟؟؟ أنا من تركته بين أحضان المجهول أنا من حرمته
من حنانك ولم ترضعيه قطرة, أنا ابنك الذي تركتيه
أغمضت عينها ثم فتحتها وكأنها تتأكد من أنها ليست نائمة وأن ما تسمعه حقيقة.
هوت بكل ثقل جسمها على الكرسي الذي بجانبها وكأنه وجد هناك ليحميها من
شر الوقعة فقد كانت فاقدة للإدراك طار بها خيالها إلى ثلاثين عاما مضت
وكأنها لم تعشهم, يوم كانت تبكي رضيعها الذي اختطفه والده من بين ذراعيها
واختفى لم تزل هذه الصورة مرسومة في ذاكرتها وكأنها نُحتت بيد نحات بارع
حاولت الرد لم تجد كلاما كانت دموعها أنهارا تجري على خديها يتلقاها صدرها
وكأنها تغسله من أحزانها ,وتلوح برأسها نافية ادعاءاته يتخيل لها أنه أمامها
يكيل لها التُّهم وهي تحاول الدفاع عن أمومتها ملوحة بيدها
مرت دقائق المكالمة وكأنها الدهر وانتهت المكالمة دون أن تنطق بكلمة
جلست شاردة البال دخل عليها ابنها مذهولا لم ير أمه منهارة ومنتحبة لهذه
الدرجة اعتاد حزنها واكتئابها ولم يعد بالشيء الجديد لكن حالتها تدعو للقلق
هذه المرة أتي لها بعصير محاولا التخفيف مما نزل بأمه .
ومحاولا الاستفسار ..
كانت تردعليه بكلام لم يتبين منه سوى بعضه....
...لا ...لا .....لا .... لم أتركك بل أخذك مني
وتعود للبكاء..... نامت بدموعها وابنها جالس يتأمل وجهها أخد يمسح دموعها
برفق خشية أن تستيقظ , قامت من نومها مذعورة على جرس الهاتف إنه نفس الصوت
... صوت ابنها من هناك من خلف البحار حيث عاش وكبر ودرج ودرس
وتخرج من الجامعة.
كانت المكالمة أقصر من الأولى حيث أبلغها أنه قادم لزيارتها وبثها شوقه
للارتواء من حنانها وحبها
كم أنا مشتاقة إليك أيضا لم أرك منذ ولادتك أخذك والدك مني وأنت رضيع لم تتعد الشهر
الواحد بدت كلماتها وكأنها رسالة اعتذار ,قاطعها قائلا لا عليك أمي أنا قادم لزيارتك لقد
اشتقت إليك كثيرا . وأنا أيضا اشتقت إليك" صلاح"
سمع ابنها كلامها وجاء مهرولا من غرفته مستفسرا عما سمعه
أتقولين ابنك؟؟؟؟؟؟ صلاح ؟؟؟ أهذا اسمه لم اعلم أن لي أخا!!!! كيف ذلك ؟
أفهميني ما الذي تخفينه عني لقد كبرت وأستطيع أن أعي ما تقولين.
قصت له حكايتها فقد كانت متزوجة قبل زواجها من أبيه ورزقت بطفل
ولم تدري سببا لتحوله عنها وقرر الانفصال عنها ولكنه أخذ منها طفلها
في غفلة منها فهي لم تتوقع أن يحرم هذا الرضيع من أمه خصوصا
في سنه الصغير ولا أن يحرمها من فلذة كبدها ولم تقترف ذنبا
لتستحق هذا العقاب فقد كانت تحب زوجها وتكن له كل الاحترام والتقدير
لقد أخذ ابنهما واختفى بدون أي مبرر وبعد مرور شهور عدة وصلتها
ورقة طلاقها الغيابي
وكأن القدر يستلذ بعذابها
عرفت بعد ذلك أنه أخذ ابنه إلى خارج الوطن حيث سينعم هو وابنه
بالحياة الكريمة
الم يكن من حقها هي أيضا أن تنعم معهم بهذا النعيم ؟؟؟؟
فقد رغب في الزواج من أجنبية والتي تسمح له بالعيش بين أحضان الغرب ونعيمه
وكأن الأقدار عقدت حكمها عليها بأن تعيش أسيرة لأحزانها..
وشاء ت الأقدار أن تتزوج تانية.... ويتركها زوجها ...مرة أخرى...
لقد اعتادت الآن على الحزن ...
ابنها (صلاح) هذا الإبن القادم من بعيد ينوي زيارتهم قريبا
جدا قد اشتاق لرؤية أمه التي حرم منها كل هذه السنين أخبرته كم هي فرحة بهذا .
قال لها كيف ستعرفين من لم تريه طيلة حياتك؟؟؟؟
أجابته بابتسامة مغموسة بدمعة وهزّت رأسها مشيرة له
بألا يقلق بهذا الشأن..
فمهما بعد عنها يظل هو قطعة منها تناديه بكل جوارحها.. وسيلبي نداءها
..هي واثقة..هو المضغة التي تكونت في أحشاءها ,وهو الرضيع الذي تغذي
على لبنها سقته الحب وأعطته الأمان لولا أيد الغدر التي فتكت به وبها
جاء اليوم الموعود وذهبت لاستقباله في المطار كان يوما ليس كباقي أيام حياتها
انتظرت خروج فلول المسافرين القادمين على نفس الطائرة تحملق في الوجوه
الملهوفة للقاء الاهل.
هرول صلاح إلى حضن أمه التي وقفت كالصنم في مكانها لا تقوى على الحركة
وأذهلتها رؤية ابنها وهو مكتمل الرجولة يبدو عليه آثار النعيم احتضنها وبكى
وهو يعانقها ولكن ذراعيها ارتخت وأخذت تحملق هناك في اتجاه معاكس مشدوهة
لا تكاد تبلع ريقها من هول المفاجئة لم تكن تتوقع هذا... نعم كانت تنتظر
ابنها في المطار ولكن هو لالالالالالا لقد كان آخر حلمها أن تسمع خبر موته
حتى تترحم عليه وتطلب من الله أن يغفر له ويسامحه على ما اقترفه
من ذنب في حقها
كان هو الآخر يدقق النظر إليها فلم يُعلِم أحداً بوصوله هو وأسرته
من بلاد المهجر فلم تكن حتى تعرف أين ذهب
ومن التي تتأبط ذراعه ؟؟؟ لقد كانت صديقة عمرها زينب!!!
تمت بحمد الله
|