السلام عليكم
وجدت هذا المصطلح عبر قراءاتي فآثرت ان أبينه واقدمه لأهميته لنا جميعا:
من الصعب تعريفه لان لكل مقاييسه الخاصة برأيه,لكن نضع مقاييسا عامة ولكم الإضافة:
وإن كان العطاء بمحبة وإخلاص وإيجابية بناءة هو المطلوب عموما من الأديب والمفكر, فهل النزاهة مطلوبة أيضا؟ وهل هي في تصاعد ام في انحسار عبر زمان بات الاقتباس والالتفاف سهل ومتاح التورية رغم بعض ملاحقات؟[1] وهل بات العالم التقني الجديد عالما اتاح مالم يكن متاحا سابقا؟.
سؤال صعب يجب ان نجد الرد عليه من أفواه النقاد مؤكد لأنهم اكثر اطلاعا على مجربات وجديد الأدب دوما. ولكن ماهي النزاهة الفكرية او الادبية؟:
يستحيل أن تستقيم حركة التفكير بدون (النزاهة الفكرية). ذلك انه ليس من المستطاع: التوصل إلى الحقيقة، وإدراك الصواب في ظل سيادة الانطباعات والخواطر والانفعالات والتعصبات والتحزبات والتراشق النزق بالتسميات والتصنيفات والألقاب الهواوية العشوائية الكيدية. فهذه كلها (حجب) تحجب الناس عن تبين الصواب الميسور أو الأكثر رجحانا
ما النزاهة الفكرية؟
معجميا:
ورجل نَزْهُ الخُلُقِ ونَزِهُهُ ونازِهُ النَّفْس: عفيف مْتكَرِّمٌ يَحُلُّ وحْدَهُ ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله، والجمع نُزَهاءُ ونَزِهُونَ ونِزَاهٌ، والإسمُ النَّزْهُ والنَّزاهةُ.
ونَزَّهَ نفْسَه عن القبيح: نَحّاها.
ونزَّهَ الرجلَ: باعده عن القبيح.
والنَّزاهةُ: البعد عن السوء.[2]
إنها ليست أمنية تتمنى: ولا رغبة متموجة أو متقلبة: تنشط حيناً، وتكسل وتخمد أحياناً: بحسب الحالة النفسية السائدة في لحظة معينة.. إنما (النزاهة الفكرية) هي: اختيار المنهج بعلم، ثم التزامه في الرصد والتحليل والاستنتاج.. وفي (التعبير) كذلك.. والمنهج هو:
1 ـ بناء التفكير على (قواعد) واضحة مستقرة: يطّرد التزامها، أي لا يحصل لها تعطيل، ولا يقع فيها انتقاء ولا استثناء.
2 ـ مجاهدة النفس: ابتغاء التحرر من آفتي الفكر العاتيتين الماحقتين وهما آفة (الظن) أو ضآلة الحصيلة العلمية المعرفية.. وآفة (الهوى). فكثير من الناس (من الذين يشتغلون بالثقافة والفكر مع الأسف) يهجمون على القضايا والموضوعات بلا معرفة حقيقية، وبعضهم قد يكون معه قدر من المعرفة، بيد أن آفة الهوى تلتوي بصاحبها التواء يفسد ما معه من معرفة.. هاتان الآفتان أو العلتان هما مصدر الفساد الفكري دوما، ولذلك جاء في التنزيل: «ان يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس».. إن وجود التنوع أو الخلاف الفكري لا يمثل ـ في ذاته ـ أزمة، وفي الهوى الذي يحمل صاحبه على تحويل الخلاف الفكري إلى حرب تجعل الأفكار (قنابل)، وخطوط الحوار (أسلاكا شائكة).
3 ـ الالتزام بـ (الموضوعية)، أي بالقضية المطروحة للبحث والمناقشة، فإن التركيز على الموضوع نفسه: لا يفسح المجال لسلبيات غير موضوعية.. ما معنى.. ما مقضي إقحام كلمات نابية في خلاف موضوعي
4 ـ الأسلوب المهذب أو التعبير العف، فإن الفكر المعرفي الأصيل الجميل لا يُخدم بالسباب، وكأي من كاتب. من عالم، من مثقف شوه الحقيقة التي يعرفها ويعرضها: بأسلوب يصد، ولا يجذب، وبتعبير لا يوفر الهدوء العلمي، ولا المناخ المناسب.
5 ـ الاجتهاد المثابر المستبصر في تطبيق (المعرفة العلمية) في حقل العلوم الاجتماعية والإنسانية أو حتى . فاستصحاب هذا المنهج العلمي في هذا الحقل يحقق مقادير عالية من (النزاهة الفكرية)، بمعنى انه يورث صاحبه تحررا نبيلا من الهوى والتحيز والتعصب..[3]
[1] للاطلاع على جانب من هذه الامور: http://www.omferas.com/vb/showthread...916#post186916
[2] لسان العرب
[3] مقتبس بتصرف من: http://www.omferas.com/vb/forum.php
يتبع