لك الله يا أماه لك الله.
ولقد كان يأخذني الحياء من النظر إليك لكنك كنت تشخصين الى أعيني وكأنك تلبسين قرطي جنية.
وكنت أشمر عن ساقي لأرى ما وراءك ووراء وادي الجن الذي تنحدرين منه دون أن أستطيع رؤية ما خلفك أو التحديق في واديك أو تشخيص شخوصه.
ولم أسطع المسك بشئ أو السبر في آخر .
وجل ما أستطعت مسكه أو سبره وجودك اللامتناهي وربما المرتبط على نحو غير مرئي بشجرة الخلد أو بمصباح في قنديل دري.
ومهما يكن من أمر فإنه في أزمان يفاعتي لم يك في مقدوري سبر غور شئ أو الحكم على شئ. وأنى لي أن أصنع ذالك وأنا اليافع الذي لا يعلم عن مضغ فاه ولا يعلم هر عن بر ولم يؤتى جوامع الكلم ولا مجاميعه.
كيف لي أن أصدر حكما على مخلوقة تخذلني في الشأن وتعليني في الكعب وتقزمني في المقام. مخلوقة هي بوصلتي وكذا واسطتي وسبيلي في تحسس زاوية وجودي في كون لا زاوية له .
في وجود لا جد فيه ولا بجد. في وجود متحرك ترميه أخس الناس بألف لكعة.
وجل ما طمعت منه منك موطأ قدم أثبت عليه لإقوى على نفاذ جدران سميكة أو بناء جدار ثابت في بناء ملكوت الله.
فلك الله يا أماه لك الله.