روايته حملت عنوان "نحو الجنوب" ونشرتها دار طوى..
استياء من تصريحات روائي سعودي في صحيفة لبنانية أكد من خلالها أنه يقدم مجتمع الجنوب السعودي بكل ما فيه من "قذارات"..!


ذكرت مصادر أن هناك تحركات تجري حالياً من قبل مجموعة من مثقفي المنطقة الجنوبية في السعودية لتدشين حملة استنكار ومقاطعة لرواية سعودية جديدة على خلفية تصريح صحفي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية لمؤلفها واعتُبر مسيئاً للمجتمع الجنوبي.
وكانت الصحيفة اللبنانية نشرت في عددها ليوم الجمعة 19 نوفمبر 2010م تقريراً عن رواية "نحو الجنوب" الصادرة عن دار طوى للنشر والإعلام لمؤلفها "طاهر الزهراني" وضمنته قول المؤلف إن روايته تقدم مجتمع الجنوب السعودي بكل ما فيه من «قذارات».
وبالرغم من أن السعودية تشهد حالياً ارتفاعاً كبيراً لسقف الرقابة على الكتب خصوصاً في معرض الكتاب الذي يفتح أبوابه لنهم القراء بشكل سنوي, إلا أن الجهات الرقابية مازالت حساسة جداً تجاه الكتب التي تتناول قضايا قبلية أو مناطقية, مما يضعها على المحك أمام مثل هذا الإصدار.
وبحسب تقرير الأخبار اللبنانية تتناول الرواية قصة شاب عابث وكسول، ومولع بقراءة الكتب وعاطل من العمل يعيش في مدينة جدة الكبيرة والمنفتحة إلى حد ما. ويقرر أبوه إرساله إلى الجنوب كي يصبح رجلاً حقيقياً على الطريقة التقليدية. في بيت جده الذي يعد من أكثر الرجال تمسكاً بالتقاليد الأصيلة، ليجد الشاب أنّه ضحية مؤامرة ستجعله يكفر بكل تلك التقاليد البالية بعد أن يتجرّع أنواعاً من العذاب في تلك البيئة الجبلية الجرداء من كل شيء.

لحظة وصول الشاب إلى بيت جده الصامت مثل صنم، يتفقد المكان الذي قسم إلى طبقتين: الأسفل للماشية والأعلى للنوم. وخارج هذا المبنى الصلد، عراء الجبال بصخورها القاسية. هذا هو الفضاء الذي سيتحرّك فيه الشاب الذي لا يعرف أصول الديرة والقبيلة والمرجلة. وما سوف يجبر على القيام به، هو التعذيب بعينه. أول صفعة يتلقاها من جده حين ينتزع حذاءه من قدميه ويقطعه بسكينه التقليدية التي يحملها جميع الرجال الحقيقيين.
التطرف الذي يحصل في القرية يقابله تفكك في المدينة. والنتيجة تراجع الاثنتين إلى الحضيض على المستوى الاجتماعي. إذ إنّ الرسالة التي تصل إلى الشاب زهران من أحد أصدقائه القدامى في جدة، تحمل أخباراً غير سارة عن الحارة التي كان يعيش فيها. وأكثر هذه الأخبار سوءاً هروب البنات خوفاً من تزويجهن من رجال كبار وكريهين إلى درجة البشاعة. وأكثر من ذلك، فإنّ الفتيات اللواتي يتزوجونهن يبقين عذراوات!

يحاول الروائي هنا كغيره من الكتّاب الجدد الإشارة إلى تقاليد لم تعد مرغوبة في ظل العولمة التي اجتاحت العالم.
كتبت الرواية بلغة سلسة وبسيطة لا بلاغة فيها، وزمنها خطّي متواصل مثل سيرة ذاتية متصاعدة في الزمن، باستثناء فصل قصير كناية عن «فلاش باك» ترويه شخصية لا أحد يعرف إن كانت ذكراً أم أنثى. لكنها أنثى بشعة على كل حال، حوّلها المجتمع الذكوري إلى مسخ لأنّ المرأة عاهة في نظر هذا المجتمع. يشعر القارئ بالنفَس القصير للكاتب الذي يعترف بذلك في بداية الرواية، فيقسمها إلى فصول قصيرة كي لا يفلت منه حبل الروي أو القص.

كذلك خلال رحلة زهران إلى القرية على الطريق الساحلية، ترد جملة تقول ما معناه أن هناك طريقين للسيارات: واحدة للمسلمين، وأخرى لغيرهم. وهو ما اعتبره التقرير إشارة واضحة إلى عنصرية حادة.
و وصف التقرير الرواية بأنها واعدة في أفكارها، قد تمثّل انتفاضة صغيرة في محيط صغير، لكنها مغامرة ستتبعها مغامرات أخرى في المستقبل، وقد تكون لحظة جديدة في هذا الحراك المستمر.




من الايميل