لقاء مع الذكريات........
مرت ككل أسبوع ...رغم انني كنت أشعر بتقصيري وأن التزامات الحياة تسرقني من لحظات دفئ هو الان احوج اليها ولايطلب. مني ....كيف يصل احدنا الى هذا الحد من الاستسلام للقدر او الظروف؟
جلست أساله وكعادته يجيب..لايوجد اخبار......
كانت هذه الجملة تذبحني تقتلني....تجعلني أنظر الى يدي وأشعر بعقدة الذنب ....أأهمله بعدما بنى جيلا ندر أن يوجد نظيفا في مشوار الحياة؟
- مارايك ان نتمشى سويا ؟
- - لااملك الطاقة؟؟؟؟
- نجرب اشتقت الى أحاديثك....
- لاادري كيف استجاب وكنت أخشى مسؤولية جسده المنهك المتهالك....
- مشينا ربع ساعة من غير ولاكلمة....كيف كان صمتا بين أب وابنته كيف كان؟ لاأدري
- كنت اعرف انني استحثه بحديثي لكنني ألجمت بلجامه فجأة....
- أتحب أن نشتري أي طبق أو ندخل أي مطعم؟
- خبي نقودك ياابنتي
- ........
- -أريد العودة للبيت
- عدنا ورغم أننا بكل الجهود تفوهنا كم كلمة...إلا أنني أحسست أنه تحسن من داخله... وباح ولو قليلا عما في نفسه الصامتة....
وفتح شريط ذكريات طويل.....
****************************
محفظته المرتبة الشبه سوداء.....قد تهاوت مما فيها....أخرج بسرعة عدة صور ومزقها ...
صعقت ابي لا لا ياابي....
لم يعد لها لزوم...هذه اختي بوران توفيت بمرض التيفوئيد وبعد وفاتها اخترع الدواء...
وهذه عفاف ..اخذت العدوى ...وتوفيت بعدها....
ماذا تنفع الذكرى الان؟
وأخذ يمزق بقوة وعنف....
هذه الصورة عند تفوقي في المدرسة..لم يعد لها لزوم ...أنا أحاول أنقاذ مايمكن إنقاذه سدى....
لو كنت أعرف لما تركته يفعل مافعل....
كدت أبكي ابي لماذا تفعل هذا
-إنه ...
إنه لاشيئ..نحن اولاد اليوم..نحن شعب يعشق الذكريات...حتى لو أن والدي ابن سينا....
أريد ابن سينا ليومي هذا......
وغدا يمزق وأنا أحار كيف أمنعه....
لو كنت أعرف..... أني استفره لما فعلت....
هذا ديوان شعري....الأفضل أن أمزقه لن أنشره كله رثاء برثاء....
-لا ياابي لم أعهدك شاعرا....
شاعرا لم يحز على القبول.....
ربما كنت أنت من أجحف بحق نفسه....
كنت شرسا مع الجميع بطريقتي الخاصة .....لاأقبل التنازلات.....فنزلت من القائمة....
لاادري لماذا لم يعد يشعر بالغصة التي كنت أراها في عينيه من زمن بعيد.....
بابا
نعم
لماذا ....
إني انتظر النهاية .....شبعت من الدنيا أخذت نصيبي الذي رضيت رغم كل شيئ....
يالله من هو الذي يستطع قول هذا؟ لاأفهمك ياابي
هذا الكتاب منعت من نشره انه في التاريخ....وأظن أن هناك من سبقني إليه ولكن ليس بنفس الدقة هل مازال له قيمة؟
لو كان نعم فخذيه ربما استطعت الوصول الى حل....
أعاده الى حقيبته وكأنه ندم .... على شيئ ما...
وسرح في فضاء بعيد ا عني ....
*******************