بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم
إليكم مقتطفات شعرية في وصف الطبيعة التي فتنت الشعراء في بلاد الأندلس زمان الموحدين
...............

من ذلك تعبير محمد ابن سفر:

في أرض الأندلس تلتذ نعماء
و لا يفارق القلب فيها سراء
و ليس في غيرها بالعيش منتفع
و لا تقوم بحق الأنس صهباء
أنهارها فضة، و المسك تربتها
و الخز روضتها و الدر حصباء
قد ميزت من جهات الأرض حين
فريدة و تولى ميزها الماء
بد تدارت عليها نطاقا أبحر خفقت
و جدا بها إذ تبدت و هي حسناء
لذاك يبسم فيها الزهر من طرب
و الطير تشدو و للأغصان إصغاء

................

من ذلك قول أبي الحسين الوقشي في مناظر رآها بـ"مرج الخز"

لله يوم بمرج الخز طلب لنا
فيه النعيم بحيث الروض و النهر
و للأوز على أرجائه لعب
إذا جرت بددت ما بيننا الدرر
و الشمس تجنح نحو البين مائلة
كأن عاشقها في الغرب ينتظر

.....................

من ذلك قول ابن شهاب المالقي في "متنزه السد"

و يوم لنا بالسد لورد عيشه
بعيشة أيـــــــــــام الزمان رددناه
بكر ناله و الشمس في خدر شرقها
إلى أن أجابت إذ دعا الغرب دعواه
قطعناه شدوا و اغتباقا و نشوة
و رجع حديث لورقي الميت أحياه
على مثله من منزه تبتغى المنى
فلله ما أحلى و أبدع مرآه
لئن بان إنا بالأنين لفقده
و بالدمع في إثر الفراق حكيناه

.......................

من ذلك قول أبي المطرف بن عميرة يصف رحلة نهرية قام بها مع رفاقه في نهر جزيرة شقر

خذ من حديثك إن وصفك يطرب
عن يوم أنس ذكره مستعذب
و اطلب إعادته من الأيام إن
سمحت بذا و أظن ذلك يصعب
يوم أرانا الحسن في النهر الذي
قد طاب منه مورد أو مشرب
و قد امتطينا زورقا فيه فقل
صبح تمشي في سناه غيهب
فتراه طورا طائرا و لربما
ضمت جناحاه إليه فيجنب
و لنا شباك قد تجاذب غزلها
ضدان يطفو ذا و هذا يرسب
نسجت كنسج الدرع لكن الردى
لم يعد لابسها إذا ما يطلب
تبدي لنا سمكا أرادت أن يرى
حسنا بها فلأجله تــــــتقلب
فكأنها جمدت من الماء الذي
حصباؤه من صفوه لا تحجب
يا نهر شقر فيك أدركت المنى
فلأنت من نهر إليَّ محبب
يهنيك إذ حزت المحاسن كلها
أني سأشعر في حلاك و أخطب

........

و إلى مزيد في فرصة تالية إن شاء الله